اتهام معلّمة عربية في إسرائيل بالتجسس لصالح النظام الإيراني

وجّه الادعاء العام في إسرائيل لائحة اتهام ضد معلّمة من منطقة النقب كانت قد اعتُقلت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني.

وجّه الادعاء العام في إسرائيل لائحة اتهام ضد معلّمة من منطقة النقب كانت قد اعتُقلت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن تهاني أبو سمحان، وهي امرأة عربية تبلغ من العمر 33 عامًا، تم توقيفها الشهر الماضي للاشتباه بتعاونها الاستخباراتي مع النظام الإيراني.
ووفقًا لبيان الشرطة، فقد كانت خلال العام الماضي على تواصل مع أحد عناصر الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني، وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، قامت بتصوير طائرات مقاتلة في قاعدة "نواتيم" الجوية جنوب إسرائيل، وأرسلت الصور إلى ذلك العنصر.
وقال الادعاء إن أبو سمحان كانت على دراية بأنها على اتصال مع عنصر أجنبي، واستخدمت لهذا الغرض هاتفًا محمولًا منفصلًا.
وتواجه المتهمة تهمة جمع معلومات حساسة عن أنشطة الجيش الإسرائيلي العسكرية بطلب من العنصر الإيراني.
وبحسب تقرير لشبكة "آي نيوز 24"، فقد تلقت أبو سمحان مبالغ نقدية مقابل هذا التعاون من قبل وسيطها الإيراني، وهو ما يُعتبر استثناءً في أسلوب النظام الإيراني، الذي غالبًا ما يستخدم العملات الرقمية في مثل هذه التحويلات.
ولم تُنشر تفاصيل حول كيفية تسلُّمها للمبالغ النقدية.
وتقول الشرطة الإسرائيلية إن أبو سمحان مثلت أمام محكمة منطقة بئر السبع بتهم "التواصل مع عميل أجنبي" و"نقل معلومات للعدو".
كما طالب الادعاء العام باستمرار حبسها حتى انتهاء الإجراءات القضائية.
وفي أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية وانكشاف خروقات في مواقع حساسة داخل إسرائيل، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن صدمتهم بعد اكتشاف عشرات المواطنين اليهود من مواليد إسرائيل متورطين في التجسس لصالح النظام الإيراني.
ويتهم هؤلاء بجمع معلومات وتحديد أهداف حساسة لضربات النظام الإيراني.
وذكرت صحيفة" لوموند" الفرنسية في تقريرها يوم الأربعاء 16 يوليو (تموز)، أنه رغم مرور أسابيع على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين النظام الإيراني وإسرائيل، فإن موجة الاعتقالات لا تزال مستمرة داخل إسرائيل.
ووفق التقرير، في حين يُشاد بجهاز "الموساد" على عملياته العميقة داخل الأراضي الإيرانية، تجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نفسها الآن أمام واقع جديد يتمثل في اكتشاف شبكات تجسس محلية تنشط داخل أراضيها لصالح النظام الإيراني.
وقد أثار هذا الواقع تساؤلات حول الدور المحتمل لتلك الشبكات في تحديد أهداف الضربات الصاروخية الإيرانية خلال المواجهة الأخيرة.
وفي إيران، أشار غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية، إلى تصريحات المرشد الإيراني بشأن الحرب مع إسرائيل، وأعلن أنه أصدر تعليمات إلى المسؤولين القضائيين للإسراع في البت في قضايا التجسس المتعلقة بالمواطنين الإيرانيين "دون تأخير أو تسويف".

كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن مسؤولين إسرائيليين أصيبوا بالدهشة بعد اكتشاف عشرات المواطنين اليهود المولودين في إسرائيل وهم يتجسسون لصالح إيران، في أعقاب الهجمات الصاروخية التي نفّذها النظام الإيراني واستهدافه مواقع حساسة داخل إسرائيل.
وقد اتُّهِم هؤلاء بجمع معلومات وتحديد أهداف حساسة لصالح هجمات النظام الإيراني.
وذكرت" لوموند"، في تقرير نُشر الأربعاء 16 يوليو (تموز)، أنه بعد مرور أسابيع قليلة على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، لا تزال حملة الاعتقالات في إسرائيل مستمرة.
وبحسب التقرير، وبينما يُشيد بالموساد لعملياته العميقة داخل إيران، تواجه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية واقعاً جديداً: اكتشاف عدة شبكات تجسس محلية تعمل لصالح النظام الإيراني من داخل إسرائيل.
وقد أثارت هذه القضية تساؤلات حول ما إذا كان لبعض هؤلاء العملاء دور في تحديد أهداف الضربات الصاروخية الإيرانية خلال المواجهات الأخيرة.
وكتبت" لوموند" أن ستة قواعد عسكرية إسرائيلية على الأقل تعرضت للهجوم خلال تلك الضربات، من بينها قاعدة تل نوف الجوية، مقر الموساد في غليلوت شمال تل أبيب، ومعهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، الذي تعرّض لأضرار بالغة.
وتقول الأجهزة الأمنية إن هذه الضربات استندت إلى معلومات تم جمعها قبل اندلاع الحرب.
وقال أليكس نيميروفيسكي، قائد وحدة الجرائم الكبرى في شرطة إسرائيل: "هؤلاء لم يُستأجروا لمجرد التقاط بعض الصور. نحن أمام شبكة خطيرة".
وأوضح أن الجواسيس لم يكتفوا بالتصوير، بل جمعوا معلومات محددة، وأن بعضهم حاول تنفيذ اغتيالات بحق شخصيات عسكرية رفيعة.
وفي إحدى الحالات، قامت مجموعة مكوّنة من سبعة إسرائيليين من أصول أذربيجانية، أكبرهم يبلغ 20 عاماً، باستئجار شقة قرب قواعد عسكرية، وأسّسوا شركة سياحة لرحلات الجيب، ونفّذوا 600 مهمة استطلاعية.
وأُلقي القبض على أحد أفراد هذه المجموعة في خريف العام الماضي، ويُقال إنه بدأ نشاطه التجسسي أثناء خدمته العسكرية، وإن المجموعة تلقت مجتمعةً مبلغ 300 ألف دولار من إيران.
ومع ازدياد عدد المعتقلين، تم تخصيص عنبر منفصل في سجن "دامون" القديم قرب حيفا لاحتجاز هؤلاء الأفراد. ويواجهون ظروفاً شديدة القسوة، وقد يُحكم على بعضهم بالسجن المؤبد.
وأول من تمت محاكمته كان رجلاً يبلغ من العمر 72 عاماً يُدعى مردخاي مامان، وكان خاضعاً لمراقبة الشرطة سابقاً بتهمة تهريب مخدرات.
وقد اعترف بأنه دخل إيران مرتين سراً عبر تركيا، وكان مكلّفاً باغتيال شخصية سياسية إسرائيلية.
وقد حُكم عليه بالسجن 10 سنوات.
وغالبية هؤلاء الجواسيس من الشباب، وبعضهم من القادمين من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
وتُفيد التقارير بأن تجنيدهم جرى عبر تطبيقات التراسل وشبكات التواصل الاجتماعي، مقابل مبالغ زهيدة دُفعت على شكل عملات رقمية.
وقال أحد المحامين المعيّنين للدفاع عن المتهمين، طالباً عدم الكشف عن هويته: "موكلي لم يكن يعلم لمن يعمل. كل ما فعله هو التقاط بعض الصور التي يمكن لأي شخص العثور عليها بسهولة في غوغل، مقابل مبالغ تافهة".
وقال شالوم بن حنان، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي: "نطلق على هذه العملية اسم مسار الانهيار: تبدأ بمهمة بسيطة، مثل كتابة شعار ضد نتنياهو على الجدار، وإذا لم يتعاون الشخص، يُهدَّد".
ومن أبرز الأمثلة وزير الطاقة الإسرائيلي السابق، غونين سيغيف، الذي اعتُقل عام 2019 بتهمة نقل معلومات حساسة لإيران. وقد سعى إلى استدراج شخصيات إسرائيلية في الخارج بهدف اختطافهم.
وقال رونين بيرغمان، مؤلف كتاب "انهض واقتل أولاً"، إن إيران تسعى منذ عامين للثأر لاغتيال قادتها، وقد نجحت مؤخراً في تنفيذ أنشطة داخل دول ثالثة كأذربيجان وتركيا، بل وجندت إسرائيليين داخل أراضيهم، وهو أمر لم تنجح فيه سابقاً سوى سوريا في مرتفعات الجولان.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، تم حتى الآن اعتقال ما لا يقل عن 45 شخصاً بتهمة التجسس لصالح إيران. وقال نيميروفيسكي: "هذا ليس نهاية المطاف، فهناك اعتقالات أخرى قادمة".
وأضاف أن دافع بعض هؤلاء لم يكن المال فقط، بل الكراهية العميقة للحكومة والمجتمع الإسرائيلي، وخصوصاً حكومة نتنياهو، لعبت دوراً في تجنيدهم من قبل النظام الإيراني.
وذكر أحد المعتقلين أن رئيس وزراء إسرائيل كان أيضاً ضمن قائمة أهداف النظام الإيراني.
وفي 10 يوليو (تموز)، صُدمت الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية مجدداً بعد نشر مجموعة من القراصنة الإيرانيين وثائق جديدة.
وقد شملت هذه الوثائق أسماء، وتخصصات، ومواقع خدمة، وأحياناً العناوين الشخصية، لمئات من ضباط الجيش الإسرائيلي، ونشرتها صحيفة "هآرتس".

أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مشيراً إلى "مرسوم كوروش الكبير لتحرير اليهود قبل 2500 عام"، أن إسرائيل ستجلب يوماً ما الحرية "للشعب الإيراني" من قبضة نظام استبدادي قمعهم لما يقرب من خمسة عقود.
جاء ذلك في مراسم إحياء ذكرى بنيامين زئِف هرتسل، مؤسس الفكر الصهيوني السياسي، يوم الأربعاء 16 يوليو (تموز)، وبحضور كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم إسحاق هرتزوغ، رئيس دولة إسرائيل.
وقال نتنياهو إن "كوروش حررنا"، مضيفا: "ربما تكون عملياتنا قد أحدثت الآن بعض التصدعات في هذا الاستبداد".
وليست هذه المرة الأولى التي يشير فيها نتنياهو إلى كوروش الكبير، ملك السلالة الأخمينية، عند الحديث عن إيران.
فقد سبق له في أبريل (نيسان) عام 2022 أن تحدث عن الثقافة الإيرانية والروابط التاريخية لليهود مع إيران القديمة، وقال: "كان لدينا رجل لن ننساه أبداً: كوروش الكبير، الذي ورد اسمه في كتابنا المقدس. عندما نتحدث عن كوروش، فإننا نتحدث عن زعيم عظيم لحضارة عظيمة، ونكرّم ذكراه لأنه ساعد في بناء معبد اليهود في أورشليم وعودة اليهود المنفيين من بابل".
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نشرت يوم 13 يوليو (تموز)، تقريراً خاصاً للتحقق من صحة الأخبار حول هجوم إسرائيل على مجلس الأمن القومي الإيراني.
وأظهر التقرير أنه خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية، في 16 يونيو (حزيران) على الأقل، هجمات دقيقة على موقع اجتماع كبار قادة النظام الإيراني.
وفي 23 يونيو، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "تغيير النظام في إيران يعتمد على الشعب الإيراني"، مضيفاً: "هدفنا في إيران ليس تغيير النظام، لكن قد يكون ذلك نتيجة جانبية".
أما إسحاق هرتزوغ، رئيس دولة إسرائيل، فقال لقناة "سي إن إن": "تغيير النظام ليس هدفاً رسمياً للحرب، ولكن إن حصل، فسيكون نتيجة جانبية مباركة جداً".
وكان نتنياهو قد صرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في 15 يونيو أن "تغيير النظام في إيران يمكن أن يكون نتيجة للحرب، لأن النظام الإيراني ضعيف". في اليوم نفسه، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أميركيين أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد رفض خطة إسرائيل لاغتيال المرشد الإيراني.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي في ما تبقى من خطابه عن شخصية ورؤية بنيامين زئِف هرتسل، واصفاً إياه بأنه أول سياسي يهودي حديث استطاع التحدث مع قادة العالم وجلب حلم العودة إلى الأرض الأجدادية إلى الساحة الدولية.
وأكد نتنياهو أن "هرتسل كان يؤمن بأنه من خلال الدبلوماسية والشرعية الدولية، يمكن تحقيق هدف حركة الصهيونية. لقد تحدث مع السلطان العثماني، وإمبراطور ألمانيا، وملك إيطاليا، والبابا، وقادة آخرين في العالم".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ورد فعل الجيش الإسرائيلي، قائلاً: "بعد ذلك الهجوم، تقدمنا بإرادة واضحة وهدف مقدس من أجل تحطيم حماس واستعادة الرهائن. اليوم نحن ندفع ثمناً باهظاً، لكننا حققنا إنجازات واضحة ستبقى لأجيال".
وفي ختام خطابه، قال نتنياهو: "اليوم إسرائيل دولة قوية تحظى باحترام عالمي. وسنتابع، بالتعاون مع الرئيس ترامب، توسيع اتفاقيات أبراهام وإحلال السلام مع دول عربية أخرى؛ سلام من موقع القوة".
وأنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي كلماته باستحضار بيت شعر من هرتسل حكّاك، الشاعر الإسرائيلي الذي قُتل أقاربه في هجوم 7 أكتوبر، وقال: "شعبنا حي، وأرضنا حية، وروح هرتسل تجري فينا".

بعد مرور أكثر من أسبوعين على انتهاء الاشتباك المباشر الواسع بين إيران وإسرائيل، لا تزال طهران في حالة تأهب قصوى، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هاآرتس"، فإن هناك مخاوف من أن إسرائيل قد تسعى لاستئناف الحرب.
ورغم أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، وصفت الحرب بـ "النصر الكامل"، فإن الخبراء يرون أن تأثيرها على البرنامج النووي للنظام الإيراني لا يزال محل شك.
وفي الأيام الماضية، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، في حوارات مع وسائل إعلام أميركية، إلى إمكانية شن هجمات جديدة. ومع ذلك، تختلف التقييمات حول حجم الأضرار الفعلية، التي لحقت بالبنية التحتية النووية الإيرانية.
وحذر بعض المحللين الاستخباراتيين من أن عودة إيران إلى مسار برنامجها النووي ستكون ممكنة، إذا اتخذ المرشد علي خامنئي قرارًا بذلك، خاصة إذا تخلى عن فتواه السابقة التي تحظر تصنيع الأسلحة النووية.
ووفقًا لتقييمات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإن هناك عاملين رئيسين يثيران قلق تل أبيب في الوقت الحالي: احتمال محاولة النظام الإيراني استعادة 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، التي يُعتقد أنها نجت من الهجمات، وكذلك إحياء الأجزاء الأخرى من برنامجها الصاروخي والنووي.
ووفقًا لصحيفة "هاآرتس"، فإن هجومًا جديدًا على إيران قد يكون مفيدًا للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو لأسباب داخلية، بما في ذلك تقليل الضغط من الأحزاب الدينية المتشددة في إسرائيل لتمرير قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، والذي تحول إلى تحدٍ كبير للائتلاف الحاكم في الأسابيع الأخيرة.
ويقول مسؤولون دفاعيون إسرائيليون إن الهجمات الأخيرة لم تضعف النظام في طهران فقط، بسبب اغتيال مسؤولين كبار، بل أيضًا بسبب الكشف عن ضعف واضح في أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية؛ حيث اخترقت طائرات مقاتلة إسرائيلية الأجواء الإيرانية في وضح النهار، خلال هذه الهجمات، وقصفت العاصمة طهران، دون أن تُظهر الأنظمة الدفاعية الإيرانية رد فعل فعّالاً.
ورغم أن مواقف النظام الإيراني الرسمية لم تتغير حتى الآن، فإن بعض الأوساط الاستخباراتية يعتقد أن تداعيات الهجمات واغتيال القائمين على البرنامج النووي قد تغيّر حسابات المرشد الإيراني، وتدفع طهران نحو تطوير أسلحة نووية، وهو إجراء قد يُعتبر، وفقًا للمحللين، أكثر أهمية من أي وقت مضى لبقاء النظام.
فيما لا تزال الأجواء السياسية في إسرائيل تحت تأثير تداعيات الحرب مع النظام الإيراني، بدأت أزمة جديدة في مجال الميزانية الدفاعية الإسرائيلية.
ووفقًا لصحيفة "هاآرتس"، فقد كلفت الجولة الأولى من الحرب مع إيران الحكومة الإسرائيلية 20 مليار شيكل (نحو 6 مليارات دولار)، كما أضافت العمليات الأخيرة في غزة، التي تحمل اسم "عربات جدعون"، 35 مليار شيكل إضافية إلى الميزانية العسكرية.
وفي بداية العام، توقعت وزارتا المالية والدفاع الإسرائيليتان أن الحرب في غزة ولبنان ستخمد قريبًا، وأن احتمال نشوب نزاع واسع مع النظام الإيراني ضعيف. كما كان يُعتقد أن مدة الخدمة العسكرية الإلزامية ستُمدد من سنتين وثمانية أشهر إلى ثلاث سنوات.
ولكن مع توسع العمليات العسكرية وعدم إقرار قانون تمديد الخدمة العسكرية، اضطر الجيش إلى استخدام الجنود الإلزاميين كقوات احتياط، وهو إجراء مكلف أثار استياء وزارة الدفاع.
وأفاد تقرير "هاآرتس" بأنه يتم الآن إدارة نظام الدفاع الصاروخي "السهم" بشكل اقتصادي ومحدود، كما تم إيقاف أو تأخير خطط شراء طائرات مُسيّرة وصواريخ جو-جو ودبابات ومركبات مدرعة. وفي الوقت نفسه، تم إخراج العشرات من الدبابات من الخدمة بسبب الحاجة إلى استبدال محركاتها، وأصبحت إعادة تزويد الذخائر والوقود أولوية للجيش.
ولم يتوصل وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضًا منصب "وزير تابع لوزارة الدفاع" وله مكتب في الطابق الخامس عشر بوزارة الدفاع، إلى اتفاق مع وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذي يقع مكتبه في الطابق الأدنى. وتقول مصادر عسكرية إن وزارة المالية تمنع إقرار نفقات يعتبرها الجيش "حيوية".
وفي هذا السياق، يتشكل جدل جديد داخل الحكومة الإسرائيلية: نظرًا للنجاحات العسكرية الأخيرة ضد النظام الإيراني وحزب الله، يرى البعض أن التهديدات قد تراجعت، ولا حاجة لزيادة المخزونات العسكرية. ومع ذلك، وفقًا لـ "هاآرتس"، فإن هذا الرأي يتعارض مع موقف وزير المالية الذي يطالب بـ "نصر كامل" في جميع الجبهات واحتلال دائم لغزة.
ومع توقع عقد اجتماع جديد بين رئيس الوزراء ووزارتي الدفاع والمالية قريبًا، حذرت مصادر في الجيش الإسرائيلي من أن أي تأخير في توفير الموارد قد يؤثر على الجاهزية العسكرية للبلاد، في حال اندلاع جولة ثانية محتملة من الحرب مع النظام الإيراني.

أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون بارنل، صحة التقرير، الذي أوردته "إيران إنترناشيونال" بشأن الهجوم، الذي شنه النظام الإيراني بصاروخ باليستي، وأصاب قاعدة "العديد" الجوية في قطر، في 24 يونيو (حزيران) الماضي، لكنه أكد أن الأضرار كانت طفيفة ولم يُصب أحد.
وأصدر المتحدث باسم "البنتاغون"، يوم الجمعة 11 يوليو (تموز)، بيانًا ردًا على استفسار "إيران إنترناشيونال"، أكد فيه أن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أصاب قاعدة العديد الجوية في قطر يوم 24 يونيو الماضي.
وأكد بارنل أن "الصواريخ الأخرى تم اعتراضها من قِبل أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والقطرية"، مضيفًا: "تسبب هذا الاصطدام في أضرار طفيفة للمعدات والهياكل في القاعدة، ولم يُبلغ عن أي إصابات".
وأوضح أن قاعدة "العديد" الجوية لا تزال تعمل بشكل كامل، وتواصل مهمتها في تأمين الأمن والاستقرار بالمنطقة، بالتعاون مع الشركاء القطريين.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد أعلنت، عبر تقرير حصري، في 10 يوليو الجاري، أن أحد أكثر مراكز الاتصالات تطورًا في قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر قد تضرر.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر لهذه القاعدة، التي تضم مدرجًا للطائرات وطريقًا وعشرات الهياكل، نقطة مميزة في وسط المنشأة، وهي قبة "جيوديسية" بيضاء.
وأوضحت صورة سجلتها شركة تحليل البيانات الفضائية "Satellogic"، في 24 يونيو الماضي، أن هذه المنطقة تحولت إلى بقعة داكنة محترقة.
ولا تُظهر أجزاء أخرى من القاعدة أي علامات على وجود أضرار.
ووفقًا للخبراء، فإن الهيكل المتضرر في قاعدة "العديد" هو على الأرجح "رادوم"، وهو غطاء مقاوم للماء يحمي محطة اتصالات حديثة على شكل طبق القمر الصناعي.
وأعلنت القوات الجوية الأميركية لأول مرة تركيب هذا النظام في قاعدة العديد عام 2016. وتتيح هذه المحطة، التي تكلفت 15 مليون دولار، إجراء اتصالات صوتية ومرئية ونقل بيانات آمن بين قوات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) والقادة العسكريين في أماكن أخرى من العالم.
وهذه هي الأدلة المادية الأولى على الأضرار التي لحقت بقاعدة العديد، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، والتي تعد أيضًا المقر المتقدم للقيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم).
وقال محلل الشؤون الدفاعية والأمنية في معهد واشنطن، فرزين نديمي، في حديث مع "إيران إنترناشيونال": "إن مسؤولية حماية قاعدة العديد الجوية كانت تقع على عاتق نظامي باتريوت تابعين للجيش الأميركي وعدة وحدات دفاعية قطرية، وكان لديهم نحو دقيقتين فقط للرد منذ لحظة رصد الصواريخ الإيرانية".
وأشار إلى حجم الانفجار المحتمل وقلة الأضرار الأخرى في الموقع ودقة الاستهداف، مرجحًا أن تكون طائرة إيرانية مُسيّرة قد شاركت في هذا الهجوم، لكن تفاصيل ذلك لم تُعلن بعد.
وقد أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، يوم الهجوم، أن "القوات الأميركية، بالتعاون مع شركائها القطريين، نجحت في صد هجوم صاروخي باليستي إيراني على قاعدة العديد بالقرب من الدوحة".
ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ذلك الوقت، عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، رد فعل إيران بأنه "ضعيف للغاية"، وكتب: "تم إسقاط 13 صاروخًا، وتُرك صاروخ واحد لأنه كان يتحرك في مسار غير مهدد. يسعدني أن أبلغ أنه لم يُصب أي أميركي، ولم تحدث أضرار تُذكر تقريبًا".

بينما لا تزال إيران تواجه تداعيات الهجمات الأخيرة من أميركا وإسرائيل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو، أعرب عن تفضيله للوسائل الدبلوماسية لكبح البرنامج النووي الإيراني.
لكن ترامب أوضح أنه لن يعارض أي هجمات إسرائيلية في حال سعت طهران لصنع قنبلة نووية.
ونقلت الصحيفة عن ترامب خلال لقائه مع نتنياهو يوم الاثنين الماضي في البيت الأبيض قوله: "آمل أن لا نضطر إلى قصف إيران مجددًا. لا أستطيع تخيّل أنني سأفعل ذلك مرة أخرى".
ومع ذلك، حذّر نتنياهو من أنه إذا تحرك النظام الإيراني مجددًا نحو إنتاج قنبلة، فستستأنف إسرائيل هجماتها، ولم يعارض ترامب ذلك الموقف.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، تكشف هذه التصريحات عن الهوة العميقة في الحسابات الاستراتيجية بين طهران وتل أبيب وواشنطن بعد الضربات الأخيرة. ترامب يحاول استخدام التهديد بمزيد من الهجمات لإجبار طهران على قبول اتفاق بشأن وقف برنامجها النووي، بينما ترى إسرائيل أن النظام الإيراني قد يواصل برنامجه بسرية، وطهران بدورها تشترط ضمانات بعدم تكرار الهجمات قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأكد مسؤولون إسرائيليون كبار أنه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي بشكل جدي، فقد تستأنف إسرائيل هجماتها دون انتظار إذن من أميركا، رغم احتمال ممارسة ترامب لضغوط على نتنياهو للحفاظ على المسار الدبلوماسي.
يواجه قادة النظام الإيراني خياراً مصيرياً: إما قبول وقف تخصيب اليورانيوم، وإما مواصلة البرنامج النووي مع خطر تعرضهم لهجمات جديدة.
وقد صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع واشنطن بشرط ضمان عدم تكرار الضربات العسكرية، مؤكدًا أن إيران تتمسك بحقها في التخصيب.
مخاوف إسرائيل من اليورانيوم المتبقي
وقد ذكرت الصحيفة أن الهجمات التي وقعت الشهر الماضي أخّرت قدرة النظام الإيراني على إنتاج سلاح نووي لمدة عامين على الأقل، لكن بعض مخزونات اليورانيوم لا تزال موجودة في أصفهان، وهو ما يثير قلق إسرائيل التي تخشى أن تسعى طهران إلى استعادتها.
وفي المقابل، فإن منشآت نطنز وفوردو قد تعرضت لأضرار جسيمة، ولا يمكن إعادة تشغيلها في المستقبل القريب، بحسب التقرير.
ويرى الخبراء أنه في حال قررت إيران استئناف نشاطها النووي، فستعتمد على منشآت سرية تحت الأرض. ومع أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية عن بعض المواقع المحتملة، فإنها لا تمتلك قنابل خارقة للتحصينات قادرة على تدمير تلك المواقع العميقة.
لم يُعلن عن أي موعد رسمي لمفاوضات جديدة، فيما أشارت الصحيفة إلى أن طهران لا تزال تُراجع استراتيجيتها بعد الهجمات.
لكن تلك الهجمات جعلت شرط ترامب بوقف التخصيب بالكامل مطلباً أساسياً، وقد تسعى واشنطن أيضًا إلى فرض قيود على برنامج الصواريخ الإيراني وعلاقات طهران الإقليمية.
وفي السياق، قال دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل: "التوصل إلى اتفاق بات الآن أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ترامب لا يستطيع التراجع عن شرطه بتصفير التخصيب، وطهران، بعد الضربات الأخيرة، لن تقدم مثل هذا التنازل".
عودة التعاون مع الوكالة الذرية… شرط أوروبي
أصبحت عودة إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمرًا ضروريًا لأي اتفاق، ويجب كذلك تحديد مصير المخزونات الحالية من اليورانيوم المخصب.
ورغم أن إيران تلقت ضربات موجعة، فإن هجماتها الصاروخية على إسرائيل بعد الضربات أثبتت أنها لا تزال تشكل تهديدًا إقليميًا.
وبحسب علي واعظ، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، فإن عدد المسؤولين الإيرانيين المؤيدين للتفاوض مع أميركا انخفض بعد الهجمات، كما أن الشكوك تجاه ترامب ازدادت بشكل كبير.
في الأثناء، حذرت الدول الأوروبية من أنه في حال رفض إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد تُعيد فرض العقوبات التي تم تعليقها في إطار اتفاق 2015.
ومن المقرر أن يُتخذ القرار النهائي بشأن هذا الملف بحلول أكتوبر المقبل، بينما لوّحت طهران بأنه في حال إعادة فرض العقوبات، فقد تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن النظام الإيراني أمام لحظة حاسمة بين القبول باتفاق نووي جديد بشروط مشددة، أو المخاطرة بانزلاق جديد نحو صراع عسكري مفتوح مع إسرائيل وربما الولايات المتحدة.
