شمخاني يرد على الفيديو المسرب: يا أولاد الحرام لا زلت حيا

قال علي شمخاني، في تعليقه على الجدل الدائر حول الفيديو المنسوب إلى حفل زفاف ابنته، لوكالة "فارس": "إجابتي على هذه الضجة هي نفسها السابقة: يا أولاد الحرام، ما زلت حيًّا".

قال علي شمخاني، في تعليقه على الجدل الدائر حول الفيديو المنسوب إلى حفل زفاف ابنته، لوكالة "فارس": "إجابتي على هذه الضجة هي نفسها السابقة: يا أولاد الحرام، ما زلت حيًّا".
وكان قد استخدم هذه العبارة سابقًا في حديث موجَّه إلى إسرائيل.
وقد أثار انتشار فيديو حفل زفاف ابنة الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي وعضو مجلس الدفاع الإيراني، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتقد كثير من المستخدمين ما وصفوه بازدواجية حياة مسؤولي النظام ونفاقهم.
نُشر الفيديو مساء السبت الماضي على حساب أحد المستخدمين في منصة "إكس"، وتضمّن مشاهد لترف الحفل وبذخه، وعدم ارتداء بعض الحاضرات للحجاب، إضافة إلى فستان الزفاف الذي ارتدته ابنة شمخاني، ما أثار موجة كبيرة من التعليقات والانتقادات.
يرى مراقبون أن انتشار الفيديو يأتي بعد انتقاداته لحكومة الرئيس السابق حسن روحاني بشأن اسقاط الطائرة الأوكرانية حيث قال إن تأخير الإعلان عن مسؤولية الحرس الثوري في سقوط الطائرة تقع على عاتق روحاني.
وكان مقطع فيديو من حفل زفاف ابنة علي شمخاني، قد أحدث ردود فعل واسعة بعد تسريبه في شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث وجّه العديد من المستخدمين انتقادات حادة إلى ما وصفوه بالحياة المزدوجة ورياء مسؤولي النظام الإيراني.
وقد نُشر الفيديو مساء السبت 18 أكتوبر (تشرين الأول) على حساب أحد المستخدمين في منصة "إكس"، ولفت الأنظار في ظل بذخ الحفل، وغياب الحجاب الإجباري عن بعض الحاضرات، فضلًا عن فستان زفاف ابنة شمخاني، ما أثار موجة واسعة من التعليقات.
وأشار جزء كبير من المنتقدين إلى التناقض بين دعوات مسؤولي النظام الإيراني للمواطنين لتحمّل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات وسوء الإدارة والفساد، وبين أسلوب حياتهم المترف والمكلف.
ووفقًا لتقارير وسائل إعلام إيرانية، فقد أقيم الحفل في أبريل (نيسان) 2024 بفندق "إسبيناس بالاس" في طهران، وهو أحد أفخم وأغلى الفنادق في البلاد.
وفي مايو (أيار) 2024، انتقد النائب السابق عن مدينة جابهار في البرلمان الإيراني، معین الدین سعیدي، هذا الحفل، دون أن يذكر اسم شمخاني مباشرة، وقال في مقابلة مع موقع "جماران": "قبل أيام فقط، أحد كبار مسؤولي الدولة السابقين أقام حفل زفاف لابنته في فندق إسبيناس بالاس، وكان من المفترض أن تدخل شرطة الإرشاد الخاصة بالمسؤولين إلى هناك".
وفي ذلك الوقت، نشرت صحيفة "آرمان ملي" تقريرًا بعنوان "جدل حول زفاف في فندق إسبيناس بارسيان"، قدّرت فيه كلفة الحفل بنحو مليار وأربعمائة مليون تومان، وأشارت إلى تناقض ذلك مع تصريحات شمخاني السابقة حول "التقشف والحياة البسيطة".
وقبل انتشار هذا الفيديو، كانت صورة من بطاقة دعوة زفاف ابنة شمخاني قد تسربت إلى شبكات التواصل، وأثارت جدلاً واسعًا، حيث أُشير فيها إلى تاريخ الحفل في 18 أبريل 2024 في فندق إسبيناس.


نُقل إحسان فريدي، الطالب البالغ من العمر 22 عامًا والمحكوم بالإعدام، قبل ثلاثة أيام من السجن إلى معتقل جهاز الاستخبارات في تبريز، ومنذ ذلك الحين لا تتوفر أي معلومات عن وضعه.
وكان قد حُكم على فريدي سابقًا بالإعدام من قبل محكمة الثورة بتهمة "الإفساد في الأرض"، وقد تمّ تأييد الحكم حتى الآن ثلاث مرات من قبل المحكمة العليا.
وكتبت بروين حياتي، والدة إحسان فريدي، في منشور على حسابها في "إنستغرام" اليوم الاثنين 20 أكتوبر: "منذ ثلاثة أيام لم نسمع أي خبر عن ابني إحسان. وبعد متابعة مستمرة علمنا أنه نُقل إلى جهاز الاستخبارات في تبريز."
وأضافت مستخدمة الوسمين #لا_للإعدام و#لا_للاعتراف_القسري: "قلبي كأم قَلِق. هذا الغياب القسري ظلم فاضح بحق العائلة وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان."
وكانت والدة هذا السجين السياسي المحكوم بالإعدام قد قالت سابقًا في 14 أكتوبر، في مقطع فيديو نشرته: "كان إحسان عند اعتقاله لم يبلغ العشرين من عمره، والآن مضى عليه 17 شهرًا خلف قضبان السجن، يتنفس الموت والحياة لحظة بلحظة، بين الأمل والخوف والرجاء واليأس."
واعتبرت اتهام ابنها بـ"الإفساد في الأرض" اتهامًا جائرًا، مطالبة بإنهاء هذا الظلم: "هل يُعقل أن شابًا في العشرين من عمره، لم يطلب سوى أن يعيش حياة كريمة، يُتّهم بأنه مفسد في الأرض؟".
وكان فريدي قد اعتُقل للمرة الأولى في 8 مارس 2024 على يد جهاز استخبارات قوى الأمن الداخلي، وبعد نحو شهر من الاحتجاز في معتقل هذا الجهاز، أُفرج عنه بكفالة.
ثم أُعيد اعتقاله في 18 يونيو 2024 أثناء مراجعته للفرع 15 من دائرة التحقيق التابعة للنيابة العامة ومحكمة الثورة في تبريز، وهو الفرع المخصص للنظر في القضايا الأمنية، وتمّ نقله إلى سجن المدينة.
وكان هذا السجين السياسي وقت اعتقاله طالب هندسة إنتاج وتصنيع في جامعة تبريز. وفي فبراير 2025، أصدر القاضي علي شيخلو، رئيس الفرع الثالث لمحكمة الثورة في تبريز، حكم الإعدام عليه، استنادًا إلى تقرير جهاز استخبارات قوى الأمن الداخلي ولائحة الاتهام الصادرة عن النيابة، من دون الالتفات إلى مرافعات محاميه.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، فقد أُحيل الحكم إلى المحكمة العليا بعد الاعتراض عليه، وتمّ تأييده هناك ثلاث مرات حتى الآن. وتشير المعلومات إلى أن ملفه أُعيد للمرة الرابعة إلى المحكمة العليا وهو قيد المراجعة حاليًا.
إقالة المحقق الذي أصدر لائحة الاتهام بحق فريدي بتهمة الفساد
في 11 مايو، صرّح مصدر مطّلع على ملف فريدي لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن إحدى النقاط اللافتة في القضية هي أن لائحة الاتهام صدرت عن علي موسوي، المحقق السابق في الفرع 15 من دائرة التحقيق في النيابة العامة ومحكمة الثورة في تبريز.
وأضاف المصدر أن موسوي "اعتُقل في 21 نوفمبر 2024، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من صدور لائحة الاتهام بحق إحسان، من قبل دائرة الحماية في السلطة القضائية، بتهم تشكيل عصابة فساد داخل الجهاز القضائي، وتلقي الرشوة، وتزوير الوثائق، وفبركة الملفات، وبعد إدانته في المحكمة تمّ فصله من السلك القضائي."
من جانبه، قال المحامي سينا يوسفي في 9 أكتوبر إن المحقق المسؤول عن القضية، الذي أُقيل من منصبه بسبب تشكيل عصابة فساد اقتصادي داخل السلطة القضائية، كان قد طلب من عائلة فريدي دفع رشوة أثناء سير التحقيق، وبعد رفضهم ذلك، وُجّهت إلى إحسان تهمة أشدّ قسوة.
في الأشهر الأخيرة، أدّى تزايد أحكام الإعدام وتنفيذها، وكذلك إصدار وتأييد أحكام الإعدام بحق سجناء سياسيين في إيران، إلى موجة من الاحتجاجات داخل البلاد وخارجها.
وذكرت وكالة "هرانا" الحقوقية في تقرير نُشر في 9 أكتوبر بمناسبة "اليوم العالمي لمناهضة الإعدام" أن ما لا يقل عن 1537 شخصًا أُعدموا في إيران خلال العام الماضي.
وحاليًا، إلى جانب السجناء المتهمين بجرائم عامة الذين يُشنقون يوميًا في السجون الإيرانية، هناك نحو 70 سجينًا متهمين في قضايا سياسية مهددين بتأييد أو تنفيذ أحكام الإعدام، وأكثر من 100 آخرين يواجهون خطر صدور أحكام بالإعدام ضدهم في قضايا مماثلة.

تشير التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن طفلًا إيرانيا يُدعى سام زارعي انتحر بسبب تعرّضه لضغوط نفسية من قبل مسؤولي مدرسة في شيراز. ووصفت وزارة التربية والتعليم العقاب البدني في المدرسة بأنه "أمر غير مؤكد".
وبحسب ما تم نشره في وسائل الإعلام المحلية في محافظة فارس وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، فإنه في 4 أكتوبر، كان عدد من تلاميذ الصف السادس في إحدى مدارس المنطقة الأولى في شيراز يتبادلون ورقة كتبوا عليها كلامًا على سبيل المزاح داخل الصف، فشاهدت المعلمة الورقة وسلّمتها إلى إدارة المدرسة.
ووفقًا لهذه التقارير، دخل ناظر المدرسة إلى الصف وهدّد الطلاب وشتمهم، وقارن الخط في الورقة بدفاتر الطلاب، واتهم الطفل سام البالغ من العمر 12 عامًا بأنه كاتب العبارة.
وقالت رويا زارعي، خالة الطفل، لأحد وسائل الإعلام المحلية: "ناظر المدرسة كان يشتم الأطفال قدر استطاعته ويهددهم بأن من كتب هذه العبارة لن يرى صباح الغد".
وفي الساعة الرابعة والنصف من نفس اليوم، اتصل ناظر المدرسة بوالد سام وأكد أنه لا يحق له الحضور إلى المدرسة في اليوم التالي.
وبحسب قول خالة الطفل، في اللحظة التي علم فيها سام بالاتصال بين ناظر المدرسة ووالده، خرج من المنزل وأقدم على الانتحار.
يذكر أن المدرسة التي كان سام يدرس فيها مدرسة غير حكومية.
وأكد مجيد أحمدي، مدير التربية والتعليم في المنطقة الأولى في شيراز، "وفاة" أحد طلاب مدارس هذه المنطقة، وصرح بأن "العقاب البدني في المدرسة لم يتم تأكيده".
وأضاف أن والد سام يعتقد أن مكالمة ناظر المدرسة كانت سببًا في وفاة طفله.
وأوضح أحمدي أن عائلة سام تتبع القضاء حاليًا لملاحقة وفاة طفلهم.
ومنذ بداية العام الدراسي الجديد، تم نشر عدة تقارير حول وفيات مشكوك فيها وعقوبات بدنية أدت إلى وفاة طلاب في مختلف أنحاء إيران.
وكان من أحدث هذه الحالات زهرة كلانكي، طالبة عمرها 10 سنوات في مدينة مشهد، التي توفيت في 13 أكتوبر بسبب ما تم وصفه بأنه "توقف قلبي أثناء الصف".
وقبل ذلك، في 2 أكتوبر، تم الإبلاغ عن وفاة نيما نجفي، طالب يبلغ من العمر 14 عامًا من قرية سهرين في زنجان، بعد أن أجبره مسؤولو المدرسة على الجري مرتين حول الساحة، ما أدى إلى تدهور حالته وتوقف قلبه.
كما أوردت وسائل إعلام إيرانية في 7 أكتوبر تقارير حول وفاة مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا يُدعى طاها نجاتي في آمل، وتم طرح احتمال أن يكون قد انتحر بعد خلاف مع مسؤولي المدرسة.
وذكرت وكالة "تسنيم" في 13 أكتوبر أن تعنيف مدير إحدى المدارس في محافظة قزوين لطالبين في الصف الثامن أدّى إلى تمزّق غشاء طبل أذن أحدهما وكسر أنف الآخر.
يُعد العقاب البدني للطلاب في مدارس إيران ظاهرة ذات تاريخ طويل، وقد نُشرت العديد من التقارير حولها في السنوات الماضية.

وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني بأنها "مجرد أوهام".
وقال خامنئي صباح الاثنين 20 أكتوبر، خلال لقائه "مجموعة من الأبطال الرياضيين والفائزين في الأولمبيادات العلمية الدولية"، إنّ "الرئيس الأميركي يتفاخر بأنه دمّر الصناعة النووية الإيرانية بالقصف، فليظل في أوهامه. ومن أنتم أصلًا حتى تملوا على الدول ما يجوز لها وما لا يجوز؟".
وأضاف المرشد الإيراني منتقدًا ترامب: "هذا الرئيس يتصرّف بسخافة ويطلق أكاذيب كثيرة حول المنطقة. فليُظهر قدرته أولًا على تهدئة الملايين الذين يخرجون ضده في مختلف الولايات الأميركية".
وكان ترامب قد كرّر مرارًا أن هجمات بلاده على منشآت نطنز وفردو وأصفهان أثناء الحرب التي استمرّت 12 يومًا "قضت بالكامل" على البرنامج النووي الإيراني، ووصف الغارات التي نفذتها قاذفات "بي-2" بأنها "واحدة من أجمل العمليات العسكرية في التاريخ"، مؤكدًا أن تدمير القدرات النووية الإيرانية جعل طهران "تكفّ عن التصرّف كبلطجي الشرق الأوسط".
يُذكر أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تنشر مسبقًا أي إعلان عن لقاء خامنئي مع الرياضيين والمتميزين علميًا، ويُعتقد أن التكتّم الإعلامي مرتبط بمخاوف أمنية حول تأمين المرشد بعد الحرب مع إسرائيل.
خامنئي: سنستخدم صواريخنا مجددًا إذا اقتضت الحاجة
وتابع خامنئي في كلمته: "شبابنا بصواريخ إيرانية الصنع حوّلوا مواقع العدو الاستراتيجية إلى رماد. هذه الصواريخ لم تُشترَ أو تُستأجر من أحد، بل أنتجتها قواتنا المسلحة وصناعاتنا الدفاعية، وما زالت جاهزة، وسنستخدمها مرة أخرى إذا لزم الأمر".
كما اتهم "العدو" بشنّ "حرب ناعمة" ضد إيران، قائلاً: "في الحرب الناعمة يسعى العدو إلى إحباط الشعب، وزرع اليأس في نفسه تجاه قدراته وإمكاناته".
ورغم الخسائر العسكرية والاستخباراتية الكبيرة التي مُنيت بها إيران خلال الحرب مع إسرائيل، ومقتل عدد من كبار قادتها، يحاول النظام الإيراني في الأشهر الأخيرة تقديم رواية مغايرة تزعم "الانتصار" في المواجهة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في 18 أكتوبر إنّ الحرب التي استمرّت 12 يومًا "لم تنته بعد".
خامنئي: ما يطرحه ترامب ليس صفقة بل إملاء بالقوة
وفي جزء آخر من حديثه، اتّهم خامنئي ترامب بـ"الابتزاز"، قائلًا: "الرئيس الأميركي يدّعي أنه رجل صفقات ويريد عقد صفقة مع إيران، لكن الصفقة التي تُفرض بالقوة ليست صفقة بل إملاء".
وأكد أن "الشعب الإيراني لن يرضخ للإملاءات ولن يقبل بالتحكّم الخارجي في قراراته".
تأتي تصريحات خامنئي بعد تأكيد ستيف وِيتكوف، مبعوث ترامب لشؤون الشرق الأوسط، في 20 أكتوبر أن واشنطن تلقّت رسائل من مسؤولين في طهران وتسعى لإيجاد "حلّ دبلوماسي طويل الأمد" مع إيران.
وفي اليوم نفسه، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن الاتصالات "غير المباشرة" بين طهران وواشنطن "قائمة إلى حدّ ما"، لكنه شدد على أنه "لا توجد حاليًا أي مفاوضات بين الجانبين".

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إنه لا توجد حالياً أي مفاوضات مع أميركا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "لم يُتخذ أي قرار في مجلس الأمن بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران" في إطار تفعيل آلية الزناد.
وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم الاثنين 20 أكتوبر، ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر تتوسط بين إيران وأميركا، أوضح بقائي أن الاتصالات غير المباشرة بين الطرفين "قائمة إلى حدّ ما"، لكنه أكد أنه "لا يمكن القول إن طهران على وشك الدخول في مسار تفاوضي مع واشنطن".
وأضاف: "ما دامت هناك مطالب مفرطة وتوقعات غير واقعية، أعتقد أنه في أي ظرف لن تتوفر أرضية للتفاوض أو التفاهم."
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تحدث مؤخراً عن إمكانية التوصل إلى حلّ دبلوماسي مع طهران.
وفي السياق نفسه، أكد ستيف ويتكوف، الممثل الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، في مقابلة أجريت في 20 أكتوبر، أن واشنطن تلقت اتصالات من مسؤولين في النظام الإيراني وتسعى إلى "إيجاد حلّ دبلوماسي طويل الأمد" في هذا الشأن.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تجري محادثات مع طهران، أجاب: "نعم، بالتأكيد."
مسار الدبلوماسية غير مغلق.. لكنه مشروط
وفي مؤتمره الصحافي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن استئناف المسار الدبلوماسي "ليس مغلقاً، لكنه مشروط"، موضحاً: "في أي وقت يتم فيه التوصل إلى قناعة من قبل الأطراف المقابلة بأنهم مستعدون لحوار منطقي مع مراعاة مصالح وحقوق إيران المشروعة، فلن يكون المسار مغلقاً."
وأضاف بقائي أن إيران تحترم الوكالة الدولية للطاقة الذرية "طالما تعمل ضمن صلاحياتها واختصاصاتها، وبعيداً عن إشراف وضغط أميركا والترويكا الأوروبية".
وتابع قائلاً: "لقد اعترضنا وانتقدنا مراراً هذا الأمر، ونكرر أن الوكالة يجب أن تحافظ على استقلالها وأن لا تسمح لبعض الدول باستغلال نشاطها وقراراتها وتقاريرها الفنية."
وكان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أعلن في 19 أكتوبر أن النظام الإيراني يحتفظ بمعظم مخزونه من اليورانيوم المخصب في منشآت نووية معروفة، لا يُسمح لمفتشي الوكالة بالوصول إليها.
ورغم نفي النظام الإيراني سعيه إلى تصنيع قنبلة نووية، فإن غروسي حذّر مجدداً من أن المخاوف بشأن احتمال حصول طهران على هذا النوع من السلاح "لم تُبدّد بالكامل".
ومع ذلك، شدّد بقائي في المؤتمر الصحافي على أن طهران "تتمتع بحق الاستخدام السلمي للطاقة النووية"، وأن هذا الحق "لا يحتاج إلى اعتراف من أحد".
كما أشار إلى وجود تفسيرات قانونية مختلفة بشأن آلية الزناد وتفعيلها، مؤكداً أنه "في مستوى مجلس الأمن لم يُتخذ أي قرار بإعادة فرض العقوبات."
ووصف بقائي إعادة فرض العقوبات بأنها "غير قانونية"، داعياً الدول إلى الامتناع عن التعاون معها، وأضاف أن "أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لا يملكون الحق في تفعيل آلية الزناد."
ومع انقضاء المهلة المحددة في قرار مجلس الأمن، أُعيد في 28 سبتمبر فرض جميع العقوبات السابقة التي كان المجلس قد ألغاهـا بموجب الاتفاق النووي على طهران.

لا تزال تداعيات الفيديو المسرَّب من حفل زفاف ابنة علي شمخاني، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي وعضو مجلس الدفاع التابع للنظام الإيراني، مستمرة.
فقد تبنّت بعض وسائل الإعلام والمستخدمين المقرّبين من النظام موقفاً دفاعياً عن شمخاني، مركِّزين على "الخصوصية الشخصية" ومستنكرين انتقادات سلوكه.
وكتبت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، تعليقاً على الجدل الذي أثاره الفيديو أن "الخوض في المخالفات الأخلاقية والسلوكية الشخصية والخاصة للأفراد" أمرٌ منهيٌّ عنه.
وأضافت الصحيفة: "لحسن الحظ، القضية الحالية لا تتعلق بشرب الخمر أو الفساد الأخلاقي، ومن روايات الذين شاهدوا الفيديو يتضح أن المسؤول المذكور تصرّف بوقار واتزان مقبولين خلال الحفل."
وفي السياق ذاته، نسبت بعض وسائل الإعلام والشخصيات الحكومية تسريب الفيديو إلى محاولة من إسرائيل والموساد لـ"اغتيال شخصية" شمخاني، بعد فشل إسرائيل في قتله خلال هجماتها في شهر يونيو الماضي.
فعلى سبيل المثال، وصف عبدالله كنجي، الناشط الإعلامي الموالي للنظام ومستشار عمدة طهران، نشر هذا الفيديو لمجلس "خالٍ من الرجال الأجانب" بأنه عمل لا يليق بالشعب الإيراني، معتبراً إياه نتيجة "عدم أخلاقية عناصر الموساد" و"انتقاماً بأي ثمن".
كما كتب عزت الله ضرغامي، الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن "اختراق الخصوصية الشخصية هو الأسلوب الجديد لعمليات الاغتيال الإسرائيلية."
وردّاً على الانتقادات بشأن "الأسلوب الغربي" في إقامة الحفل وظهور بعض النساء من دون حجاب أمام شمخاني، قال ضرغامي إن المراسم كانت "خاصة ونسائية"، وإن والد العروس "بحسب عاداته العشائرية، كان مطأطئ الرأس وهو يسلّم يد ابنته إلى العريس، وأن بعض النساء كنّ محجّبات والبعض الآخر من المحارم."
أما محمد علي أبْطَحي، نائب الرئيس الإيراني في حكومة خاتمي، فكتب عبر "إنستغرام" أن الحفل كان "غير مختلط"، ومن الطبيعي أن تظهر العروس وبعض المدعوات من دون حجاب في القسم النسائي. واعتبر أن الإشكال يكمن في تسريب الصور لا في إقامة المراسم نفسها.
إلا أن هذا الموقف لم يُقنع المستخدمين المعارضين للنظام الإيراني، الذين أشاروا إلى أن النظام طالما انتقد حتى صور ملفات التعريف الشخصية في شبكات التواصل، بل وفصل بعض المواطنين من وظائفهم بسببها. ولذلك، لا يرون في دعوى "حماية خصوصية عائلة شمخاني" حجة مقبولة.
وأشار آخرون إلى أن السلطات دأبت على نشر صور أو محادثات خاصة لأفراد بهدف انتزاع اعترافات قسرية منهم، مؤكدين أن النظام لا يعترف بالخصوصية إلا لمسؤوليه، لا للمواطنين العاديين.
ويتّهم النظام الإيراني وأجهزته الأمنية منذ عقودٍ بممارسة الضغوط على النشطاء السياسيين والصحافيين الناطقين بالفارسية وأسرهم، وتهديدهم بنشر صورهم ومقاطعهم الخاصة لإرغامهم على الصمت أو ابتزازهم.
ومن أبرز الأمثلة في السنوات الأخيرة تسريب صور خاصة لـ"كاوه مدني"، رئيس معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأمم المتحدة ونائب رئيس منظمة البيئة الإيرانية سابقاً، وكذلك لـ"مينو خالقي"، المرشحة المثيرة للجدل لعضوية البرلمان عن أصفهان. وهما حالتان كشفتا عن تدخل النظام في الحياة الخاصة لأشخاص يعتبرهم خصوماً أو منافسين له.
وقالت ناشطة مدنية كانت قد سُجنت عام 2022 بسبب نشاطها السياسي لـ"إيران إنترناشيونال" إن المحققين أثناء استجوابها كانوا يفتّشون حياتها الخاصة ويسألونها عن علاقاتها العاطفية أو الجنسية، بهدف الضغط عليها وإخضاعها نفسياً.
وأضافت: "كانت رسالتهم واضحة: "إذا واصلت نشاطك، سنفضح تفاصيل علاقاتك الخاصة ونحطّ من سمعتك أمام أسرتك وزملائك."
صراع السلطة بين أجنحة النظام الإيراني
يرى بعض الإعلاميين القريبين من النظام، إلى جانب شخصيات مؤيدة ومعارضة له، أن تسريب هذا الفيديو يأتي في إطار "صراع داخلي على السلطة" بين الأجنحة المختلفة داخل النظام الإيراني.
ففي مقابلة نُشرت في 12 أكتوبر، قال شمخاني إنه أبلغ الرئيس الأسبق حسن روحاني على الفور بسقوط الطائرة الأوكرانية، في حين أن روحاني وأعضاء حكومته أنكروا علمهم بالأمر في البداية.
وتساءلت صحيفة "وطن امروز" عمّا إذا كانت تصريحات شمخاني الأخيرة حول الطائرة الأوكرانية هي ما "أثار الدافع للانتقام" وأدى إلى نشر هذا الفيديو، مشيرة إلى أن "بذخ الحفل وقضية الحجاب" ألحقت ضرراً بالأمن النفسي للمجتمع.
وكتبت الصحيفة: "إن أثر نشر مثل هذه المقاطع يتمثل مع مرور الوقت في ترسيخ فكرٍ سلبي لدى الناس، يدفعهم إلى اللامبالاة بالأوضاع ثم إلى الأنانية. كما أن تأثيرها يشكل ازدراءً لصمود الشعب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة."
وقال محلل سياسي مقيم في طهران لـ"إيران إنترناشيونال"، رفض الكشف عن اسمه، إن تسريب الفيديو ليس "حادثة عرضية أو مجرد خرقٍ للخصوصية"، بل "جزء من لعبة أكبر تدور بين دوائر السلطة في إيران ما بعد الحرب مع إسرائيل، وفي الأيام الأخيرة من حياة المرشد الإيراني الحالي، إذ قد يكون بعضهم كان يعوّل على مقتل شمخاني في الهجوم الإسرائيلي."
مع ذلك، يرى عدد من المحللين أن شمخاني، بوصفه أحد الشخصيات المقربة جداً من علي خامنئي وعضواً أساسياً في دائرته الضيقة، نجا من فضائح وشبهات فساد مالي تخصه وأفراد عائلته، وأن إخراجه من دائرة الحكم ليس بالأمر السهل.
وقال الصحافي مسعود كاظمي، مشيراً إلى قضايا الفساد المالي لعائلة شمخاني، إن شمخاني "أحد زعماء المافيا" في إيران، بما في ذلك مافيا النفط والنقل البحري والأمن، مضيفاً أن "إقصاءه عن دائرة السلطة بمثل هذا الفيديو يبدو أمراً مستبعداً."
ردود الفعل على حفل زفاف ابنة شمخاني
وقد أثار الفساد المالي لعائلة شمخاني في السنوات الأخيرة ضجة إعلامية، حتى إن بعض الصحف الإيرانية تناولته.
فقد نشرت صحيفة "آرمان ملي" العام الماضي تقريراً عن زفاف ابنة شمخاني، ذكرت فيه أن عام 2019 شهد تداول شائعات حول عائلته، من بينها أن نفقات دراسة حسين شمخاني في لبنان تبلغ عشرة آلاف دولار.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن موعود شمخاني ومحمدهادي شمخاني، وهما ابنا شقيق علي شمخاني، يعملان في السفارة الإيرانية في روسيا ومنطقة أروند الحرة على التوالي.
وفي عام 2022، وبعد انهيار مبنى متروبول في عبادان، حصلت "إيران إنترناشيونال" على وثائق أظهرت أن موعود شمخاني هو من قدّم حسين عبدالباقي، المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة عبدالباقي ومالك المبنى المنهار، إلى بلدية عبادان من أجل الاستثمار.
أما حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، فهو من الشخصيات المحورية في بيع النفط الإيراني لروسيا، وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات عليه وعلى الشركات التابعة له.
وفي تقرير نشرته "بلومبرغ" في يناير 2025، كُشف أن حسين شمخاني أحد الفاعلين الرئيسيين في بيع الأسلحة الإيرانية لروسيا، وأن شبكته من الشركات تلعب دوراً محورياً في نقل الأسلحة بين طهران وموسكو، بما في ذلك الصواريخ وقطع الطائرات المسيّرة والسلع ذات الاستخدام المزدوج.