للمطالبة بإلغاء العقوبة.. تجمع احتجاجي لعائلات السجناء المحكومين بالإعدام في إيران

شاركت مجموعة من عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام، في حملة "ثلاثاء لا للإعدام" عبر تجمع احتجاجي، مؤكدة على ضرورة إلغاء جميع أحكام الإعدام في إيران.

شاركت مجموعة من عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام، في حملة "ثلاثاء لا للإعدام" عبر تجمع احتجاجي، مؤكدة على ضرورة إلغاء جميع أحكام الإعدام في إيران.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي أن عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام في طهران، يوم الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، رفعوا صور المعتقلين السياسيين المهددين بالإعدام ولافتات بشعارات مثل: "لا للإعدام"، "الإلغاء الفوري لأحكام الإعدام".
كما دعوا مختلف شرائح المجتمع إلى دعم "حملة ثلاثاء لا للإعدام" والمعتقلين المحكومين بالإعدام في إيران، مرددين هتافات منها "لا تُعدموا".
والدة أكـبـر (شاهـرخ) دانشوركار، السجين السياسي المحكوم بالإعدام، شاركت أيضاً في هذا الحراك رغم مرضها، وفي وقت ما زالت في حداد على وفاة زوجها، إذ نظمت وقفة احتجاجية فردية في أحد المتنزهات، دعماً للحملة من أجل ابنها وباقي السجناء.
تجدر الإشارة إلى أن عائلة دانشوركار تعيش مأساة فقدان والد الأسرة، ولي دانشوركار، حيث رفضت السلطات القضائية منح ابنه المعتقل أكـبـر دانشوركار الإذن بلقائه الأخير وتوديعه.
وفي بيانها الصادر في أسبوعها الـ84، بتاريخ 2 سبتمبر (أيلول)، نعت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" رحيل ولي دانشوركار، أحد الداعمين البارزين للحملة، مقدمة التعازي لعائلته وجميع أنصارها.
وكشفت الحملة عن تنفيذ 39 حكم إعدام خلال الأسبوع الماضي فقط، بينهم امرأتان، مشيرةً إلى أن عدد الإعدامات المسجلة منذ بداية عام 2025 بلغ 704 حالة.
وأكدت أن هذه الأرقام تمثل ليس فقط انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان الأساسية، بل أيضاً دليلاً على قمع دموي من قبل النظام الإيراني بهدف ترهيب وإسكات أصوات الحرية.
وأضاف البيان: "مكان ضحايا هذه المظالم ليس في تراب النسيان، بل في قلوب كل الإيرانيين الأحرار"، مشدداً على أن دماءهم ما زالت تجري في عروق الشباب، وأن طريق الشهداء سيكون مشعلاً للأمل نحو مستقبل بلا إعدام وعنف.
وتطرق السجناء المشاركون في حملة "ثلاثاء لا للإعدام" في بيانهم أيضاً إلى مرور 40 يوماً على إعدام مهدي حسني وبهروز إحساني، وأشاروا إلى أن عائلاتهم ما تزال بعد 36 يوماً تجهل مكان دفنهما.
ووصَف الموقعون على البيان هذا السلوك من جانب السلطات القضائية والأمنية لإيران بأنه "إخفاء قسري" وشكل من أشكال التعذيب لعائلات الضحايا.
إضراب السجناء عن الطعام
وبدأ إضراب سجناء "ثلاثاء لا للإعدام" عن الطعام في 29 يناير (كانون الثاني) 2024، مطالبين بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.
ومع انضمام سجناء من سجن لنكرود بمدينة قم، ارتفع عدد السجون المشاركة في الحملة إلى 51 سجناً.
وختم أعضاء الحملة بيانهم بالتأكيد على أن هذا الحراك يعكس المقاومة الواسعة للسجناء والمجتمع ضد سياسة الإعدام، مشددين على أن صوت العائلات المفجوعة والمعتقلين وكل الشعب التوّاق للحرية سيظل حاضراً حتى يتم إلغاء جميع أحكام الإعدام وضمان احترام حقوق الإنسان والعدالة.


نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تقريرًا خاصًا نشرته قناة "إيران إنترناشيونال" بأن الولايات المتحدة تجاهلت الرد على رسائل تفاوض أرسلتها السلطات الإيرانية إليها، مؤكدًا أن طهران "لم ترسل أي إشارات" إلى واشنطن.
وفي مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، قال بقائي: "لم أقل في أي مكان إننا أرسلنا إشارات إلى أميركا ولم يردوا عليها".
كانت "إيران إنترناشيونال" قد ذكرت سابقًا أن مسؤولين كبارًا في وزارة الخارجية الإيرانية أفادوا في جلسات خاصة بأن البيت الأبيض تجاهل رسائل طهران لاستئناف المفاوضات.
ووفقًا للتقرير، قال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية، في جلسة خاصة عُقدت يوم السبت لتبرير سياسات نظام طهران و"إدارة الرواية الإعلامية"، لمديري وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، إن البيت الأبيض تجاهل رسائل طهران لاستئناف المفاوضات.
يشار إلى أنه مع بدء تفعيل آلية "الزناد" من قبل الأطراف الأوروبية، بدأ العد التنازلي لإعادة فرض العقوبات على إيران.
وحاول بقائي خلال المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء تصوير إيران على أنها غير مهتمة بالتفاوض مع الولايات المتحدة، وقال: "يجب أن نأخذ في الاعتبار دائمًا أننا واجهنا، أثناء عملية تفاوضية، عدوانًا إسرائيليًا بدعم أميركي. لا يمكننا بالتأكيد الحديث عن المستقبل دون النظر إلى التجارب السابقة".
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "خلال العشر سنوات الماضية، قوّضت الولايات المتحدة العمليات الدبلوماسية مرتين أو ثلاث مرات على الأقل، وهذا يظهر أن واشنطن لم تتحلَ بنية حسنة منذ البداية".
توضيح بشأن احتمال خفض مستوى التخصيب
وفيما يتعلق بتصريحه لصحيفة "الغارديان" بأن طهران مستعدة لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 بالمائة، قال بقائي: "أوضحت أنه إذا أوفى الطرف الآخر بالتزاماته، فسنفعل الشيء نفسه، لكننا ما زلنا بعيدين جدًا عن تلك النقطة".
وفي مقابلة نشرتها "الغارديان" في 1 سبتمبر (أيلول)، أعلن بقائي أن طهران مستعدة لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 بالمائة، وهو الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي، بشرط التوصل إلى اتفاق شامل يضمن حق إيران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.
في المقابل، تُصر الولايات المتحدة على ضرورة وقف أي تخصيب لليورانيوم على الأراضي الإيرانية، مما أدى إلى وصول المفاوضات مع واشنطن إلى طريق مسدود بسبب تمسك إيران بموقفها.

نشرت مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة الإيرانية في مجال حقوق النساء، على صفحتيها في "إنستغرام" و"تلغرام"، مقاطع من فيديو لاغتصاب جماعي من أربعة أشخاص لامرأة في حي سرجشمه بطهران.
في هذا الفيديو، تم تشويش صوت وصورة المرأة الشابة، ووفقًا لما ذكرته علي نجاد، ولا تتوفر معلومات حتى الآن عن هويتها أو مصيرها.
وكتبت هذه الناشطة في "إنستغرام": "هذا هو وضع الأمن في النظام الإيراني، والحكومة ما زالت مشغولة بمحاربة النساء بسبب بعض خصال الشعر".
حتى الآن، لم يصدر عن الشرطة أو المسؤولين الحكوميين أي رد رسمي على نشر هذا الفيديو، لكن على الأقل أعادت إحدى القنوات القريبة من الحكومة نشره على "تلغرام".
وخلال أقل من 12 شهرًا، تم نشر عدة تقارير تتعلق بالاغتصاب الجماعي والاعتداء على الأطفال والاغتصاب المتسلسل في إيران.
وفي خريف وشتاء عام 2024، أبلغت عدة نساء الشرطة بأن رجلًا خدعهن عن طريق إعلان مزيف للوظائف على موقع "ديوار"، وجذبهن إلى أماكن نائية ومعزولة، ثم اغتصبهن وسرق ممتلكاتهن.
في 18 أغسطس (آب)، تم الإعلان عن أنه بعد شكوى 12 امرأة واستنادًا إلى الأدلة والمستندات الموجودة في القضية، حكمت محاكم القضاء على المتهم بالإعدام بتهمة الاغتصاب، وسيُنفذ الحكم بعد تأكيده من قبل المحكمة العليا.
وذكر موقع "همشهري أونلاين" في 25 أغسطس (آب) أن المتهم اعترف بعد اعتقاله بخداع حوالي 40 امرأة.
في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن طالبة من ياسوج تعرضت لاغتصاب جماعي.
وأورد موقع "هرانا" الحقوقي أن هوية الضحية هي "أسما غضنفري".
وأفادت بعض الوسائل مثل موقع "ركنا" أن هذه الطالبة تعرضت للاغتصاب الجماعي بعد خلاف مع أحد زملائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الفاعلين كانوا من زملائها.
وأورد موقع "إيران واير" أن 12 شابًا من نفس المجموعة شاركوا في اغتصاب الطالبة، أربعة منهم طلاب جامعيون.
في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، انتشرت تقارير عن وفاة طفلة صغيرة تُدعى نيان تشلباني نتيجة التعذيب والاغتصاب والإيذاء الجنسي.
وفي أواخر مارس (آذار)، أعلنت محكمة محافظة آذربيجان الغربية صدور حكم بالإعدام على المتهم الرئيسي في قضية اغتصاب وقتل هذه الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات.
وقال ناصر عتباتي، رئيس القضاء في المحافظة، إن المتهم الأول والرئيسي أُدين بارتكاب "أفعال إجرامية" وحُكم عليه بالإعدام، فيما حُكم على والدة وأخت المتهم الرئيسي ووالد الطفلة بالسجن 15 عامًا بتهم "المساعدة في الجريمة وتسهيل ارتكابها"، إلى جانب عقوبات تكملية أخرى.
وفي صباح 12 يوليو (تموز)، تم تنفيذ حكم الإعدام علنًا على المتهم الأول في قضية "اغتصاب وقتل الطفلة البالغة من العمر ست سنوات في بوكان واسمها نيان".
والاغتصاب الجنسي من الجرائم التي يُعاقب عليها بالإعدام في إيران، لكن لا توجد بيانات موثقة عن مدى فعالية هذا الحكم في الردع.
وانتقدت المنظمات الحقوقية مرارًا ارتفاع معدلات الإعدام في إيران، مؤكدة أن عقوبة الإعدام هي أكثر أشكال العقاب عنفًا وغير إنسانية، ولا تلعب دورًا رادعًا في تقليل الجرائم الجنسية، بل غالبًا توفر فرصة لقمع أكبر.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن عقوبة الإعدام من قبل النظام الإيراني أصبحت أداة لترويع المواطنين وإثارة الخوف في المجتمع.
إحصاءات غير واضحة عن الاغتصاب في إيران
النظام الإيراني لا يقدم إحصاءات دقيقة عن معدلات الاغتصاب والإيذاء الجنسي.
وقد أجرى سعيد مدني، العالم الاجتماعي السجين، في عقد 2011 دراسة عن التعرض والاغتصاب الجنسي في مناطق مختلفة من إيران.
وفي أغسطس (آب) 2020، ناقش مدني في مقابلة مع صحيفة "شرق" موضوع الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاغتصاب في إيران، محذرًا من أنه وفقًا للتقديرات، "أكثر من 80 بالمائة من حالات الاغتصاب لا تُبلغ لأسباب مختلفة".
وأوضح مدني، الذي يقضي حاليًا عقوبة 9 سنوات في سجن دماوند، أن معظم حالات الاغتصاب لا تُبلغ لأن "دعم ضحايا الاغتصاب في القانون الإيراني محدود جدًا".
وأضاف أن النساء ضحايا الاغتصاب يُنظر إليهن ثقافيًا بريبة من المجتمع، لذا "يفضلن تحمل آثار الاغتصاب دون مواجهة الحكم العام، لأنهن يعتقدن أنهن مدانات سلفًا".
بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الإيراني نفسه متورط في سوء المعاملة والاغتصاب الجنسي للمواطنين داخل السجون.
وخلال الفترة من مايو (أيار) إلى ديسمبر (كاون الأول) 2024، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بتقارير عن "اغتصاب" ارتكبه عناصر الحرس الثوري، والباسيج، وزارة الاستخبارات وأجهزة الشرطة المختلفة بحق نساء ورجال وأطفال خلال احتجاجات انتفاضة مهسا.
كما أكدت لجنة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الأول حول انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" الصادر في مارس (آذار) 2023 حالات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي على أساس الجنس، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والاغتصاب باستخدام أدوات، وصدمات كهربائية للأعضاء التناسلية، والتجريد القسري من الملابس، واللمس والتحرش بأجساد النساء والفتيات".

أفادت مصادر حقوقية أن النظام الإيراني أعدم ما لا يقل عن 152 سجينًا في سجون مختلفة خلال أغسطس (آب) الماضي، بزيادة 70 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، حيث ارتفع العدد من 94 حالة إلى ما لا يقل عن 158 حالة.
ونشر موقع "هنغاو" الحقوقي، يوم الإثنين 1 سبتمبر (أيلول)، تقريرًا أكد فيه تحديد هوية 148 سجينًا أُعدموا، بينما لا يزال يتحقق من هوية أربعة سجناء آخرين.
ووفقًا للتقرير، كان من بين السجناء المُعدمين في الشهر الماضي روزبه وادي، الذي أُعدم بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل"، ومهدي أصغر زاده بتهمة "العضوية في تنظيم داعش"، وذلك في سجن "قزل حصار" بمحافظة كرج.
كما سجلت أعلى نسب الإعدامات في أغسطس (آب) على النحو التالي: 84 حالة بتهم "الجرائم المتعلقة بالمخدرات"، 64 حالة بتهمة "القتل العمد"، حالة واحدة بتهمة "الاغتصاب"، وحالة واحدة بتهمة "السرقة المسلحة".
وسبق أن أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 29 أغسطس (آب) أن ما لا يقل عن 841 شخصًا أُعدموا في إيران منذ بداية العام الجاري، مشيرًا إلى أن 110 أشخاص أُعدموا في يوليو (تموز) وحده، وهو ما يمثل زيادة مضاعفة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
كما ذكر موقع "هرانا" الحقوقي في 23 أغسطس، في تقريره الشهري الأحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أن ما لا يقل عن 160 شخصًا أُعدموا في سجون البلاد خلال شهر أغسطس.
وتناول تقرير "هنغاو" في جزء آخر توزيع عمليات الإعدام حسب المحافظات والأقليات القومية والإثنية خلال شهر أغسطس.
ووفقًا للتقرير، سجلت محافظة البرز أعلى عدد من الإعدامات بـ21 حالة، تلتها أصفهان بـ18 حالة، وفارس بـ13 حالة، وخراسان رضوي بـ12 حالة، ولرستان بـ11 حالة.
كما سجلت محافظات هرمزجان بـ7 حالات، وهمدان وأذربيجان الشرقية بـ6 حالات لكل منهما، وكرمانشاه وغلستان وخوزستان وكهكيلويه وبوير أحمد بـ5 حالات لكل منهما، ويزد ومركزي وجيلان وبلوشستان بـ4 حالات لكل منهما، وكردستان وكرمان وخراسان الجنوبية وسمنان وأذربيجان الغربية بـ3 حالات لكل منهما، وإيلام وزنجان بحالتين لكل منهما.
ومن حيث القومية والإثنية، تصدر السجناء من الفرس 47 حالة إعدام، تلاهم الأكراد بـ24 حالة، واللور بـ22 حالة، والأتراك بـ13 حالة، والبلوش بـ11 حالة.
كما أُعدم خلال هذه الفترة 6 سجناء عرب، و5 سجناء جيلك، وسجين تركماني، وسجين قشقائي، و8 سجناء من جنسية أفغانية، و14 سجينًا لم يتم تحديد هويتهم الإثنية من قبل "هنغاو".
وأثارت الزيادة في إصدار وتأكيد وتنفيذ أحكام الإعدام في إيران خلال الأشهر الماضية احتجاجات واسعة داخل إيران وخارجها.
ووفقا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، أُعدم أكثر من 858 شخصًا، من بينهم 23 امرأة، في سجون إيران منذ بداية العام الجاري.

حاول رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أن يُظهر أن تفعيل آلية الزناد لن تكون له تبعات مؤثرة على الاقتصاد الإيراني.
وقال إن عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، مقارنة بالعقوبات الحالية المفروضة على طهران، "لا تتمتع بالاتساع ولا بوجود هيئة راعية وضامنة"، وهي "أقل بكثير من حيث التأثير" من العقوبات الأميركية.
وفي كلمته قبل جدول الأعمال في الجلسة العلنية للبرلمان قال محمد باقر قالیباف، اليوم الثلاثاء2 سبتمبر (أيلول)، إن قرارات العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة ضد إيران "لن تكون لها تبعات مؤثرة على اقتصاد إيران".
وأضاف: "السبب الأول لهذه الحقيقة هو أن العقوبات الاقتصادية المذكورة في هذه القرارات مرتبطة بالأنشطة النووية الإيرانية، وهي أقل بكثير من حيث التأثير مقارنة بالعقوبات التي فرضتها أميركا ضد إيران. وبعبارة أخرى، فإن عودة قرارات الأمم المتحدة لا تعني عقوبات اقتصادية جديدة تُضاف إلى العقوبات الحالية".
وتابع قالیباف: "السبب الثاني هو أنه بمتابعة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفك) التابع للحكومة الأميركية، يتم تنفيذ العقوبات الأحادية لهذا البلد بشكل أقصى. بينما عقوبات الأمم المتحدة، مقارنة بالعقوبات الأحادية الأميركية، لا تتمتع بالاتساع ولا بوجود هيئة راعية وضامنة".
الاستعداد لخفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المائة
في28 أغسطس، أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع بدء عملية تفعيل آلية الزناد، أنها منحت النظام الإيراني مهلة 30 يوماً لتأجيل العقوبات، كي تعود طهران إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وتتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الأيام الأخيرة، حاول مسؤولو النظام الإيراني التقليل من أهمية عودة عقوبات الأمم المتحدة ضدها، واعتبروا رد فعل الأسواق الإيرانية السلبي على بدء عملية تفعيل آلية الزناد مجرد "انعكاسات نفسية" لهذا الأمر، لا تبعات اقتصادية حقيقية.
وفي وقت سابق، نُشر تقرير من غرفة التجارة أشار إلى احتمال ارتفاع سعر الصرف إلى 165 ألف تومان وحدوث تضخم بنسبة 90 في المائة في حال تفعيل آلية الزناد.
وفي التقرير، الذي أثار ردود فعل أمنية، جرى استشراف ثلاثة سيناريوهات محتملة أمام اقتصاد إيران حتى نهاية عام 2025: متفائل، ومحتمل، ومتدهور. وفي السيناريو المتدهور، يرتفع الدولار بشكل حاد من سعره الحالي إلى 165 ألف تومان، ويقفز معدل التضخم إلى 90 في المائة. كما توقع التقرير أن يكون معدل النمو الاقتصادي لإيران سلبياً في جميع السيناريوهات.
ومن جانبها، علّقت شيرين عبادي، المحامية والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، على بدء عملية تفعيل آلية الزناد بقولها عبر "إنستغرام" إن هذا الإجراء يعني عودة جميع العقوبات الدولية، وإن تبعاته على البلاد "أخطر بكثير من الحرب"، محمّلة إيران المسؤولية الأساسية عن هذا الوضع.
وفي 29 أغسطس، كتب يدالله جواني، مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية، تعليقاً على تفعيل آلية الزناد قائلاً إن "جميع القرائن والأدلة تشير إلى أن الأوروبيين أنفسهم يعلمون أن هذه الآلية لا يمكن أن تُدخل الاقتصاد الإيراني في مشاكل أساسية".
ومن جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن قرارات الأمم المتحدة ضد طهران تشمل عقوبات منخفضة الشدة، ولا تتضمن حظر صادرات النفط الإيرانية.
وأضاف قالیباف: "لكن من اللازم أن تتخذ إيران إجراءً رادعاً يجعل هذا العمل غير القانوني من الطرف الأوروبي مكلفاً، بحيث يؤدي إلى تغيير قرار العدو في تفعيل آلية الزناد".
لماذا فُعّلت آلية الزناد وما هي تبعاتها؟
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد أفادت في وقت سابق أنه مع تنفيذ آلية الزناد، ستُعاد جميع العقوبات التي أقرها مجلس الأمن ضد إيران في ستة قرارات ما بين أعوام 2006 إلى 2010، ومن بينها:
• الحظر التسليحي.
• حظر تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم.
• حظر تطوير وإطلاق الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية وأي نقل للتكنولوجيا أو المساعدة الفنية في هذا المجال.
• تجميد أصول وحظر سفر على شخصيات ومؤسسات إيرانية محددة.
• تفويض عمليات تفتيش شحنات "إيران إير" وخطوط الملاحة الإيرانية لمنع نقل المواد المحظورة.

أصدر 44 سجينًا سياسيًا بيانًا أدانوا فيه أحكام الإعدام الصادرة بحق شريفة محمدي، وبخشان عزيزي، ووریشه مرادي، وهن ثلاث ناشطات سياسيات محتجزات في سجون قرجك ورامين ولاكان رشت، ودعوا المنظمات الحقوقية إلى التحرك فورًا ضد هذه الأحكام.
وجاء في البيان، الذي نُشر يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، على موقع "هرانا"، المعني بحقوق الإنسان في إيران: "إن الحق في الحياة حق عالمي، وإصدار هذه الأحكام يتعارض مع المعايير الإنسانية وحقوق الإنسان".
وأشار الموقّعون إلى أن آثار الحكم الاستبدادي تتضح يوميًا، وأن الفشل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية أصبح أكثر وضوحًا.
وأكدوا معارضتهم القاطعة والصريحة لأحكام الإعدام الحالية والمستقبلية، وأعربوا عن احتجاجهم الشديد على حكم الإعدام الصادر بحق محمدي وعزيزي ومرادي.
ودعوا جميع الهيئات الدولية والضمائر الحية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لوقف هذا المسار.
صدور الأحكام لتعزيز سلطة القمع
أكد السجناء السياسيون الموقّعون على البيان أن الحكومة، بدلاً من الاستجابة للأزمات المتعددة، ترى الحل في زيادة القمع وإصدار أحكام ذات طابع قمعي، بهدف زرع الخوف لمنع الاحتجاجات الشعبية وتعزيز ثقة جهاز القمع بالنظام.
وأضافوا أن "حقوق الإنسان حقوق عالمية تنطبق على جميع المجتمعات والدول. المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تعترف بالحق في الحياة كأحد الحقوق غير القابلة للنزع، وسلب هذا الحق في معظم المجتمعات البشرية يعتبر أمرًا مدانًا وخاليًا من العقلانية والمدنية".
وكان مجلس مدينة فابريانو في إيطاليا قد منح الناشطات الإيرانيات الثلاث المحكوم عليهن بالإعدام الجنسية الفخرية.
الموقعون على البيان
وقّع على البيان العديد من السجناء السياسيين ومنهم: مطلب أحمديان، محمد حسن بوره، داوود رضوي، فؤاد فتحي، مهران رؤوف، محمد نجفي، مرتضى صيدي، سيامك أميني، سيامك إبراهيمي، سعيد أحمدي دَلجو، خشايار سيفيدي، محسن قشقائي، إسماعيل إسلامي، محمدعلي محمودي، رضا اهتمامي، مهدي فراهی شاندیز، سيد محمد رضا فقيهي، شهریار براتی، أصغر أميرلو، بهنام مهاجر، طاهر حاج قربان، محمد حسين سهرابي فرد، وغيرهم.
كما وقّع على البيان: شاهين ذوقي تبار، عبدالله أردشير عليجاني، بیام باستاني، يوسف سيغاري، مهران شاملو، حسين شهسواري، حسن عميدي، محمد مهدي محمدي رهبر، وحيد قدير زاده، مرسل كتابي، سجاد إيمان نجاد، آزاد پيکریفر، ياسين ويسي، أمين سخنور، مهدي همتي، وحيد سرخكل، ميثم غلامي، فرهاد أحمدي نجاد، مهدي زركر، امید بهرامي، فرزاد عزيزي، وأمل بيکري.
تفاصيل الأحكام الصادرة بحق الناشطات الثلاث
حُكم على محمدي بالإعدام من قِبل القاضي درويش كفتار في الفرع الأول لمحكمة الثورة في رشت، ومرادي من قِبل القاضي أبو القاسم صلواتي، وعزيزي من قِبل إيمان أفشاري في محكمة الثورة في طهران، بتهمة "البغي".
وقد أثارت هذه الأحكام الصادرة في الأشهر الماضية احتجاجات واسعة داخليًا ودوليًا.
وجدير بالذكر أنه يوجد حاليًا نحو 70 معتقلاً سياسيًا في سجون إيران، من بينهم الناشطات الثلاث: محمدي وعزيزي ومرادي، يواجهون خطر تأكيد أحكام الإعدام أو تنفيذها بسبب تهم سياسية.