متظاهر يتسلق برج الساعة في محطة "كينغز كروس" بلندن رافعًا لافتة مناهضة للنظام الإيراني

أظهر مقطع فيديو متظاهرًا يحمل كلبًا صغيرًا يقف أعلى برج الساعة في محطة "كينغز كروس" بلندن، بعد أن نشر علمًا يحمل شعارات مناهضة للنظام الإيراني.

أظهر مقطع فيديو متظاهرًا يحمل كلبًا صغيرًا يقف أعلى برج الساعة في محطة "كينغز كروس" بلندن، بعد أن نشر علمًا يحمل شعارات مناهضة للنظام الإيراني.
وتسلق رجل برج الساعة في محطة "كينغز كروس" للسكك الحديدية بلندن صباح الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، مصطحبًا كلبًا صغيرًا، ونشر علمًا كبيرًا يحمل شعارات مناهضة للنظام الإيراني، مما أدى إلى تحرك طارئ واسع النطاق.
كان العلم، الذي كتب عليه "إيران ملك شعبها" و"الحرية لإيران"، مربوطًا بحقيبة ظهر وأُسقط من حافة البرج الذي يبلغ ارتفاعه 100 قدم (34 مترًا)، بينما تجمع حشد من المتفرجين أسفله، وفقًا لشهود عيان.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الرجل وهو يحمل الكلب، الذي يُعتقد أنه من فصيلة بوميرانيان، بينما يعرض اللافتة.
وقالت شرطة النقل البريطانية إن الضباط استُدعوا حوالي الساعة 8 صباحًا بعد تقارير عن "شخص في موقف خطير".
وأضافت الشرطة في بيان قبل الظهر: "الحادث مستمر، والضباط موجودون في الموقع مع خدمات الطوارئ الأخرى، ويعملون على إنهاء الحادث بسلام".
وتم نشر فرق الإطفاء بلندن وخدمة الإسعاف بلندن أيضًا، حيث أقامت فرق الإطفاء منصة سلم جوي كإجراء احترازي. وتم فرض طوق أمني حول مركز النقل المزدحم في وسط لندن.
يأتي هذا الاحتجاج وسط تصاعد التوترات بين الجالية الإيرانية في بريطانيا. في يونيو (حزيران)، وُجهت اتهامات لسبعة مواطنين إيرانيين بإلحاق أذى جسدي خطير بنية مسبقة بعد اندلاع شجار خارج السفارة الإيرانية في لندن، وصفته الشرطة بأنه صدام بين ناشطين معارضين ومؤيدين لنظام طهران.
حتى صباح الثلاثاء، ظل الرجل على البرج بينما كانت السلطات تتفاوض معه. واستمر الركاب في استخدام المحطة، وهي واحدة من أكثر محطات لندن ازدحامًا، على الرغم من تقييد أجزاء من الردهة القريبة من البرج.
ولم يصدر تعليق فوري من السفارة الإيرانية في لندن.


اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالمضي نحو إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بناءً على طلب من الولايات المتحدة وإسرائيل، مما صعد من انتقادات طهران للقوى الأوروبية مع دخول عملية آلية الزناد ضمن نافذة مدتها 30 يومًا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للصحفيين في مؤتمر أسبوعي بطهران: "بدأت ثلاث دول أوروبية عملية تفعيل العقوبات بتوجيه من النظام الصهيوني وأميركا".
وأضاف أن دعم واشنطن لهذه الخطوة يظهر أنها "جزء من خطة لفرض ضغوط غير قانونية على إيران".
وأوضح بقائي أن أوروبا ليست في موقع يسمح لها بتفعيل آلية الزناد بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 لأنها لم تفِ بالتزاماتها.
وقال: "عندما تتحدث الدول الأوروبية الثلاث عن الاتفاق النووي، يجب أن يُطرح السؤال: أي اتفاق نووي تقصدون؟ إنهم يتهمون إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها، لكن هذا الادعاء صادر بسوء نية.
الأطراف التي فشلت في تنفيذ التزاماتها ليست في موقع يمكنها من توجيه التهم لإيران".
وأشار إلى تصريح حديث لوزير الخارجية الأميركي الذي وصف الخطوة الأوروبية بأنها "متماشية مع السياسة الأميركية".
وأضاف: "الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، التي كانت تعمل كوسيط نحو الاتفاق النووي، قلصت الآن دورها ليقتصر على تمهيد الطريق لإيران للتفاوض مع أميركا. وأشارت التقارير أيضًا إلى أن الأوروبيين بدأوا هذه العملية بناءً على طلب النظام الصهيوني وأميركا".
وجاءت تصريحات بقائي بعد بيان من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي رحب بالقرار، وقال إن هذه الدول الأوروبية حددت بوضوح استمرار إخفاق إيران الكبير في الوفاء بالتزاماتها، وإن أميركا ستعمل عن كثب معهم لإتمام إعادة فرض العقوبات.
ورفض بقائي هذا الموقف وقال إن الدبلوماسية لا يمكن أن تعمل تحت الضغط: "وضع الشروط مع دعم الضغوط العسكرية أو الاقتصادية ليس طريقًا دبلوماسيًا جادًا".
الرد على مهلة الثلاثين يومًا الأوروبية
ومنحت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مهلة 30 يومًا لإيران للعودة إلى المفاوضات، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل، وتوضيح حالة مخزون اليورانيوم المخصب، وإلا ستُعاد عقوبات الأمم المتحدة تلقائيًا.
ورد بقائي على هذا الإطار الزمني قائلاً: "الدبلوماسية ليست لعبة كرة. يدّعون أنهم فاعلون موثوقون ونواياهم حسنة، لكن ما يحتاجه الأوروبيون هو تعزيز الشجاعة الأخلاقية والمسؤولية".
وأضاف: "في الوقت الذي يهددوننا فيه ويستخدمون أدوات عسكرية، يتحدثون عن الدبلوماسية. هذا يظهر أنهم يفتقرون للنوايا الحسنة ولا يؤمنون بالمفاوضات".
وفي مقابلة أخرى نشرتها صحيفة "الغارديان"، انتقد بقائي مجموعة الشروط التي أعلنتها الترويكا الأوروبية، بما في ذلك السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالدخول إلى المواقع النووية المتضررة من الضربات الإسرائيلية، وتوضيح حالة مخزون اليورانيوم المخصب، ودخول محادثات مباشرة مع أميركا.
وقال بقائي إن هذه الشروط "ليست صادقة"، مضيفًا أن نافذة الأربعة أسابيع للدبلوماسية لا تعكس فرصة حقيقية.
الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
وأوضح بقائي أن البرلمان الإيراني، وليس الحكومة، يملك السلطة الدستورية على عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
ويبحث النواب مشروع قانون قد يلزم طهران بالانسحاب من المعاهدة إذا أعيد فرض العقوبات، مما سينهي الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني ويثير القلق في العواصم الغربية.
وحول التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي إنه لم يُتخذ أي قرار بشأن استكمال جولات المفاوضات الأخيرة.
وأضاف: "حتى الآن عُقدت جولتان من المفاوضات مع الوكالة بمشاركة ممثلي وزارة الخارجية والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، لكن لم تُحرز نتيجة نهائية".
وأكد أن مفتشين اثنين دخلوا إيران مؤخرًا لمراقبة تحميل الوقود في مفاعل بوشهر، وقال إن الزيارة كانت مطلوبة. وأضاف: "لا يوجد حاليًا أي تفتيش في إيران، على الرغم من استمرار التواصل مع الوكالة".
وأشار إلى أن إطار التعاون المستقبلي لا يزال قيد الدراسة: "لم يتم الانتهاء بعد من صياغة خطوط التفاعل بعد التطورات الجديدة وما زلنا في مرحلة اتخاذ القرار".
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن طهران تُعد لجولة جديدة من المفاوضات مع الوكالة.
وأضاف أن مفتشين اثنين سُمح لهما بزيارة مفاعل بوشهر لمراقبة استبدال الوقود، وأن الزيارة أُذن بها من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي، وكانت أول زيارة منذ تعليق التعاون مع الوكالة خلال الحرب مع إسرائيل.
كما رفض إسلامي تفعيل آلية الزناد واصفًا ذلك بأنه متوقع، متهمًا قيادة الوكالة بالعمل تحت النفوذ الغربي.
ورغم التوترات، قال إسلامي إن طهران أبلغت الوكالة أن مخزونات اليورانيوم المخصب لم تُنقل، وأشارت إلى إمكانية العودة إلى حد 3.67 بالمائة للتخصيب إذا تم الحفاظ على الحق في التخصيب المحلي.
روسيا والصين
وقال بقائي إن موسكو وبكين أعلنا معارضتهما للخطوة الأوروبية.
وأضاف: "نُشرت رسالة مشتركة من إيران وروسيا والصين، ونعتقد أن الأوروبيين يفتقرون للشرعية القانونية للجوء إلى آلية حل النزاع".
وأشار إلى أن أي نقاش حول تمديد القرار 2231، الذي يدعم الاتفاق النووي، يجب أن يتم في مجلس الأمن الدولي، حيث تتشاور إيران مع روسيا والصين "لتتصرف بما يتوافق مع مصالح طهران".
ورفض بقائي بيان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الذي كرر مزاعم حول الأراضي المتنازع عليها وحقول الغاز، وقال: "تكرار المطالبات الإقليمية التي تعادل الطمع في أراضي دولة مستقلة غير مقبول ولا يخلق أي حقوق للطرف الآخر"، مضيفًا أن إيران تحافظ على مبدأ الحوار لكنها في الوقت نفسه ترفض موقف المجلس.
زيارة الرئيس الإيراني إلى الصين
وقال المتحدث إن زيارة الرئيس مسعود بزشكیان إلى الصين لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون كانت مهمة، حيث تمثل مشاركة إيران الثالثة كعضو كامل.
وأضاف: "نظرًا للتطورات الدولية، فإن هذا الاجتماع والمشاورات ذات أهمية أكبر. وقد عقدت لقاءات بين رئيسنا ورؤساء دول آخرين".
وأشار إلى أن القمة أسفرت عن نتائج مهمة، بما في ذلك "إدانة العدوان من قبل النظام الصهيوني وأميركا ضد إيران والتأكيد على القرار 2231".
وأضاف أن مزيدًا من المحادثات، بما في ذلك لقاء ثنائي مع الرئيس الصيني، كانت مجدولة.

في الوقت الذي قامت فيه ثلاث دول أوروبية بتفعيل "آلية الزناد" ضد النظام الإيراني، أفاد مصدر أمني رفيع مرتبط بهياكل الأمن في الاتحاد الأوروبي أن نظام طهران أصبح "يقوم بدور متزايد وخطير" في "التهديدات الوجودية لأمن أوروبا".
وأفاد هذا المصدر الأمني المطلع، الذي لم يُكشف عن هويته، لمجلة "أويل برايس" المتخصصة في أخبار صناعة النفط والطاقة، بأن تصرفات النظام الإيراني "تم تأكيدها بوضوح في تقارير استخباراتية خلال الأشهر الماضية، خاصةً بالتنسيق مع روسيا وكذلك الصين وكوريا الشمالية، ولا يمكن لأوروبا السماح باستمرارها".
وأضاف المصدر: "منذ يونيو (حزيران) العام الماضي وحتى الآن، تم إرسال عشرات العلماء النوويين الروس البارزين إلى إيران، كما تواجد ثلاثة خبراء صواريخ رفيعي المستوى من كوريا الشمالية في طهران في نفس الفترة".
وأكد المصدر أن "هذا التعاون رفع مستوى وصول إيران إلى المعرفة التسليحية إلى حد حرج".
وفي أوائل أغسطس (آب)، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن وفدًا إيرانيًا زار مؤسسات علمية روسية تنتج تكنولوجيات ومكونات مزدوجة الاستخدام يمكن أن تُوظَّف أيضًا في أبحاث الأسلحة النووية. وقد تم هذا السفر في الرابع من أغسطس (آب) العام الماضي على متن طائرة تابعة لشركة "ماهان إير".
نشاط النظام الإيراني لتقويض الناتو
وبحسب المصدر الأمني المطلع المقرب من الاتحاد الأوروبي، فإن معلومات متعددة المصادر تؤكد أن إيران أصبحت أكثر نشاطًا في إطار حملة روسيا–بيلاروس لتقويض الدفاعات الشرقية لحلف الناتو، خصوصًا عند الحدود الشمالية والجنوبية الأكثر ضعفًا.
ووفقًا لهذه التصريحات، شملت آخر شحنة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى أُرسلت من طهران إلى موسكو صاروخًا باليستيًا جديدًا من طراز "اعتماد" (Etemad) ومنظومة إطلاق صواريخ متعددة "فتح 360"، وسيتم نشر معظمها بواسطة روسيا بالقرب من حدود بيلاروس وبولندا.
وأفادت "أويل برايس" بأن معلومات أحدث من إيران تؤكد نجاح اختبار صواريخ الوقود الصلب الجديدة بمدى 4200 كيلومتر وقدرة على حمل رأس نووي بوزن 700 كغم.
ويمكن زيادة المدى إلى 4700 كيلومتر إذا خُفف وزن الرأس إلى 450 كغم، ما يعني أن إيران ستكون قادرة عمليًا على استهداف معظم المدن الكبرى في أوروبا.
وأشارت المجلة إلى أن هذا السبب دفع الدول الأوروبية الثلاث لوضع شرط جديد لأي حوار حول الاتفاق النووي: وهو تحديد مدى صواريخ إيران بألف كيلومتر، وهو ما رفضته طهران صراحةً.
وجاء هذا التقرير بعد أن هدّد أمير حيات مقدم، أحد القادة الكبار في الحرس الثوري وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، في 17 أغسطس (آب) الدول الأوروبية وحتى أميركا بالهجوم الصاروخي، وكانت هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير بالحرس الثوري صراحةً عن إمكانية استهداف مدن مثل برلين، باريس، لندن، وحتى واشنطن ونيويورك.
كما تناولت مجلة "إسْمَال وورز" مفهوم "التقية" الديني في إيران، وهو إخفاء المعتقد في ظروف التهديد، وذكرت أن هذا الإجراء يمكن النظام الإيراني من الدخول في مفاوضات بينما تقوم قواته التابعة له بتنفيذ عمليات في الخارج.
وقد ذكرت "إيران إنترناشيونال" سابقًا أن طهران ربما تتجه نحو نموذج يمكن تسميته "البرنامج النووي الخفي"، باستخدام سلاسل صغيرة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في ورش مخفية، ربما في مواقع متفرقة وبعيدة داخل البلاد. وفي هذه الحالة، حتى لو دُمرت بعض المنشآت الكبيرة، يمكن أن يستمر برنامج التخصيب على نطاق صغير وفعّال.
وأضافت "إسْمَال وورز" أن خلال فترات التوتر الشديد قد يُطلق مسؤولو النظام الإيراني تصريحات تصالحية في الخارج، بينما تؤكد خطابات المرشد الإيراني داخليًا على المواقف غير القابلة للتسوية. وأوضحت أن هذه الثنائية في الرسائل لا تربك الخصوم فحسب، بل تطمئن المتشددين الداخليين بأن الأهداف الأيديولوجية لم تمس.
وأشارت المجلة إلى أن "النظام التعليمي الداخلي في إيران يربي من الصغر مقاتلين أيديولوجيين"، وأن الكتب المدرسية تتضمن دروسًا حول ظلم المسلمين في العالم، وحق المقاومة، وثواب الشهادة.
وحذرت المجلة من أن "الطلاب يهتفون بشعارات مثل الموت لأميركا والموت لإسرائيل، وهذه الرسائل تتجاوز الحدود من خلال مراكز ثقافية في دول مثل طاجيكستان وفرنسا ونيجيريا وأماكن أخرى".

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن جهود إدارته لوقف الحروب، إنه منذ عودته إلى البيت الأبيض، نجح في منع حرب نووية كانت مرتقبة مع إيران.
وفي مقابلة مع "ديلي كولر"، قال ترامب: "أوقفت سبع حروب، بما في ذلك حرب نووية كان من المفترض أن تقع مع إيران، حرب كانت ستحدث بالفعل".
وأشار إلى دعمه لإسرائيل، مضيفًا: "لم يقدم أحد لإسرائيل ما قدمته، بما في ذلك خلال الهجمات الأخيرة على إيران".
وأكد ترامب أن الهجمات الأميركية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل. مضيفا: "لقد دمرناهم بتلك الطائرات بطريقة لم يشهدها أحد من قبل. عندما عدنا، حاولت قناة "سي إن إن" التشكيك بقولها إن الأمر ربما لم يكن كاملاً، لكن تبين في النهاية أنه كامل تمامًا، بل وأكثر من ذلك".
وفي 16 أغسطس (آب) الماضي، تحدث ترامب عن دوره في إنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، قائلاً في مقابلة مع "فوكس نيوز": "أنجزنا عملًا رائعًا لأنه على مدى 22 عامًا، لم يكن هناك رئيس مستعد للقيام بذلك".
وفي 12 أغسطس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية في إيران خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا أعاقت البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات، لكنه أشار إلى أن "طهران لا تزال تمتلك 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب".
ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في 1 سبتمبر (أيلول) مقالاً أكدت فيه أن الحرب التي استمرت 12 يومًا قد تكون قلصت قدرة إيران على شن هجمات مباشرة، لكن التهديدات لم تنته بعد.
وأضافت الصحيفة أن هذا الوضع يتطلب ليس فقط اليقظة العسكرية، بل استراتيجية دبلوماسية أيضًا، موضحة أن "على إسرائيل التنسيق مع واشنطن والحفاظ على الردع وتجنب الانجرار إلى حرب متعددة الجبهات بشكل دائم".
وبدأ الصراع بين إيران وإسرائيل بسلسلة من الهجمات المفاجئة التي شنتها إسرائيل على مواقع إيرانية في 13 يونيو (حزيران) الماضي، وبعد 12 يومًا، وافق الطرفان على وقف إطلاق النار.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، برزت تكهنات في إيران وإسرائيل حول احتمال استئناف الحرب.
وأكدت "تايمز أوف إسرائيل" أن "اعتبار إيران "نمرًا من ورق" بعد الحرب سيكون خطأً. قد تكون قدرة طهران على شن هجوم مباشر واسع النطاق محدودة، لكن إمكانياتها في زعزعة الاستقرار لا تزال قائمة".

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن طهران مستعدة لتخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المائة، أي الحد الأقصى المحدد في الاتفاق النووي (2015)، شرط التوصل إلى اتفاق شامل يضمن حق إيران في التخصيب داخل البلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، نُشرت يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، أشار بقائي إلى وجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، وأضاف: "الثقة بين مفتشي الوكالة وإيران قد انخفضت بشدة، وهناك قلق حقيقي من أن المعلومات التي يتم جمعها في المواقع قد تُنقل في نهاية المطاف إلى إسرائيل".
وفي أعقاب الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، كثّف المسؤولون في طهران من هجماتهم على الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح بقائي أنه "إذا أقر البرلمان الإيراني قانونًا للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ردًا على إعادة فرض العقوبات من قِبل أوروبا، فإن الحكومة الإيرانية من الناحية الدستورية لن تكون قادرة على منع الانسحاب من المعاهدة".
الهجوم على أوروبا
انتقد بقائي الدول الأوروبية قائلاً: "الأوروبيون يفعلون بالضبط ما أملاه عليهم ترامب. دور أوروبا في تراجع مستمر".
وأضاف: "في الواقع، جميع الدول الأوروبية تقريبًا أيدت ما قامت به إسرائيل، ومن المرجح أن تكون قد زوّدت إسرائيل ببعض المعلومات".
التهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
هدد المسؤولون الإيرانيون مرارًا بأن طهران قد تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الخارجية:
"نحن مستعدون لأن هذا الأمر يتعلق بكرامتنا وسيادتنا. أعتقد أنه تمامًا كما كان لدى البريطانيين روح مقاومة عند هجوم ألمانيا النازية، لدينا الروح نفسها، لأننا نعلم أن هذه الحرب، التي فُرضت علينا وسط المفاوضات، كانت غير عادلة للغاية".
"آلية الزناد" الأوروبية والدبلوماسية
في 28 أغسطس (آب) الماضي أعلنت دول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بدء عملية تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، داعية إياها إلى العودة للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة خلال مهلة 30 يومًا، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأجيل العقوبات.
لكن بقائي وصف شروط أوروبا بأنها "إشارة إلى عدم الجدية وغياب حسن النية".
وأوضحت الدول الأوروبية الثلاث، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن بدء إعادة العقوبات الأممية ضد إيران لا يعني نهاية الدبلوماسية، لكنها أكدت أن "الكرة الآن في ملعب طهران".
وقد وعدت السلطات الإيرانية بأن طهران سترد على تحرك الدول الأوروبية الثلاث حال تفعيل "آلية الزناد" بـ "إجراء مناسب".

أعلن وزراء خارجية إيران، والصين، وروسيا في بيان مشترك، أن محاولة الاتحاد الأوروبي تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران "غير قانونية من الناحية القانونية وهدّامة من الناحية السياسية".
ونشر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، نص البيان الكامل، يوم أول سبتمبر (أيلول) على منصة "إكس"، مؤكدًا أنه وفقًا لهذا الموقف، لا يحق للدول التي لم تلتزم بتعهداتها أن تستفيد من مزايا اتفاق تم تقويضه بقرارها.
وأشار البيان المشترك، الذي تم توقيعه في تيانجين الصينية، إلى أنه "لا يمكن لأي طرف محو تسلسل الأحداث: فالولايات المتحدة كانت أول طرف انتهك الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231، وأوروبا هي التي قررت لاحقًا، بدلاً من الالتزام بتعهداتها، اللجوء إلى عقوبات غير قانونية. هذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها يجب أن تكون إطار أي حوار جاد في مجلس الأمن".
وأكدت الدول الثلاث: "ما هو مهدد ليس حقوق إيران فقط، بل سلامة وموثوقية الاتفاقات الدولية ككل. إذا تم قبول الالتزام الانتقائي واستغلال الإجراءات، فإن أساس الأمن الجماعي سيتعرض لتدهور قاتل".
وأضاف وزراء خارجية الصين وروسيا وإيران أنهم طلبوا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "التصرف نيابة عن المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والأمن".
وفي 28 أغسطس (آب) الماضي، أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بدء عملية تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، داعية إياها إلى العودة للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة خلال مهلة تبلغ 30 يومًا، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأجيل العقوبات.
ماذا سيحدث بعد تفعيل "آلية الزناد"؟
أوضحت الدول الأوروبية الثلاث ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن بدء عملية إعادة العقوبات الأممية ضد إيران لا يعني نهاية الدبلوماسية، لكنها أكدت: "الكرة الآن في ملعب طهران".
وقد وعدت السلطات الإيرانية بأن طهران سترد على تحرك الدول الأوروبية الثلاث لتفعيل آلية الزناد بـ "إجراء مناسب".
أردوغان.. مخاطبًا بزشکیان: استمرار المفاوضات النووية مفيد
أعلن مكتب الرئاسة التركية أن رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، قال يوم الاثنين لنظيره الإيراني، مسعود پزشکیان، إنه يعتقد أن استمرار المفاوضات النووية مفيد لطهران، وإن أنقرة ستواصل دعم إيران في هذا المجال.
وأشار مكتب الرئاسة التركية إلى أن أردوغان أكد خلال اللقاء، الذي جرى على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في الصين، أن التعاون بين البلدين الجارين، خصوصًا في قطاع الطاقة، يصب في مصلحة الطرفين.
وكانت تركيا قد أعلنت سابقًا أنها يمكن أن تكون وسيطًا لإحياء المفاوضات النووية بين طهران والولايات المتحدة.
وفي أواخر يونيو (حزيران) الماضي، في خضم الحرب بين إسرائيل وإيران، التقى أردوغان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وقال إن استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني هو السبيل الوحيد لإيجاد حل لهذا النزاع وكذلك لتخفيف التوتر مع إسرائيل.
كما أضاف أردوغان أن أنقرة مستعدة للعب دور الوسيط لاستئناف المفاوضات النووية، مؤكدًا: "يجب اتخاذ خطوات عاجلة لفتح مسار دبلوماسي من خلال المحادثات الفنية وعلى مستوى القادة بين إيران والولايات المتحدة".