مهدی كروبي: الشعب لم يثر ليصبح عبداً لرجال الدين... والحوار المباشر مع واشنطن ضرورة

انتقد مهدی كروبي، أحد قادة المعارضة الإيرانية، الأوضاع الراهنة في البلاد خلال لقائه مع أعضاء "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية".

انتقد مهدی كروبي، أحد قادة المعارضة الإيرانية، الأوضاع الراهنة في البلاد خلال لقائه مع أعضاء "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية".
وأكد كروبي أنّ الشعب لم يقم بالثورة "ليصبح عبداً لرجال الدين والمسؤولين"، وليعاني من الفقر نتيجة "السياسات الخاطئة والخطابات العدائية مع العالم" التي أوصلت البلاد إلى حدّ انقطاع الغاز في الشتاء والكهرباء والمياه في الصيف.
وشدّد كروبي على أنّ رفع شبح العقوبات والحرب يستدعي "التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة" بوصفه أمراً ضرورياً.
وأضاف أنّه "رغم الوضع المأساوي للبلاد، لا يزال هناك إصرار على مواصلة السياسات السابقة داخلياً وخارجياً"، مؤكداً أنّ "الأزمة الحالية في إيران هي ثمرة تلك السياسات الخاطئة والمغامِرة".


حذرت منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" من أن السلطات الإيرانية قد بدأت حملة قمع واسعة النطاق بذريعة الأمن القومي، وذلك في أعقاب حرب الأيام الـ12 مع إسرائيل.
ووفقاً للمنظمتين، فقد أعلن المسؤولون الأمنيون في إيران عن اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بمن فيهم نشطاء مدنيون، وصحافيون، ومستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي، وعائلات ضحايا الاحتجاجات، بالإضافة إلى مواطنين أجانب.
وأشارت المنظمتان إلى أن حملة القمع هذه شملت أقليات عرقية كالبلوش والأكراد والعرب الأحوازيين، وكذلك الأقليات الدينية كالبهائيين والمسيحيين واليهود.
وحذرت منظمة العفو الدولية و"هيومان رايتس ووتش" من أن حملة القمع هذه قد تؤدي إلى كارثة إنسانية ضد الأقليات والفئات المهمشة، وطالبتا بالوقف الفوري لعمليات الإعدام والإفراج عن المعتقلين.

أعلن المركز الإيراني لحقوق الإنسان، أن إيران لا تزال واحدة من أخطر الدول على نشاط الصحافيين المستقلين.
وأضافت المنظمة، مشيرةً إلى الضغوط على وسائل الإعلام وخاصة بعد حرب الأيام الـ12، أن الصحافيين الذين يبتعدون عن السياسة الرسمية للنظام يواجهون التهديد والتنصت وإغلاق المكاتب والاعتقالات التعسفية والملاحقة القضائية.
وقال مدير المركز: "سجن الصحافيين المستقلين هو جزء أساسي من استراتيجية إيران لإخماد الاحتجاجات والحفاظ على السلطة. ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم الصحافيين في إيران الذين يخاطرون بحياتهم ومصادر رزقهم من أجل الحقيقة والحرية والعدالة".
ووفقاً لتقرير المركز، فقد تم تسجيل حالات عديدة من الاعتقالات والاستدعاءات والملاحقات القضائية ضد الصحافيين هذا العام وحده.
ووفقاً لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أيضاً، فإن ما لا يقل عن 21 صحافياً يقبعون حالياً في السجون الإيرانية، وتحتل البلاد المرتبة 176 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة.

علّقت صحيفة "واشنطن بوست" على تعليق إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد حرب الأيام الـ12 مع إسرائيل، فكتبت: "عادت إيران مرة أخرى إلى الألعاب القديمة المتمثلة في التكتم والتهديد والخداع".
وأضاف: "إن عناد إيران وعدم تعاونها يزيدان من احتمالية أن تتدخل القوات العسكرية الأميركية مرة أخرى".
وفي إشارة إلى طرد السفير الإيراني من أستراليا لتورطه في هجمات معادية للسامية، وهجمات الحوثيين المتكررة، وعدم تعاون طهران مع الوكالة، كتبت الصحيفة أن إيران "لا تزال تتصرف كـنظام مارق".
وحول تفعيل "آلية الزناد"، كتبت الصحيفة أن "العقوبات الجديدة سيكون لها على الأرجح تأثير محدود على وضع إيران، لأن الاقتصاد الإيراني في وضع حرج بالفعل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا أرادت طهران أن تتعلم درساً من الهجمات الإسرائيلية والأميركية، "فإن هذا الدرس هو أن الولايات المتحدة لا تخشى استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وأضافت "واشنطن بوست" أن ترامب إذا شعر بأنه من الضروري حماية الأمن القومي، فيمكنه أن يهاجم إيران مرة أخرى.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث كان التنازل عن جميع حقوقها السيادية في ما يتعلق بالملف النووي لصالح الجانب الأميركي".
وأضاف: "لم أقل في أي مكان إننا أرسلنا إشارات إلى أميركا وإنهم لم يردوا".
وذكر بقائي أن بلاده لم تر "أي نية حسنة أو جدية من الجانب الأميركي. حاول الوسطاء، لكن النهج الأميركي هو نفس النهج الذي كان عليه في الأشهر الثلاثة الماضية".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه "من الأفضل أن ننتظر قرار البرلمان والمؤسسات الأخرى بشأن آلية الزناد". مضيفا أن "موضوع الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي طُرح في البرلمان، ولم يتم اتخاذ أي قرار في هذا الصدد حتى الآن".
وختم إسماعيل بقائي بأن "ما تم تداوله نقلاً عن غريب آبادي بشأن عرض إيران على أميركا التفاوض، غير صحيح".

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن جولتين من المفاوضات مع نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تسفرا عن نتيجة محددة.
وأضاف: "في الوقت الحالي، لا يوجد أي مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران".
وأشار بقائي، إلى أن أوروبا "تسعى لتفعيل آلية الزناد بناءً على طلب من أميركا وإسرائيل"، مضيفاً أن "روسيا والصين تعارضان تفعيل هذه الآلية".
وختم حديثه بالقول: "ما يعنيه الأوروبيون بالدبلوماسية هو إجبار إيران على قبول مطالبهم المفرطة".