وقال ترامب، مساء الخميس 11 ديسمبر (كانون الأول)، في لقاء مع الصحافيين في البيت الأبيض، إنّ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية كان "تمهيدًا للسلام"، مضيفًا: "كان هذا الهجوم تدميرًا كاملاً للقدرة النووية الإيرانية، ولهذا أصبح السلام ممكنًا. فالجميع كانوا يخشون إيران، أما الآن فلم يعودوا كذلك".
وأشار إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بإيران، قائلاً: "لقد قالوا هم أنفسهم إنهم ربما لا يستطيعون أبدًا العودة إلى نقطة البداية، وإن حاولوا فسيضطرون لاختيار موقع جديد".
تهديد مباشر لإيران
هدد ترامب إيران مجددًا، مؤكدًا أن واشنطن قادرة على تعطيل الصواريخ الإيرانية "بسرعة كبيرة".
ووصف جميع الحروب الجارية في المنطقة بأنها "عنيفة ومدمّرة"، ورأى أنّ "المعركة حول القدرات النووية الإيرانية" كانت نقطة تحول في المنطقة. وقال: "كانت تلك ضربة كاملة.. قد يحاولون بعد عامين أو ثلاثة، لكن الضربة كانت شديدة لدرجة أنني أشك في أنهم سيجرؤون على ذلك مجددًا".
وأضاف ترامب، مستندًا إلى تقييمات مسؤولين أميركيين، أنّ بعض الخبراء استخدموا مصطلح "التدمير الكامل" لوصف ما تعرضت له طهران. وأشار إلى أنّ إيران نفسها أقرت بأنها "قد لا تتمكن أبدًا من العودة إلى تلك المواقع النووية، وإن أرادت البدء من جديد فعليها اختيار مكان آخر".
وأشاد ترامب بقدرات الجيش الأميركي، قائلاً: "لا دولة أخرى كانت قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم. لدينا أفضل الأسلحة وأفضل جيش في العالم".
ورأى أنّ "إضعاف إيران" هو ما جعل "الاتفاقات الأخيرة" بين حلفاء واشنطن في المنطقة ممكنة.
إيران ترغب في اتفاق جديد
وأشار ترامب إلى أن طهران راغبة الآن في التفاوض مع إدارته: "إنهم يحبّون أن يوقعوا اتفاقًا معي. وأنا أيضًا أحب أن أفعل ذلك إذا أمكن. كنا قريبين جدًا من اتفاق قبل القصف".
ووصف ترامب "حرب الـ 12 يومًا" بأنها "فرصة ضائعة" بالنسبة لإيران: "كان بإمكانهم التوصل إلى اتفاق دون قتلى ودون تدمير أي مبنى. كنّا سنستهدف منشآتهم النووية فقط. كان يمكنهم الحصول على اتفاق ممتاز، لكنهم ضيّعوا تلك الفرصة، وها هم يريدون التفاوض مجددًا".
تصاعد السجال بين ترامب وطهران
خلال الأشهر الستة الماضية، تصاعدت الحرب الكلامية بين ترامب ومسؤولي النظام الإيراني، وكرّر الرئيس الأميركي تهديداته بشنّ ضربات جديدة على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية.
وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وصف ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء أستراليا، القصف الجوي للمواقع النووية الإيرانية بأنه "واحد من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ"، قائلاً: "الحرب أمر غريب.. قد يحدث فيها ما هو سيّئ، لكنها أحيانًا تحقق نتائج جيدة".
وردّ خامنئي في اليوم نفسه قائلاً إنّ الحديث عن "قصف الصناعة النووية الإيرانية وتدميرها" ليس إلا "وهمًا".
ملف المفاوضات مع واشنطن
إن أحد محاور السجال بين ترامب وخامنئي يتعلق بالمفاوضات؛ فترامب يكرر أن إيران تريد استئنافها، بينما يرفض خامنئي أي شكل من أشكال التفاوض مع الولايات المتحدة.
وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية قبل سفره إلى فلوريدا: "إن إيران، مثل كثيرين آخرين يريدون التفاوض معنا، تريد التحدث بشأن اتفاق مع الولايات المتحدة".
وفي لقاء سابق مع قادة دول آسيا الوسطى، قال ترامب إن إيران سألت البيت الأبيض عمّا إذا كان من الممكن رفع العقوبات.
وفي 17 نوفمبر الماضي أيضًا، أي قبل يوم من زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة، أرسل الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، رسالة إلى الرياض. وقد أكدت وكالة الأنباء الرسمية السعودية وصول الرسالة، دون الإفصاح عن مضمونها.
غير أنّ وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر مطلعة أن الرسالة طلبت من ولي العهد السعودي إقناع ترامب بإحياء المفاوضات النووية.
وفي 27 نوفمبر الماضي، نفى خامنئي، في رسالة مصوّرة، صحة التقارير التي تحدثت عن توجيه رسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء.