ارتفاع الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء في طهران بنسبة 5 في المائة

أعلن نائب رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء وتغير المناخ بجامعة بهشتي للعلوم الطبية أن نسبة الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء في طهران خلال الفترة من 2017 إلى 2024 ارتفعت بنسبة 5 في المائة.

أعلن نائب رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء وتغير المناخ بجامعة بهشتي للعلوم الطبية أن نسبة الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء في طهران خلال الفترة من 2017 إلى 2024 ارتفعت بنسبة 5 في المائة.
وقال عباس شاهسوني في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" نُشرت يوم الخميس 28 أغسطس (آب): "بدأنا منذ عام 2016 حساب الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء، ووفقًا لحساباتنا، ارتفع عدد الوفيات مقارنة بعام 2017 في طهران وفي جميع أنحاء إيران".
وأضاف: "في عام 2017، بلغ عدد الوفيات المنسوبة [لتلوث الهواء] في طهران 3.542 وفاة، بينما وصل هذا العدد في عام 2024 إلى 7.342 وفاة".
وذكر نائب رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء وتغير المناخ أن نسبة الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء في عام 2017 قد قُدرت بنسبة 10 في المائة، بينما ارتفعت إلى 15.7 في المائة في عام 2024.
وتابع: "كان متوسط هذه النسبة في البلاد خلال هذه الفترة 10.2 في المائة، أي أن نسبة الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء في مدينة طهران أعلى من المتوسط الوطني".
وأكد شاهسوني أن عدد السكان الذين يتعرضون لتلوث الهواء قد ازداد خلال هذه الفترة، وبالتالي ارتفع عدد الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء.
خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات
ونقلت صحيفة "هم ميهن"، عن تقرير مركز أبحاث البرلمان، أن متوسط عدد الوفيات المنسوبة للتعرض طويل الأمد للجسيمات العالقة في الهواء بين البالغين فوق سن 20 عامًا في المدن التي شملتها الدراسة كان مرتفعًا بشكل ملحوظ.
وأظهر تقرير مركز أبحاث البرلمان عن خسائر تلوث الهواء في عام 2023 أن حوالي 30.692 وفاة مبكرة منسوبة إلى تلوث الهواء سُجلت في 57 مدينة إيرانية، يصل عدد سكانهم 48 مليون نسمة.
وقدّرت الأضرار الاقتصادية لهذه الوفيات والأمراض الناتجة عن تلوث الهواء بنحو 12 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لإيران.
وبحسب التقديرات، فقد تراوحت أعداد الوفيات المبكرة المنسوبة إلى تلوث الهواء في البلاد خلال عامي 2022 و2023 بين 23 و30 ألف حالة.
ونقلت "هم ميهن" عن البنك الدولي أن الخسائر الناتجة عن تلوث الهواء في إيران تُقدر بحوالي 23 مليار دولار.


أفادت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران، يوم الأربعاء 27 أغسطس (آب)، أن نيابة طهران العامة وجهت لائحة اتهام ضد محمد صدر، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام. وبالتزامن، أعلن المدعي العام والثوري لطهران عن تشكيل 120 ملفًا قضائيًا مرتبطًا بـ"حرب الـ12 يومًا".
ولم يذكر المركز الإعلامي للسلطة القضائية اسم عضو مجمع تشخيص المصلحة صراحة، لكنه قال إنه ظهر في برنامج عبر الإنترنت، وأدلى بتصريحات "مخالفة" خلاله.
وأضاف التقرير أنه بعد فتح ملف بحقه، تم استدعاؤه إلى النيابة العامة.
كان محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، قد قال في مقابلة مع برنامج "سينرجي" عبر الإنترنت يوم 23 أغسطس (آب)، إن سقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي كان "رسالة عملية" من إسرائيل إلى طهران.
وأضاف صدر أن "معلومات الدفاع الجوي في البلاد سلمتها روسيا إلى إسرائيل. ومع هذه الحرب اتضح أن التحالف الاستراتيجي مع روسيا مجرد وهم". وأكد أن اتهامه لإسرائيل بالتورط في الحادثة التي أودت بحياة رئيسي ووفده "تحليل" شخصي، ولا يملك أي وثائق أو أدلة لإثباته.
يُذكر أن محمد صدر هو ابن شقيق الإمام موسى الصدر، وحمو ياسر خميني (نجل أحمد خميني)، وهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ عام 2017. كما شغل سابقًا منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية في حكومة محمد خاتمي، ثم عمل مستشارًا أقدم لمحمد جواد ظريف في حكومة حسن روحاني.
تشكيل 120 ملفًا قضائيًا مرتبطًا بالحرب
وأعلن علي صالحي، المدعي العام لطهران، الأربعاء 27 أغسطس (آب) أنه من أصل 120 ملفًا قضائيًا فتحها "الضباط الأمنيون" بخصوص الحرب ذات الـ12 يومًا، تم البت في 110 منها حتى الآن.
وأوضح أنه صدرت أكثر من 68 لائحة اتهام وأوامر إحالة إلى المحاكمة، مضيفًا: "خلال أيام الحرب، كانت جميع شعب النيابة نشطة، وزملاؤنا شاركوا في متابعة الملفات". لكنه لم يكشف عن هوية أو عدد المتهمين، ولا عن طبيعة التهم الموجهة إليهم.
وبعد مرور شهرين فقط على إعلان وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب ذات الـ12 يومًا، كثفت السلطات القضائية الإيرانية خلال الأسابيع الماضية من تصريحاتها بشأن فتح الملفات وإصدار لوائح الاتهام والأحكام بحق معتقلين، مؤكدةً على تسريع الإجراءات "خارج الدور المعتاد".
في 25 أغسطس (آب)، أعلن أسد الله جعفري، رئيس القضاء في أصفهان، أن أكثر من 75 بالمائة من القضايا المتعلقة بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل" خلال الحرب وصلت إلى مرحلة لائحة الاتهام.
وأضاف أنه صدرت بالفعل بعض الأحكام، مؤكداً أن "الأحكام النهائية ستُنفذ بسرعة وخارج الدور".
ويرى مراقبون أن تسريع إصدار وتنفيذ الأحكام، قد يعكس عزم الحكومة على استخدام العقوبات المشددة، بما فيها الإعدام، كأداة منهجية لقمع المعارضين والناشطين السياسيين.
وفي 8 أغسطس (آب)، قال أصغر جهانغير، المتحدث باسم السلطة القضائية، إن 20 شخصًا من المعتقلين بعد الحرب مع إسرائيل تم تقديمهم كـ"عناصر تجسس وداعمين للموساد"، مؤكداً أن القضاء "لن يتهاون مع الجواسيس والعملاء" وأن إصدار "أحكام صارمة بحقهم سيكون عبرة تاريخية".
كما أعلن سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي، في 12 أغسطس (آب) أنه خلال الحرب ذات الـ12 يومًا مع إسرائيل، تم اعتقال 21 ألف شخص "بناءً على بلاغات شعبية".
وفي 22 يوليو (تموز)، صرّح غلام حسين محسني إيجئي، رئيس السلطة القضائية، أن أكثر من ألفي شخص اعتُقلوا في مدن مختلفة من إيران على خلفية الأحداث التي تلت الحرب مع إسرائيل.

قُتل عسكري واحد على الأقل، وأصيب آخر بجروح في اشتباكات مسلّحة بين قوات الحرس الثوري الإيراني ومسلحين في إقليم بلوشستان. ووفقًا للتقارير المنشورة، فقد قُتل 8 مسلحين خلال هذه المواجهات، فيما تم اعتقال عدد آخر.
وأعلن حسن مرتضوي، قائد مقر "قدس" التابع للقوة البرية للحرس الثوري، أن عنصرًا من القوات العسكرية قُتل في الاشتباكات التي وقعت يوم الأربعاء 27 أغسطس (آب) في سيستان وبلوشستان.
وأشار مرتضوي إلى أنّه خلال عمليات في ثلاث مدن هي إيرانشهر، خاش، وسراوان، تم قتل ثمانية أشخاص وصفهم بـ"الإرهابيين"، إضافة إلى تحرير رهينة. كما تحدّث عن اعتقال عدد من المسلحين، لكنه لم يذكر هويتهم ولا عددهم بدقة.
بالتزامن مع ذلك، أكّد سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم الشرطة الإيرانية (فراجا)، في مقابلة مع قناة "خبر" الرسمية، مقتل عنصر من القوات العسكرية وإصابة آخر بجروح. وأوضح أن قوات فراجا، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية وتحت قيادة مقر "قدس" للحرس الثوري، شاركت في هذه العمليات.
موقع "حال وش" الذي يتابع أخبار سيستان وبلوشستان، نقل عن مصادره أن اسم القتيل من القوات النظامية هو "جواد عبداللهي (كرد)". وأضاف أن الاشتباكات بدأت نحو الساعة الخامسة فجرًا واستمرت حتى العاشرة صباحًا.
وبحسب التقرير، استخدمت القوات الحكومية "أسلحة ثقيلة (مدفعية)، قذائف هاون، آر بي جي، وطائرات مسيّرة استطلاعية وهجومية"، ما أدى إلى انفجارات متتالية وهزات شعر بها السكان، وكان الدخان الناتج عن الاشتباكات مرئيًا من مسافات بعيدة.
وأشار "حال وش" إلى أن هذا الحجم من استخدام العتاد العسكري خلق أجواء أمنية مرعبة بين السكان وزاد المخاوف من سقوط ضحايا من الجانبين.
وأكد الموقع أن جماعة "جيش العدل" أعلنت من جانبها وقوع اشتباكات مع قوات النظام الإيراني ومقتل عدد من عناصرها، مشيرةً في بيان مقتضب إلى أن "التفاصيل قيد المراجعة وسيتم نشر المزيد من المعلومات عند الضرورة".
يذكر أنه في اليوم السابق للاشتباكات، أي 26 أغسطس (آب)، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن عبد الرحيم موسوي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، وقال له: "نتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات عملية ضد الإرهابيين في ظل التعاون الثنائي".
كما شهد يوم 22 أغسطس هجومًا لمسلحين على وحدتين للشرطة في مدينة إيرانشهر، أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الشرطة، وأعلنت جماعة جيش العدل مسؤوليتها عنه.
ومنذ أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان خريف عام 2022 والقمع المتواصل للاحتجاجات الشعبية في مدن الإقليم، قُتل العديد من عناصر الأمن والجيش الإيرانيين على يد مسلحين.
وغالبًا ما تبنّت جماعة جيش العدل هذه العمليات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجماعة، التي تصنّفها كل من إيران والولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية"، نفّذت في السنوات الماضية عدة هجمات على مواقع للحرس الثوري والقوات العسكرية الإيرانية في سيستان وبلوشستان.

حذّرت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران في رسالة موجهة إلى غلام حسین محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية في النظام الإيراني، من التداعيات الواسعة لتنفيذ أحكام الإعدام في الأماكن العامة، ودعت إلى وقف فوري لهذه الممارسة.
وفي الرسالة التي وقّعها وحيد شريعت، رئيس الجمعية العلمية للأطباء النفسيين، جاء التأكيد على أن تنفيذ عقوبة الإعدام علنًا لا ينتج أثرًا مستدامًا ومثبتًا في خفض معدلات الجريمة، بل يخلّف عواقب نفسية واجتماعية سلبية على المجتمع والمواطنين، من بينها احتمال تصاعد معدلات العنف.
وأشارت الرسالة، استنادًا إلى أبحاث علمية، إلى أن معدلات ارتكاب جرائم القتل في المجتمعات الخاضعة للدراسة ارتفعت حتى بشكل مؤقت عقب تنفيذ عمليات إعدام.
وحذّر الموقعون على الرسالة من أن المشاهدة المباشرة لمثل هذه المشاهد، وخصوصًا من قِبل الأطفال، قد تؤدي إلى أضرار نفسية خطيرة مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو سلوكيات تقليد غير مرغوبة.
من جهتها، أصدرت حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" يوم أمس الثلاثاء 26 أغسطس (آب) بيانها للأسبوع الثالث والثمانين، أشارت فيه إلى تنفيذ حكمَي إعدام في الأماكن العامة أمام أعين المواطنين خلال الأسبوع الماضي، واعتبرت أن "النظام القائم على الإعدام يسعى عبر إذلال المواطنين وتطبيع العنف إلى إدخال المجتمع في حالة رعب دائم".
وأكدت الجمعية في موضع آخر من رسالتها أن "عرض مشاهد العنف في الفضاء العام" ينطوي على خطر تعزيز مشاعر الإذلال الجماعي وتقويض ثقة المواطنين في المؤسسات الحاكمة.
وأضافت أن الأضرار الناجمة عن هذه الممارسات لا تقتصر على الحاضرين في موقع تنفيذ الحكم، بل إن نشر المقاطع المصوّرة منها يوسّع نطاق الأذى إلى شرائح أوسع من المجتمع.
كما حذّرت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين من الآثار السلبية للإعدام العلني على التضامن الاجتماعي، واعتبرته عاملًا في تعميق الفجوة بين المجتمع والسلطة.
وفي ختام الرسالة التي نُشرت يوم 25 أغسطس، طالبت الجمعية رئيس السلطة القضائية باتخاذ قرار عاجل لإصدار أمر بوقف تنفيذ الإعدامات العلنية.
وكان موقع "هرانا" الحقوقي قد ذكر في تقرير له بتاريخ 23 أغسطس أن ما لا يقل عن 160 شخصًا أُعدموا شنقًا في سجون البلاد خلال شهر أغسطس وحده، بينهم ثلاث حالات نُفذت في الأماكن العامة وأمام أعين الناس.
وفي وقت سابق، أعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يوم 27 يوليو عن قلقه البالغ إزاء التزايد الكبير في عدد الإعدامات في إيران، مندّدًا بتنفيذ مئات أحكام الإعدام، وداعيًا إلى وقف فوري لهذا المسار.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنّ طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، شرط أن تُقدَّم "ضمانات بعدم الاعتداء".
وفي حديثه مع صحيفة "الشرق الأوسط" يوم الثلاثاء 26 أغسطس (آب)، قال عراقجي: "ما لم تستطع الهجمات العسكرية على المنشآت النووية أن تحققه، فلن يتحقق أبداً في أي من المفاوضات المقبلة مع واشنطن".
وأكد وزير الخارجية أنّ طهران ما تزال منفتحة على مفاوضات "عادلة ومنصفة" حول برنامجها النووي، مضيفاً أنّ المباحثات مع الدول الأوروبية الثلاث والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة لوضع إطار جديد.
وفي السياق نفسه، قال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية، بعد لقائه وتخت روانجي بالمديرين السياسيين في الدول الأوروبية الثلاث في جنيف، إنّ طهران ما تزال ملتزمة بالدبلوماسية وبحل سياسي متوازن يعود بالنفع على الجانبين.
تأتي هذه التصريحات في وقت سبق أن أعلن فيه المرشد الإيراني علي خامنئي بوضوح أنّ إيران "لن تقبل بأي مفاوضات تحت الضغط".
ففي 24 أغسطس (آب)، وخلال لقائه مجموعة من أنصاره، رفض خامنئي أي حوار مباشر مع الولايات المتحدة، وهاجم المؤيدين له، مؤكداً أنّ "جوهر القضية هو عداء أميركا، وهو أمر غير قابل للحل عبر المفاوضات".
وتطرّق عراقجي في المقابلة إلى "الحرب التي استمرت 12 يوماً"، قائلاً إنّ "إسرائيل وأميركا لم يحققا أيّاً من أهدافهما، بينما صمدت إيران وردّت".
وأضاف: "واصلنا الهجمات الصاروخية حتى اللحظة الأخيرة، وفي النهاية كانت إسرائيل هي التي طلبت وقفاً لإطلاق النار من دون شروط. وهذا يثبت أنّ الخيار العسكري قد فشل".
ولم يستبعد عراقجي مواجهة جديدة مع إسرائيل، محذراً: "إذا أعادوا الكرّة، فإن ردّنا سيكون أقوى".
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تكهّنات متزايدة في كلّ من إيران وإسرائيل حول احتمال اندلاع جولة قتال جديدة.
وكان سالار ولايتمدّار، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قد صرّح مؤخراً: "من حيث المبدأ لا ينبغي للعدو أن يهاجم إيران مجدداً، لكننا نواجه طرفاً لا يلتزم بأي قاعدة أو مبدأ".
وعن تهديد إغلاق مضيق هرمز، قال عراقجي إنّ سياسة إيران "واضحة تماماً"، مشيراً إلى أنّها تريد "السلام والهدوء" في المنطقة الخليجية.
وأوضح: "إيران بلد منتج ومصدّر للنفط، واقتصادها يعتمد بشكل كبير على النفط، وبالتالي فإنها تريد أن تكون الملاحة مفتوحة للجميع".
وأضاف أنّ بعض التصريحات الصادرة عن مسؤولين أو إعلاميين "ليست الموقف الرسمي لإيران"، مؤكداً أنّ السياسة الرسمية هي: "نريد السلام وحرية الملاحة في المياه الخليجية".
وتابع بالقول إنّ "إسرائيل خلال الحرب الأخيرة استهدفت منشآت النفط الإيرانية في عسلويه بهدف إشعال حرب نفطية، لكنّ إيران ردّت باستهداف منشآت إسرائيلية، ما منع انتقال الحرب إلى المنطقة الخليجية".
وفي 21 أغسطس (آب) الجاري، قال حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة كيهان، عبر التلفزيون الإيراني: "يمكننا أن نقيّد مرور السفن الأميركية والفرنسية والبريطانية والألمانية عبر مضيق هرمز، وإذا أغلقناه فقد يرتفع سعر النفط إلى 200 دولار، وهو ما سيوجّه ضربة اقتصادية هائلة لأعدائنا".
وردّ على ذلك ريتشارد غولدبرغ، الرئيس السابق لقسم مواجهة تطوير أسلحة الدمار الشامل الإيرانية في مجلس الأمن القومي الأميركي، معتبراً هذه التصريحات "غير واقعية"، ومؤكداً أنّ "تفعيل آلية الزناد فوراً هو السبيل الوحيد لردع طهران".

أشارت حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" في بيانها الجديد إلى تزايد الإعدامات، وقالت إنه في "إيران الخاضعة لحكم ولاية الفقيه، ما تزال آلة الإعدام تحصد الضحايا بلا رحمة"، حيث جرى شنق ما لا يقل عن 166 شخصاً في شهر أغسطس (آب) وحده.
وجاء في البيان الصادر في الأسبوع الثالث والثمانين من هذه الحملة، بتاريخ الثلاثاء 26 أغسطس (آب)، أنّ انضمام مجموعة من سجناء سجن دهدشت إلى هذه الحملة يذكّر بهذه الحقيقة المريرة: "لا توجد زاوية في إيران بمنأى عن ظل الإعدام".
وقد امتدت هذه الحملة من خلال إضراب جماعي عن الطعام نفذه سجناء سجن دهدشت في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، لتشمل 50 سجناً في إيران.
وأشار أعضاء الحملة إلى أنّه "في الأسبوع الماضي وحده، أُعدم 31 شخصاً، بينهم امرأة، فيما نُفذت إعدامات اثنين منهم في العلن وأمام أعين الناس".
وأضافوا: "حكومة الإعدامات تريد عبر إذلال المجتمع وتطبيع العنف، أن تغرقه في الرعب".
وفي موازاة استمرار هذه الحملة، وجّهت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران رسالة إلى غلام حسين محسني أجئي، رئيس السلطة القضائية، تطالب فيها بوقف "الإعدامات العلنية" بسبب "آثارها الضارة على الصحة النفسية للمجتمع".
وجاء في الرسالة أنّ الإعدام "يخلّف آثاراً نفسية واجتماعية سلبية على المجتمع والمواطنين، من بينها زيادة محتملة في معدلات العنف".
وفي جزء آخر من بيانهم، تفاعل السجناء المنضمون إلى حملة "ثلاثاء لا للإعدام" مع خبر تحويل القطعة 41 في مقبرة "بهشت زهراء"- وهي مكان دفن آلاف السجناء السياسيين الذين أُعدموا في ثمانينيات القرن الماضي- إلى موقف سيارات.
ووصفوا هذا الإجراء بأنّه "محاولة مخزية لمحو الذاكرة الجماعية وآثار الجرائم الحكومية، وإهانة سافرة للضحايا وعائلاتهم"، وهو عمل أدانته أيضًا منظمة العفو الدولية.
وأكّد الموقّعون على البيان أنّ "الإعدام ليس حلاً، بل هو انتهاك صريح للحق في الحياة وأداة لزرع الرعب وتثبيت القمع السياسي"، وجدّدوا دعوتهم للمؤسسات الدولية، ونشطاء حقوق الإنسان، والرأي العام العالمي، للوقوف أمام هذه دوامة الموت ونقل احتجاج الشعب الإيراني.
وبدأ إضراب سجناء حملة "ثلاثاء لا للإعدام" عن الطعام في 29 يناير (كانون الثاني) 2024، مطالبين بوقف إصدار وتنفيذ هذه الأحكام. وبعد مرور 83 أسبوعاً، يواصل السجناء في 50 سجناً داخل إيران إضرابهم عن الطعام.
وقد تحولت هذه الحملة خلال الأشهر الماضية إلى أحد أبرز التيارات الاحتجاجية في السجون الإيرانية، حيث يحافظ السجناء عبر الإضراب عن الطعام والاعتصام الأسبوعي على استمرار صوت الاعتراض ضد أحكام الإعدام والإجراءات القضائية الجائرة.