وسط أصوات المضادات الأرضية.. مواطنون في طهران وكرج يهتفون "الموت لخامنئي"

تُظهر مقاطع فيديو وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن مواطنين في طهران وكرج هتفوا ليل الأحد ضد نظام إيران والمرشد علي خامنئي.

تُظهر مقاطع فيديو وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن مواطنين في طهران وكرج هتفوا ليل الأحد ضد نظام إيران والمرشد علي خامنئي.
ووفقًا للمشاهد في هذه المقاطع، أطلق سكان في مناطق متفرقة من طهران هتافات مثل: "الموت للديكتاتور"، "الموت لخامنئي"، و"الموت للحرس". جاءت معظم الهتافات من أسطح المنازل والنوافذ.
وسُمعت الهتافات في أحياء شمال وجنوب طهران، بما في ذلك مدينة "إكباتان"، "سعادت آباد"، شارع "نواب"، شارع "شريعتي"، "طهران بارس"، "صادقيه"، و"بونك".
كما تظهر مقاطع فيديو أخرى وصول هتافات "الموت للنظام الإيراني" في بعض مناطق كرج فجر يوم الاثنين.
في بعض التسجيلات، يظهر المواطنون وهم يهتفون بينما تُسمع أصوات إطلاق المضادات الأرضية في سماء طهران.
غضب من فشل النظام في الإدارة
وتشير تقارير واردة من طهران إلى أن هيكل الإدارة المدينة على وشك الانهيار، حيث غادر العديد من المواطنين العاصمة هربًا من الاشتباكات.
وأفاد بعض السكان بأنهم تلقوا رسائل تهنئة بمناسبة "عيد الغدير" من مؤسسات النظام، لكنه لم يتم تقديم أي معلومات عن أماكن آمنة أو كيفية الوصول إلى المستلزمات الأساسية رغم الأزمة الحالية.
كما أظهرت مقاطع فيديو من كرج استمرار الهتافات ضد النظام.
أزمات معيشية متصاعدة
• طوابير طويلة في محطات الوقود.
• انقطاع متكرر للكهرباء، مما أثر بشدة على الحياة اليومية في طهران.
• اضطرابات حادة في خدمة الإنترنت والاتصالات الخلوية بالعاصمة.


قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "طرح موضوع التفاوض مع واشنطن في هذه الظروف لا معنى له".
وأضاف بقائي، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين 16 يونيو (حزيران): "كان على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدين الهجوم الإسرائيلي على إيران، لكن للأسف تم التعامل معه بشكل سياسي ولم يتحقق ذلك".
وقارن المتحدث باسم الخارجية الهجوم الإسرائيلي على إيران بالهجوم الذي شنّه نظام صدام حسين في زمن الحرب العراقية-الإيرانية.
وتابع بقائي: "كان يجب على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أن تدين بوضوح هجوم إسرائيل، خاصة على منشآت نطنز النووية"، مشيرا إلى أن "تبرير العمليات الاستباقية من قبل إسرائيل لشن هجوم على إيران غير مقبول".
وأضاف أنه "يجب على الدول الأوروبية أن تركز جهودها على وقف هجمات إسرائيل"، مؤكدا: "نحن في تنسيق كامل مع جميع دول المنطقة".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن "إسرائيل اعتدت علينا بدعم من الولايات المتحدة". مضيفا أن "ردّنا على هجوم إسرائيل يُعدّ دفاعًا مشروعًا عن النفس".
وقال إسماعيل بقائي: "الدعم الشامل من الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل قد وضع السلم والأمن في مواجهة تهديد غير مسبوق".
وأوضح أن حرب إسرائيل ليست ضد إيران فقط، بل هي ضد الشعب الإيراني بأسره. وجميع الدول التي دعمت إسرائيل تُعتبر شريكة في الجريمة ومتواطئة معها". مشيرا إلى أن "العديد من الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم على إيران كانت منحة من الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة شريكة في كل قطرة دم تُسفك في إيران".
وختم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحاته بالتأكيد على أن "لدينا فتوى شرعية تمنع التوجه نحو تصنيع القنبلة النووية".
يُذكر أن الهجمات الجوية، التي شنها الجيش الإسرائيلي على مناطق متعددة في إيران، والتي أسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني وقادة عسكريين بارزين، ومشرفين على البرنامج النووي، ومراكز عسكرية تابعة للنظام الإيراني، بدأت فجر الجمعة 13 يونيو (حزيران) الجاري، فيما ردت إيران بقذف المدن الإسرائيلية بعشرات الصواريخ الباليستية ومئات الطائرات المسيرة.

أسفر الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران عن مقتل سعيد برجي، العضو البارز في منظمة "سبند" والمتخصص في صواعق المتفجرات، والذي لعب دورًا محوريًا في تطوير التقنيات المرتبطة بالانفجار في القنبلة النووية، خلال العقدين الماضيين.
وكان برجي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة "مالك أشتر" الصناعية، شخصية غير معروفة للعامة، لسنوات طويلة، لكنه كان عنصرًا أساسيًا في البرنامج النووي العسكري الإيراني. حيث يعتبر أحد أهم الشخصيات في المشروع التسليحي العسكري الإيراني.
وبدأ تعاونه مع الحرس الثوري الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي، خلال الحرب العراقية- الإيرانية، واستمر في العقود التالية مشاركًا في مشاريع حساسة تتعلق بصناعة السلاح النووي.
ووفقًا للوثائق النووية، التي سُربت من إيران، فقد كان برجي أحد الأعضاء الرئيسين في المشروع السري المسمى "أماد"؛ وهو برنامج لتصميم وتصنيع السلاح النووي بدأ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتقول إيران إنه توقف في عام 2003.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نشرت تقريرًا مفصلاً عن نشاطات برجي في 6 أغسطس (آب) 2022.
إلا أن معلومات عديدة تشير إلى أن نشاطات برجي وزملائه استمرت بشكل سري بعد ذلك التاريخ ضمن هياكل، مثل منظمة "سبند" (وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية).
تطوير تقنيات الصواعق المتقدمة
شغل برجي لسنوات منصب رئيس مركز أبحاث تقنيات الانفجار والارتطام (متفاض)، وهو أحد المراكز التابعة لمنظمة "سبند". وقد لعب هذا المركز دورًا محوريًا في تطوير تقنيات صواعق متقدمة مثل الصواعق متعددة النقاط المتزامنة (MPI) والصواعق السلكية المتفجرة (EBW) المستخدمة في القنابل من نوع الانفجار الداخلي (implosion-type).
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن تصنيع هذه الصواعق يُعد جزءًا لا يتجزأ من الجهاز التفجيري النووي؛ حيث إن تشغيلها الدقيق والمتزامن ضروري لضغط البلوتونيوم أو اليورانيوم بشكل متناظر، وهو أمر أساسي في تصنيع القنبلة الذرية.
كما تعاون برجي مع خبراء أجانب، من بينهم العالِم الأوكراني، فياتشيسلاف دانييلينكو، المتخصص في البرنامج النووي الذي كان يتبع الاتحاد السوفييتي سابقًا، وتلقى تدريبات على تصميم غرف الانفجار، وشارك في تصميم غرف اختبار كبيرة للانفجار في موقع "بارتشين"، والتي استُخدمت لمحاكاة الانفجار الداخلي في القنبلة النووية.
وبحسب التقييمات الاستخباراتية، فقد كان موقع "آباده" في محافظة فارس أيضًا من المواقع، التي استخدمها برجي لاختبار الصواعق المتفجرة.
وفي عام 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هذا الموقع يُستخدم في أنشطة نووية مشبوهة. كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العثور على آثار لليورانيوم غير المعلن عنه في هذا الموقع.
وفي أعقاب هذه المعلومات، وضعت وزارة الخزانة الأميركية في عام 2019 سعيد برجي على قائمة العقوبات؛ لدوره المحوري في الجهود التسليحية النووية الإيرانية.
ووصف، البيان الذي صدر آنذاك بالتزامن مع فرض عقوبات على 13 فردًا و17 كيانًا مرتبطين بمنظمة "سبند"، برجي بأنه خبير في المتفجرات والمعادن ضمن مجموعة "شهيد كريمي".
إدارة شركات واجهة وتطوير عملي للصواعق النووية
بالإضافة إلى نشاطاته العلمية، تولّى برجي إدارة عدد من الشركات الواجهة المرتبطة بالمشاريع النووية؛ حيث ترأس مجالس إدارات شركات مثل "آذر أفروز سعيد" و"آروين كيميا ابزار" في السنوات الأخيرة، والتي كانت تُعلن أنها تعمل في مجالي النفط والبتروكيماويات، لكنها بحسب تقارير استخباراتية كانت تُستخدم كغطاء لأبحاث عسكرية تتعلق بالصواعق النووية.
كما تكشف الوثائق المسرّبة من البرنامج النووي الإيراني أن من ضمن نشاطاته المسجّلة نقل تجارب الانفجار إلى مواقع محصّنة مثل "سنجريان"، شرق طهران، وتعاونه في مشاريع سرّية داخل "المخطط 6 في بارتشين"؛ وهو موقع ورد ذكره في وثائق أمنية كموقع تُجرى فيه اختبارات شديدة الحساسية وسرية.
وكان لبرجي دور أساسي في مشاريع ما بعد "أماد"، وخصوصًا في الحفاظ على قدرات إيران وتوسيعها لتمكينها من استئناف برنامجها التسليحي النووي بسرعة إذا اقتضى الأمر. وكان من القلائل الذين تمكنوا من نقل المعرفة التقنية في تصنيع الصواعق النووية من النظري والتطوير إلى مستوى الاختبار والتنفيذ العملي.
ويُوصف برجي بأنه "رجل الصواعق النووية في إيران"؛ إذ شكّل حلقة الوصل بين الجيل الأول من العلماء النوويين والهياكل السرية الحالية للبحوث النووية العسكرية.
وبحسب التقارير، فإن التكنولوجيا، التي كانت تحت إشرافه، قد مكّنت إيران من توطين تصنيع الصواعق الانفجارية المتزامنة، ورفعها إلى المستوى التشغيلي.

شهد اليوم الثاني من الهجمات الإسرائيلية على إيران سلسلة من الانفجارات في ما لا يقل عن 7 محافظات، وسط تقارير عن مقتل عدد من عناصر الحرس الثوري.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، يوم السبت 14 يونيو (حزيران)، أن الانفجارات طالت محافظات: أذربيجان الشرقية، إيلام، همدان، كرمانشاه، لرستان، جيلان، وخوزستان.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في مدن عدة، من بينها: عبادان، كنغاور، دالاهو، بروجرد، موسيان، تبريز، مراغه، أشترينان، وتشمخاله.
كما أفادت تقارير باستهداف مدينة البرز الصناعية في محافظة قزوين، مصنع "فردا موتورز" في بروجرد، ومصنع للآلات في أشترينان بمحافظة لرستان.
ووثّقت فيديوهات، حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، لحظة الانفجار في قاعدة "الإمام حسن" العسكرية بمدينة كرمانشاه، بينما أكد مدير إدارة الأزمات في محافظة أذربيجان الشرقية، مجيد فرشي، أن أربع منشآت عسكرية قرب "تبريز" تعرضت للقصف الإسرائيلي.
ومن جانبها، أفادت وكالة "مهر"، المقربة من منظمة الدعاية الإسلامية، أن محيط مصفاة تبريز كان ضمن الأهداف.
وفي طهران، أظهرت فيديوهات متداولة تعرض مجمع الصناعات الدفاعية في منطقة حکيمیه (جاده تلو) لثلاث ضربات صاروخية، بالإضافة إلى تضرر أحد المباني في مطار مهر آباد نتيجة غارات إسرائيلية. وأكدت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن أجزاء من المطار استُهدفت فجر السبت.
ورغم إعلان حظر الطيران، بيّنت المقاطع المصورة استمرار مغادرة الطائرات المدنية من مطار مهر آباد، متجهة في الغالب نحو الشرق، بحسب شهود عيان.
كما استهدفت الغارات قاعدة عسكرية تابعة للنظام الإيراني في مدينة "ثلاث باباجاني" بمحافظة كرمانشاه.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن منشأة "نطنز" النووية قرب أصفهان تعرضت لعدة ضربات، يوم الجمعة 13 يونيو، لكنها لم تسجل حتى الآن أي تسرب إشعاعي خارج الموقع.
الرواية الإسرائيلية للهجمات
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، مواصلة عملياته ضد مواقع النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن المرحلة التالية هي "العمل بحرية فوق أجواء طهران".
وقال المتحدث باسم الجيش إن إسرائيل عطّلت عددًا من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، واستهدفت أكثر من 150 موقعًا داخل إيران منذ يوم الجمعة، بينها عشرات منصات إطلاق الصواريخ.
وصرّح المتحدث باسم سلاح الجو الإسرائيلي بأن 70 طائرة حربية شاركت في عمليات ليلية بأجواء طهران، استهدفت نحو 40 موقعًا من بينها أنظمة دفاع جوي. وأشار إلى أن المقاتلات والطائرات المسيّرة الإسرائيلية حلّقت لمدة ساعتين ونصف الساعة تقريبًا فوق العاصمة دون اعتراض يُذكر، نتيجة الضربات الأولية على أنظمة الدفاع الجوي.
ومن جهته، أعلن ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في جلسة طارئة لمجلس الأمن، أن بلاده استهدفت البرنامج النووي الإيراني في عملية استباقية.
وذكر راديو الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو سيواصل تنفيذ هجمات مخطط لها ضد أهداف في طهران.
وقد استمرت الهجمات حتى ساعات فجر اليوم السبت باستخدام الطائرات المُسيّرة، فيما كانت الدفاعات الجوية التابعة للنظام الإيراني تطلق نيرانها بشكل مكثّف.
مقتل عناصر من الحرس الثوري وشخصيات مرتبطة بالبرنامج النووي
نقلت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن فرع "أنصار المهدي" في محافظة زنجان، أن ثلاثة عناصر من الحرس قُتلوا في الهجمات، وهم: دلاور أميرخاني، حميد طوماري، وأكبر عزيزي.
وفي محافظة همدان، أكد قائد الشرطة أن رئيس شرطة الأمن العام في مدينة أسدآباد، حبيب الله أكبريان، وأمير حسين سيفي، أحد الضباط، قُتلا صباح السبت إثر إصابة بطائرة مُسيّرة، وأُصيب ثالث بجروح.
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل أن تسعة من القتلى كانوا من الخبراء الأساسيين في البرنامج النووي للنظام الإيراني، وشاركوا في تطوير القدرات النووية العسكرية.
وبحسب البيان الإسرائيلي، فإن القتلى هم: فريدون عباسي، محمد مهدی طهرانجي، سعید برجي، منصور عسكري، أمیر حسین فقهي، عبدالحمید منوجهر، أحمد رضا ذوالفقاري داریاني، علي بکایي کریمي، وأکبر مطلبي زاده.
وأضاف البيان أن هؤلاء كانوا أصحاب أدوار محورية وذوي معرفة تقنية متقدمة في تطوير برنامج الأسلحة النووية، ويتمتعون بخبرة تمتد لعقود.
رد النظام الإيراني واستهداف إسرائيل
أعلن الجيش الإسرائيلي أن سبعة جنود أصيبوا جراء سقوط صواريخ باليستية أُطلقت من إيران. وتشير تقارير إعلامية إلى أن الهجمات الإيرانية من مساء الجمعة حتى ظهر السبت أسفرت عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى داخل إسرائيل.
وأكدت شبكة "كان" الإسرائيلية أن سلاحي الجو والبحر دمّرا عشرات الطائرات المسيّرة التي أُطلقت من إيران.
وبحسب التقارير، فقد أصابت إحدى الصواريخ مباني سكنية في مدينة رمت غن قرب تل أبيب، ما أدى إلى دمار واسع وانهيار بعض المباني، بينما لحقت أضرار جسيمة بأخرى.
وقد أعلنت إسرائيل إغلاق مطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر، وفرضت حالة الطوارئ في عموم البلاد بعد الهجوم الإسرائيلي الموسع يوم الجمعة، الذي استهدف إحباط امتلاك النظام الإيراني السلاح نووي.
وفيما زعمت وسائل الإعلام الرسمية في إيران أنها أسقطت عدة مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية سقوط أي طائرة إسرائيلية داخل إيران.
ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدًا مباشرًا إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، محذرًا إياه من أن استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين الإسرائيليين سيؤدي إلى إحراق طهران.
وفي المقابل، نقلت وكالة تابعة للحرس الثوري عن أحد مسؤولي النظام الإيراني تهديدًا بمواصلة الهجمات على جميع المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

صرّح مسؤول إسرائيلي، لقناة "إيران إنترناشيونال"، بأن جيش بلاده استهدف فقط "الأهداف العسكرية والمرتبطة بالنظام" بدقة، في هجماته الأخيرة على إيران.
وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، يوم السبت 14 يونيو (حزيران) لـ "إيران إنترناشيونال"، إن إسرائيل "سترد لترسيم حدود واضحة"، في أي حالة يقوم فيها النظام الإيراني باستهداف المدنيين، كما حدث ليلة أمس، بحسب تعبيره.
وأكد هذا المسؤول الإسرائيلي أنه "حتى في مثل هذه الحالات، فإن إسرائيل لن تستهدف المدنيين الإيرانيين".
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن هجمات النظام الإيراني على إسرائيل أسفرت حتى الآن عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة عشرات آخرين بجروح.
وفي تعليق له على هذه الهجمات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن النظام الإيراني "تجاوز الخطوط الحمراء، وسيدفع ثمنًا باهظًا جراء استهدافه للمناطق السكنية والمدنية في إسرائيل".
وفي الوقت نفسه، أكد ستة مسؤولين كبار في النظام الإيراني وعضوان من الحرس الثوري لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن النظام لم يكن يتوقع هجومًا إسرائيليًا، قبل جولة جديدة من المحادثات النووية في عُمان، وهو ما أدى إلى أضرار جسيمة، بسبب هذا الخطأ في التقدير.
ومن جهة أخرى، أفاد موقع "هرانا" الحقوقي، في تقرير، بأن الغارات الجوية، التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران، طالت ما لا يقل عن 12 محافظة، وأسفرت عن أضرار في المناطق السكنية والمدنية، بالإضافة إلى الأهداف العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن المناطق السكنية المتضررة كانت في الغالب "مناطق إسكانٍ منظمة" (أي مناطق سكنية تابعة للجهات الحكومية أو العسكرية).
وبحسب تقرير "هرانا"، فإن عدد الضحايا حتى الآن بلغ ما لا يقل عن 146 قتيلاً و532 مصابًا، من بينهم 35 امرأة وطفلاً تأكد مقتلهم.
وأضاف التقرير أن الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية تم الإبلاغ عنها في محافظات: أذربيجان الشرقية، أذربيجان الغربية، أردبيل، أصفهان، إيلام، طهران، خوزستان، فارس، كردستان، كرمانشاه، مركزي، وهمدان.
وأشار إلى أن الأسلحة المستخدمة شملت صواريخ باليستية، وصواريخ كروز تُطلق من الجو، وطائرات مُسيّرة انتحارية. ومع ذلك، لم يُصدر المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن أي تفاصيل عن نوعية الأسلحة المستخدمة في هذه العملية العسكرية.
وذكر "هرانا" أنه عقب هذه الهجمات، أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، "تقييدًا مؤقتًا للإنترنت بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد"، كما أعادت حظر تطبيق "واتساب"، الذي كان قد رُفع الحظر عنه في يناير (كانون الثاني) 2025.
وذكر الموقع أن "هذا الإجراء أدى إلى تعطيل جدي في نشاط وسائل الإعلام المستقلة، ونقل بيانات الإغاثة، والوصول الفوري إلى المعلومات".
ويُذكر أن الهجمات الجوية، التي شنها الجيش الإسرائيلي على مناطق متعددة في إيران، والتي أسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني وقادة عسكريين بارزين، ومشرفين على البرنامج النووي، ومراكز عسكرية تابعة للنظام الإيراني، بدأت فجر أمس الجمعة 13 يونيو الجاري.

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة "غير مبرر"، ما دامت الهجمات الإسرائيلية متواصلة.
وفي حديثه إلى رئيسة الوزراء الإستونية، كايا كالاس، وصف عراقجي الهجمات الإسرائيلية بأنها "نتيجة للدعم المباشر من واشنطن"، مؤكدًا أن "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في ظل استمرار وحشية النظام الصهيوني، أمر لا يمكن تبريره".
ومن جهته، صرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ردًا على أسئلة الصحافيين بشأن وضع المفاوضات، بأن "التركيز الرئيس في الوقت الراهن ينصب على مواجهة عدوان العدو".
وأعلن بقائي أن المشاركة في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة "لا معنى لها"، ما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية على إيران.
وأضاف بقائي، على غرار عراقجي، أن الولايات المتحدة شاركت في الهجمات الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية السلمية لإيران، قائلاً: "في مثل هذا الوضع، وطالما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية، فإن المشاركة في محادثات مع طرف هو الداعم الأكبر والمتواطئ مع الطرف المعتدي أمر لا معنى له".
وكان بقائي قد أُعلن، في وقت سابق، أن الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد يوم الأحد 25 يونيو (حزيران) في مسقط.
وكان مقررًا أن تقدّم إيران ردّها على الاقتراح الخطي، الذي تقدم به دونالد ترامب، وهو اقتراح وصفته واشنطن بأنه "خارطة طريق"؛ للتوصل إلى اتفاق، إلا أن مسؤولي النظام الإيراني قالوا إن الاقتراح لم يتضمن حق إيران في التخصيب النووي.