مشيرًا إلى احتمالية اندلاع الحرب مجددًا.. عراقجي: إيران مستعدة لأي هجوم من جانب إسرائيل

أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى احتمال اندلاع حرب جديدة، قائلاً: "إن طهران مستعدة لكل الاحتمالات، وتتوقع أي سلوك هجومي من جانب إسرائيل".

أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى احتمال اندلاع حرب جديدة، قائلاً: "إن طهران مستعدة لكل الاحتمالات، وتتوقع أي سلوك هجومي من جانب إسرائيل".
وقال عراقجي، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، أُذيعت يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن إيران اكتسبت "خبرة كبيرة من الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، واختبرت صواريخها في معركة حقيقية".
وأكد وزير الخارجية الإيراني مجددًا استمرار التخصيب داخل إيران. وقال: "هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق عادل، لكن أميركا فرضت شروطًا غير مقبولة وغير ممكنة التنفيذ".
وأضاف عراقجي: "لا يمكننا أن نوقف تخصيب اليورانيوم، ولن نتفاوض بشأن برنامجنا الصاروخي".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد صرّح في وقت سابق بأن أجهزة الطرد المركزي التابعة للنظام الإيراني "تضررت بالكامل"، مؤكدًا أن الهجمات الأميركية "أوقفت الأنشطة النووية الإيرانية بشكل كبير".
وأعاد عراقجي، في مقابلته مع "الجزيرة" التأكيد على أن المواد النووية الإيرانية لا تزال "تحت أنقاض المنشآت النووية التي تم قصفها"، ولم تُنقل إلى أي مكان آخر.
وقال غروسي، يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول) لقناة "العربية" الإخبارية: "إن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تضررت بالكامل، لكن القدرات ما زالت موجودة".
أما الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، فقال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية: "أنا واثق من أن النظام الإيراني لم يعد يخصب اليورانيوم في هذه الأيام، وهذا إنجاز كبير".
وأضاف كوهين أن النظام الإيراني أدرك أولاً أن إسرائيل قادرة على تدمير منشآته النووية، وثانيًا- وهو الأهم - أن تل أبيب قادرة على شن تلك الهجمات مجددًا.
وانتهت الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل بوقف لإطلاق النار، لكن لم يُوقّع اتفاق سلام بين البلدين.
وخلال الأشهر الأخيرة، أشارت تقارير وتصريحات لمسؤولين إلى احتمال استئناف المواجهة العسكرية بين البلدين.
وفي 2 سبتمبر (أيلول) الماضي، وصف "معهد البحوث والتحليل الدفاعي" الهندي، في تقريرٍ له، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه "هشّ وعلى وشك الانهيار".
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قد صرح في 22 أغسطس (آب) الماضي، بأن الحرب بين إيران وإسرائيل "لم تنتهِ بعد"، وأن على مسؤولي النظام الإيراني أن يظلوا في حالة استعداد دائم.
وفي إسرائيل أيضًا، حذر المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، يعقوب نيريا، من أن الجولة الثانية من الحرب بين بلاده وإيران "في الطريق".
وفي السياق ذاته، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 7 سبتمبر الماضي إن حالة "اللا حرب واللا سلم" السائدة حاليًا "ليست وضعًا جيدًا" وإنها "تحمل ضررًا وخطرًا".


نفت وسائل الإعلام الإيرانية الأخبار، التي تناولت إرسال الولايات المتحدة رسالة إلى إيران عبر سلطنة عمان، والتي نُشرت في صحف ومواقع عربية. وفي الوقت نفسه، دعت مسقط، التي استضافت عدة جولات من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، كلا البلدين إلى العودة لطاولة المفاوضات.
وقال وزير خارجية عمان، بدر البوسعيدي، يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال جلسة في منتدى "حوار المنامة"، الذي تستضيفه البحرين بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "نريد العودة إلى المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة”.
واستضافت عمان هذا العام خمس جولات من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وأشار البوسعيدي إلى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران قائلاً: "قبل ثلاثة أيام فقط من الجولة السادسة وربما الحاسمة من المفاوضات، قامت إسرائيل في عمل غير قانوني ومدمّر بإطلاق قنابلها وصواريخها".
وكان الهدف من هذه المفاوضات التوصل إلى اتفاق جديد يقيّد النشاط النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
وتتهم الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، النظام الإيراني بالسعي للحصول على سلاح نووي، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
ودعا البوسعيدي الدول الخليجية إلى دعم الحوار مع إيران وغيرها من الدول التي اعتُبرت لفترة طويلة خصمًا أو منافسًا في المنطقة.
وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الماضية "كان في أفضل الأحوال مترددًا وسمح بعزل إيران"، مضيفًا: "أعتقد أن هذا الوضع يجب أن يتغير”.
الإعلام الإيراني ينفي إرسال واشنطن رسالة لاستئناف التفاوض مع طهران
ذكرت وكالة أنباء "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، يوم السبت 1 نوفمبر، نقلاً عن مسؤول مطلع، أن الأخبار حول إرسال رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر سلطنة عمان "غير صحيحة".
وكان موقع "بغداد اليوم" قد نشر، يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول)، نقلاً عن مصادر دبلوماسية في طهران أن "الرسالة التي وصلت إلى مسقط تؤكد رغبة واشنطن في استئناف المفاوضات النووية".
وأضاف الموقع، نقلاً عن المصادر نفسها، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب "أعرب في هذه الرسالة عن إرادته للتوصل إلى اتفاق جديد مع النظام الإيراني”.
وأشار التقرير إلى سفر نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، إلى العاصمة العمانية مسقط في 30 أكتوبر الماضي، موضحًا أن هذه الزيارة جاءت بالتزامن مع جهود دبلوماسية تبذلها عُمان لإحياء الوساطة بين طهران وواشنطن.
وعقد تخت روانجي سلسلة اجتماعات مع مسؤولين عُمانيين وممثلي الأمم المتحدة لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الملف النووي الإيراني والأوضاع في اليمن.
وعلى جانب آخر من المتوقع أن يبدأ نائب وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية، جون هيرلي، جولة إلى الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تهدف إلى زيادة الضغط على النظام الإيراني.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن هيرلي سيطالب خلال هذه الجولة بزيادة الضغط على النظام الإيراني، في إطار حملة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعلن، يوم الأربعاء 29 أكتوبر الماضي، أن الدوحة تسعى لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى مسار التفاوض للتوصل إلى اتفاق يحقق مكاسب للطرفين.
ويُذكر أن ترامب، خلال ولايته الأولى، انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي فرض قيودًا صارمة على تخصيب اليورانيوم الإيراني مقابل رفع العقوبات.
ويُشار إلى أن الأمم المتحدة أعادت فرض حظر الأسلحة وبعض العقوبات الأخرى على إيران، في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب برنامجها النووي.

قال الرئيس السابق لجهاز "الموساد"، يوسي كوهين، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إنّ إيران أصبحت في وضع مختلف تمامًا، بعد "حرب الـ 12 يومًا"، مضيفًا: "أؤيد تمامًا تصريحات الرئيس ترامب التي أكد فيها أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية دمّرت المنشآت النووية الإيرانية".
وأضاف كوهين: "أنا متأكد من أن طهران لم تعد تخصّب اليورانيوم حاليًا، وهذا يُعدّ إنجازًا كبيرًا".
وتابع الرئيس السابق للموساد قائلاً: "إن إيران أدركت أمرين: أولهما أن إسرائيل تمتلك القدرة على تدمير منشآتها النووية، وثانيهما- وهو الأهم- أن إسرائيل قادرة على تنفيذ هذه الهجمات مرة أخرى".
وأردف: "لقد دمّرنا أنظمة الدفاع الإيرانية، واستهدفنا مواقع الحرس الثوري، وطاردنا إرهابييهم في غرف نومهم ومنازلهم في طهران ومدن أخرى. وفي النهاية دمّرنا منشآتهم النووية التي كانت تُشكّل تهديدًا وجوديًا لدولة إسرائيل".
وأشار كوهين، الذي ترأّس جهاز "الموساد" الإسرائيلي حتى عام 2012، إلى أنّ النظام الإيراني يعلم جيدًا أننا أنجزنا عملاً باهرًا، ويعلم أيضًا أننا قادرون على العودة مجددًا إذا ارتكب أي خطأ.
وأكد أنّ "العمليات المشتركة والمنسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل دمّرت المواقع النووية الإيرانية، وأوقفت عملية تخصيب اليورانيوم"، معتبرًا هذه العمليات "نقطة تحوّل في أمن إسرائيل ومستقبل الدبلوماسية في المنطقة".
وأشاد بـ "التنسيق الدقيق" بين إدارة ترامب وإسرائيل والموساد والجيش الإسرائيلي، الذي أتاح تنفيذ الهجوم المشترك على إيران.
وقال كوهين، الذي عمل مع ثلاثة رؤساء أميركيين، في كتابه الجديد "سيف الحرية"، إنه حذّر الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، عام 2015 من أنّ الاتفاق النووي مع إيران (خطة العمل الشاملة المشتركة) خطير للغاية. وأوضح أن أوباما ردّ عليه بالقول: "يوسي، أنت مخطئ تمامًا".
وأضاف أنّه كرّر هذا التحذير لاحقًا للرئيس ترامب خلال ولايته الأولى، وأنّ ترامب قال له: "أنت على حق، هذا أسوأ اتفاق في التاريخ".
وأوضح أنّ عملية "الموساد" عام 2018 للاستيلاء على الأرشيف النووي الإيراني كانت محورية، إذ أثّرت بشكل مباشر في قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي.
وسرد تفاصيل تلك العملية قائلاً: "في ليلة 31 يناير (كانون الثاني) 2018، تابعتُ مباشرة من مقر الموساد تنفيذ فريق من 25 عنصرًا العملية في منطقة تورقوزآباد قرب طهران"، مضيفًا مازحًا: "في الموساد نحب الطقس البارد، لأنه يجعل الناس يلتزمون منازلهم".
وخلال تلك الليلة، استولى عناصر الموساد على 55 ألف صفحة من الوثائق السرّية و183 قرصًا مدمجًا، ونقلوها إلى إسرائيل، وأظهرت هذه الوثائق أن إيران كانت تواصل أنشطتها النووية سرًا أثناء المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى.
وفي جزء آخر من حديثه، قال كوهين إنّه يؤمن بأنّ إسقاط النظام الإيراني أمر ممكن، حتى وإن استغرق سنوات، وأضاف: "الشعب الإيراني يعيش تحت نظام مستبد، وكل من يجرؤ على الاعتراض يُعدم أو يُطلق عليه الرصاص. لكنّي أعتقد أن الوقت قد حان، وإذا دعم العالم هذا المسار، فسيحدث ذلك".
وفي الوقت نفسه، ذكرت تقارير إعلامية أنّ مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، بدأ جولة تشمل الشرق الأوسط وأوروبا، بهدف زيادة الضغط على النظام الإيراني.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه وكالة "رويترز"، فإنّ هيرلي سيزور في الأيام المقبلة إسرائيل والإمارات وتركيا ولبنان، في أول زيارة له إلى المنطقة منذ تولّيه منصبه، وذلك ضمن إطار حملة "الضغط الأقصى" التي تتبناها إدارة ترامب ضد النظام الإيراني.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، قد صرح في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وجّه رسالة إلى المرشد علي خامنئي قبل اندلاع الحرب، حذّره فيها من أنّ فشل المفاوضات سيؤدي إلى نشوب حرب.
وسبق أن صرّح ترامب، خلال زيارته لإسرائيل في 12 أكتوبر الماضي، بأنّه لولا الضربات الأميركية التي دمّرت المنشآت النووية الإيرانية، لكان باستطاعة طهران امتلاك سلاح نووي خلال شهرين فقط.
وفي السياق نفسه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم الجمعة 31 أكتوبر الماضي، إنّ أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "تعرّضت لأضرار جسيمة"، وإنّ الهجمات الأميركية "أوقفت النشاط النووي لطهران إلى حدّ كبير"، مضيفًا أن الوكالة رصدت بعض التحركات داخل المواقع النووية، لكنها لم ترصد أي نشاط ذي صلة بتخصيب اليورانيوم.
ومن جانبه، سخر المرشد الإيراني علي خامنئي، في 20 أكتوبر الماضي، من تصريحات ترامب بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياها بأنها "مجرد خيال"، وقال: "إن الرئيس الأميركي يفاخر بأنه دمّر الصناعة النووية الإيرانية. حسنًا، فليحلم كما يشاء. ومن أنتم أصلًا حتى تفرضوا على دولة تمتلك صناعة نووية ما يجب أن تفعل وما لا يجب أن تفعل؟".

قالت مديرة الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة، تولسي غابارد، خلال مؤتمر الجغرافيا السياسية والأمن العالمي في المنامة بالبحرين، إن الوضع في إيران ما زال مقلقًا، مشيرةً إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلن مؤخرًا رصد "تحرّكات جديدة" داخل منشآت طهران النووية.
وبحسب تقارير إعلامية دولية، فقد أكدت غابارد، خلال مشاركتها في الحوار السنوي للأمن بـ "حوار المنامة" المنعقد في البحرين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية تخلّت عن سياسة "تغيير الأنظمة وبناء الدول"، مشددةً على أن التركيز الرئيس لواشنطن أصبح الآن على تحقيق الاستقرار الإقليمي، واحتواء التوترات في الشرق الأوسط، والسيطرة على الأنشطة النووية الإيرانية.
وأضافت أن جزءًا من هذا التحول في النهج شمل السعي لإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل ونظام طهران، وذلك بعد الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، إضافةً إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش في غزة.
تغيّر في نهج السياسة الخارجية الأميركية
أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أن الاستراتيجية السابقة لواشنطن، التي كانت تقوم على إسقاط الأنظمة وإعادة بناء الدول المنهارة، قد توقفت في عهد ترامب، وهو موقف ينسجم مع تصريحات الرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
وقالت غابارد إن السياسة التقليدية للولايات المتحدة، التي كانت تركز على "نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان"، استُبدلت الآن بنهج يركّز على "الرفاه الاقتصادي والاستقرار الإقليمي".
وانتقدت غابارد السياسات السابقة لواشنطن قائلة: "لسنوات طويلة، كانت سياستنا الخارجية تدور في حلقة مفرغة من تغيير الأنظمة وبناء الدول، وهو نهج شمل إسقاط الحكومات، وفرض أنظمة حكمنا على الآخرين، والتدخل في نزاعات لم نكن نفهمها جيدًا. وكانت النتيجة إنفاق تريليونات الدولارات، وفقدان عدد لا يُحصى من الأرواح، وفي كثير من الحالات خلق تهديدات أمنية أكبر".
وأضافت: "الطريق الجديد أمامنا لن يكون سهلاً أو قصيرًا، لكن الرئيس ترامب ملتزم تماماً بمواصلة هذا المسار".
وحذّرت غابارد من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة لا يزال هشًّا للغاية، مؤكدةً أن النظام الإيراني ما زال يشكّل أحد أبرز التحديات والتهديدات الأمنية بالنسبة للولايات المتحدة. كما أشارت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية رصدت مؤشرات على "تحركات جديدة" داخل المنشآت النووية الإيرانية.

يبدأ نائب وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، جولة تشمل الشرق الأوسط وأوروبا، في إطار مساعٍ جديدة لتشديد الضغوط على إيران.
ووفقًا لبيان رسمي اطّلعت عليه وكالة "رويترز"، فإن الجولة تهدف إلى تفعيل حملة "الضغط الأقصى"، التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من خلال تنسيق الجهود مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لحرمان النظام الإيراني من الموارد المالية الداعمة لبرامجه وأنشطته الإقليمية.
وأشار البيان إلى أن هيرلي سيزور خلال الأيام المقبلة إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا ولبنان، في أول جولة له إلى المنطقة منذ توليه منصبه.
وجاء في البيان أن هيرلي يعتزم، خلال هذه الجولة، حثّ الحلفاء الإقليميين والدوليين على تعزيز حملة "الضغط الأقصى"، التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضد إيران.
ونقل البيان عن هيرلي قوله: "إن الرئيس ترامب أوضح أن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والداعمة للإرهاب يجب أن تواجه بضغط مستمر ومنسق".
وأضاف: "أتطلع إلى لقاء شركائنا لتنسيق الجهود الرامية إلى حرمان طهران ووكلائها من الموارد المالية التي يستخدمونها للالتفاف على العقوبات، وتمويل العنف، وتقويض استقرار المنطقة".
ورفض وفد إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك الرد على طلب للتعليق على هذه التصريحات، بحسب "رويترز".
ويُذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد انسحب عام 2018، خلال فترة ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي كان يقضي بفرض قيود صارمة على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع تدريجي للعقوبات.
وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات العسكرية وعدد من القيود الأخرى على إيران؛ بسبب برنامجها النووي.
وتتهم القوى الغربية إيران بالسعي سرًا إلى تطوير قدرات تتيح لها تصنيع سلاح نووي من خلال رفع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى درجات تتجاوز الاستخدامات المدنية، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية وتوليد الطاقة.
وبحسب البيان الأميركي، ستتركز مباحثات هيرلي في إسرائيل على تعزيز حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، مع التركيز على مواجهة الميليشيات والوكلاء الإقليميين التابعين لطهران.
وأما في الإمارات، فسيكون محور الزيارة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتعزيز التنسيق بشأن العقوبات الاقتصادية.
وفي تركيا، سيبحث هيرلي مع المسؤولين الأتراك سبل التعاون لوقف الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، ومنع الالتفاف على العقوبات الأميركية والدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كانت قد عبّرت مرارًا عن قلقها من عدم التطبيق الصارم للعقوبات الأميركية على إيران في الإمارات، محذّرة من الثغرات التي تسمح لطهران بالوصول إلى النظام المالي الدولي، رغم القيود المفروضة عليها.

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن الضربات الأميركية على إيران أدّت إلى "توقف ملحوظ" في برنامجها النووي، مؤكدًا أن أجهزة الطرد المركزي التابعة لطهران تعرّضت لتدميرٍ واسع النطاق.
وأوضح غروسي، في مقابلة أجراها يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مع قناة "العربية" الإخبارية، أن "أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تضرّرت بالكامل، لكن القدرات التقنية لا تزال قائمة".
وأضاف أن إيران حدّت من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الهجمات الأميركية، قائلًا: "لا نعلم ما هي الخطوة التالية التي ستتخذها إيران، لكننا لسنا غافلين عن احتمالية استئناف التعاون في المستقبل".
تصريحات غروسي وتأكيدات ترامب
تزامنت تصريحات غروسي مع تصريحات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي قال مرارًا إن الهجمات الأميركية دمّرت المنشآت النووية الإيرانية تدميرًا كاملاً.
وكان ترامب قد صرّح بأن قصف المواقع النووية الإيرانية بواسطة القاذفات الشبح (B-2) كان "أحد أجمل العمليات العسكرية في التاريخ"، مضيفًا أن تدمير القدرات النووية الإيرانية قضى على "بلطجة" طهران في الشرق الأوسط.
كما قال ترامب إن تلك الضربات ساهمت في إزالة العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مضيفًا: "لو لم نهاجم المنشآت النووية الإيرانية، لخيّمت سحب سوداء على اتفاق إنهاء الحرب في غزة".
غروسي: التعاون مع الوكالة لا يجب أن يكون محل تفاوض مرة أخرى
أوضح غروسي أن إيران أقرّت قوانين جديدة تُوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا في الوقت نفسه على أن "عمليات التفتيش داخل إيران لا ينبغي أن تُعاد إلى طاولة المفاوضات مجددًا".
وأشار إلى أنه كان قد توصّل إلى اتفاق سابق مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بشأن الخطوات الفنية للتفتيش في المنشآت النووية، غير أن طهران تراجعت لاحقًا عن تنفيذ هذا الاتفاق.
وكان الطرفان قد وقّعا اتفاقًا في القاهرة، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، يهدف إلى استعادة وصول الوكالة الدولية الكامل إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وفي يوم الأربعاء 29 أكتوبر، قال غروسي إن الوكالة رصدت بعض التحركات في المواقع النووية الإيرانية، لكنها لم ترَ أي مؤشرات على أنشطة كبيرة أو متعلقة بتخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن وجود الوكالة في إيران ما زال محدودًا للغاية.
وفي تقريرٍ سريّ صدر يوم السبت 31 مايو (أيار) الماضي، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفّذت في السابق أنشطة نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع تخضع منذ فترة طويلة للتحقيق.
تحرّك مصري لاستئناف المفاوضات
تزامنًا مع تصريحات غروسي، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أنه حثّ كلاً من إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على استئناف التعاون فيما بينهما.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، يوم الجمعة 31 أكتوبر، بأن عبد العاطي وجّه هذه الدعوة في اتصالات هاتفية أجراها مع كلٍ من عباس عراقجي ورافائيل غروسي.
وأوضح البيان أن الجهود المصرية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عبر إيجاد حلول سلمية للملف النووي الإيراني، وأن الوزير المصري شدّد على "أهمية استمرار الحوار بين الطرفين، واستئناف التعاون وتوسيعه."
ولا تزال طهران تمنع عمليات التفتيش في المواقع النووية التي تعرّضت للقصف خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
الموقف الإيراني
من جهتها، تنفي إيران سعيها إلى امتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها ذو طابعٍ سلميّ بحت، فيما تبدي الدول الغربية وإسرائيل شكوكًا مستمرة حيال نواياها.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد قال يوم الخميس 30 أكتوبر، إن "غروسي ينبغي أن يمتنع عن الإدلاء بتصريحات لا أساس لها بشأن إيران".
وأضاف أن إيران ملتزمة بإطار عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها "لن تتهاون في الدفاع عن منشآتها بعد العدوان الأميركي والإسرائيلي".
استمرار النشاط في منشآت تحت الأرض
في تطوّر آخر، أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي (CSIS)، في تقريرٍ نُشر يوم الاثنين 27 أكتوبر الماضي، بالاستناد إلى صورٍ التُقطت بالأقمار الصناعية، بأن إيران تواصل أعمال البناء في منشأة نووية ضخمة تحت الأرض قرب موقع "نطنز".
كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في 26 سبتمبر الماضي تقريرًا أكدت فيه، استنادًا إلى صورٍ وتحليلات لخبراء، أن إيران لا تزال تبني منشأة عسكرية عميقة داخل جبل يُعرف باسم "كلنغ غزلا"، جنوب موقع نطنز النووي.