وجاء في هذا التحليل، الذي نُشر يوم السبت 6 ديسمبر (كانون الأول)، أنّ إيران "استعانت بأنظمة معقدة لتوسيع نفوذها حول العالم، على نحو يضر بإسرائيل سياسيًا وأمنيًا".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الأنشطة العابرة للحدود، التي تنفذها طهران، ومن بينها التقرير الأخير عن محاولة النظام الإيراني خلال حرب غزة منع المزارعين التايلنديين من العمل في إسرائيل، ومحاولة فيلق القدس التابع للحرس الثوري اغتيال السفير الإسرائيلي في المكسيك، وتظاهرات الجماعات الشيعية في سيدني ضد إسرائيل، واستقطاب مراهقين سويديين لمهاجمة السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، كلّها تحمل قاسمًا مشتركًا واضحًا.
وأضافت "إسرائيل هيوم" أن هذا "القاسم المشترك" هو رغبة النظام الإيراني في إلحاق الضرر بإسرائيل ومصالحها في جميع أنحاء العالم، وليس في الشرق الأوسط وحده.
وذكرت الصحيفة أن على إسرائيل التركيز على الآلية التي تمكّن طهران من توسيع نفوذها.
وأشارت إلى أنّ ذلك سيمنح إسرائيل فرصة لجذب دول أخرى تضررت من أنشطة إيران على أراضيها للانضمام إلى هذا المسار.
مواجهة إيران لا يمكن أن تبقى محصورة بالشرق الأوسط
أشارت الصحيفة إلى أن مواجهة إيران لا يمكن أن تقتصر على حدود الشرق الأوسط. وكتبت أنه في الوقت الذي يركز فيه الإسرائيليون ودول أخرى جهودهم على أنشطة طهران في الشرق الأوسط ومساعيها للحصول على قدرات نووية وصاروخية، يتمتع النظام الإيراني بحرية حركة كبيرة.
وأضاف التقرير: "هذه الحرية تستند إلى نفوذ طهران على التجمعات الشيعية في أنحاء العالم، وهو نفوذ تعزّزه المؤسسات التعليمية والدينية، إضافة إلى شبكة إعلامية واسعة متعددة اللغات تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية".
وبحسب التحليل، تتيح هذه الأدوات لطهران الضغط على الدول والإضرار بعلاقاتها مع إسرائيل عبر العناصر المرتبطة بها والناشطة داخل تلك الدول.
كما أشارت "إسرائيل هيوم" إلى أنّ النظام الإيراني يسعى عبر تنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح إسرائيل واليهود لإحداث نوع من "توازن الردع" مع إسرائيل، مؤكدة أنّ إسرائيل ليست الهدف الوحيد لعمليات إيران الخارجية.
وأوردت الصحيفة أمثلة على نشاطات، كشفتها منصة "إكس"، مثل حسابات كثيرة أُنشئت في إيران للترويج لانفصال اسكتلندا عن بريطانيا.
وذكرت أيضًا أنّ مسؤولي النظام الإيراني في إيطاليا استخدموا المركز الثقافي الإيراني للتجسس على المعارضين الإيرانيين، وأن الحكومة الألمانية اعترفت بأن طهران استخدمت فرع جامعة المصطفى في برلين كمركز تجسسي.
وأكّدت "إسرائيل هيوم" أن كل ذلك يُظهر كيف يستخدم النظام الإيراني نفوذه العالمي لإلحاق الضرر بمن يعتبرهم تهديدًا لأمنه، وليس بإسرائيل وحدها.
وترى الصحيفة أن هذه التطورات تخلق فرصة للتعاون بين إسرائيل والدول المتضررة من نفوذ إيران السلبي، حتى تلك التي قد لا تقلق كثيرًا من قدرات إيران العسكرية أو النووية، لكنها منزعجة من تدخلها داخل أراضيها.
رد فعل هيستيري من النظام الإيراني
أضافت "إسرائيل هيوم" أن "ردّ الفعل الهستيري للنظام الإيراني على أي محاولة لاستهداف هذه الآلية يثبت أهميتها". ومن بين هذه الردود انتقاده لإغلاق فرع جامعة المصطفى في برلين وطرد إمام "المسجد الأزرق" في هامبورغ.
وأكدت أن من أهم طرق زيادة "الضغط على النظام الإيراني" هي ضرب هذه الآلية نفسها.
وأوضحت أن مثل هذا الضغط لن يمنع النظام من تصنيع الصواريخ أو استئناف تخصيب اليورانيوم، لكنه سيوجه ضربة إلى المرشد الإيراني، الذي يعتبر نفسه قائدًا لجميع الشيعة في العالم.
وختمت الصحيفة بأنه لهذا السبب يضخ النظام الإيراني ملايين الدولارات للحفاظ على علاقاته مع العناصر الشيعية حول العالم؛ وهي علاقات تمكّنه من تحقيق مكاسب متعددة، أبرزها الإضرار بالمصالح السياسية والأمنية لإسرائيل وسائر خصومه.