السلطات الإيرانية تحجب موقعا إلكترونيا بعد نشره بيانا يطالب بعزل الرئيس

أفادت وسائل إعلام إيرانية أن موقع "كارزار" تم حجبه بسبب نشره عريضة تطالب بعزل الرئيس مسعود بزشكيان من منصب رئاسة الجمهورية.

أفادت وسائل إعلام إيرانية أن موقع "كارزار" تم حجبه بسبب نشره عريضة تطالب بعزل الرئيس مسعود بزشكيان من منصب رئاسة الجمهورية.
يأتي ذلك في حين صرّحت المتحدثة باسم الحكومة بأن الرئيس، إيمانًا منه بحرية النقد، لم يقدّم أي شكوى ضد أي فرد أو وسيلة إعلامية أو منصة.
وكان آخر توقيع على هذه المنصة بتاريخ 14 يوليو (تموز) الجاري، ومنذ ذلك الحين لم تُسجَّل أي أنشطة عليها. في ذلك اليوم، كان المدير التنفيذي لمنصة كارزار، حامد بيدي، قد انتقد حجب الموقع والانقطاعات المتكررة للإنترنت.
وفي يوم 28 يوليو، ذكر موقع "زوميت"، نقلًا عن "مصادر مطّلعة"، أن مدير هذه المنصة مُنع من النشاط على شبكات التواصل الاجتماعي.
هذه المنصة، التي تُعتبَر نسخة محلية من موقع "change.org" العالمي، لاقت رواجًا كبيرًا في أوساط الإصلاحيين الإيرانيين خلال السنوات الأخيرة. ويُذكر أن حامد بيدي، المدير التنفيذي للشركة، لم يُسجّل أي نشاط على الإنترنت منذ نحو 12 يومًا.
في السياق نفسه، ادعى موقع "رويداد 24" أن المنصة تم حجبها بأمر من النيابة العامة، بسبب نشر حملة لجمع التواقيع لعزل بزشكيان.
وأشار التقرير إلى أن السلطة القضائية، منذ تاريخ 29 يوليو (تموز)، بدأت مرحلة جديدة من التعامل مع وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني، في إطار عملية "غريبة" بدأت بحجة شكوى من الحكومة.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع قوله: "تم تعليق المنصة بأمر من النيابة العامة. ورغم عدم الإعلان عن السبب الرسمي، إلا أن السبب الأرجح هو نشر الحملة المطالبة بعزل بزشكيان، والتي أطلقها تيار يُعرف باسم فوق الثوريين، وقد نُشرت على الموقع ضمن السياق المعتاد".
وأضاف: "المسؤولية عن المحتوى المنشور في كارزار تقع على عاتق المستخدمين. هذه المنصة توفّر فقط مساحة للنشر، وهذا لا يعني بالضرورة تأييدها لمحتوى الحملات. يتم نشر أكثر من 1500 حملة شهريًا على كارزار، ومن الطبيعي ألا تكون إدارة المنصة على اطلاع تام بجميع تفاصيلها".
وكانت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام قد أفادت في وقت سابق بأن النيابة العامة في طهران رفعت دعوى قضائية ضد هادي حيدري، الصحفي ورسّام الكاريكاتير، بسبب نشره رسمة تظهر مسعود بزشكيان راكبًا على حمارٍ يحمل اسم "الوِفاق"؛ وهو أحد شعارات حملة بزشكيان الانتخابية.
لكن بعد فترة قصيرة، أعلنت الحكومة رسميًا أنها لم تقدّم أي شكوى ضد حيدري.


أفادت معلومات حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" أنه بعد أربعة أيام من انقطاع الأخبار عن أكثر من 20 سجينًا سياسيًا في سجن "قزل حصار"، تم نقلهم إلى زنازين انفرادية بعد تعرضهم للضرب والتعذيب من قِبل قوات الأمن والحرس الخاص، وهم الآن في حالة إضراب عن الطعام.
وقال مصدر مقرّب من عائلات هؤلاء السجناء، يوم الأربعاء 30 يوليو (تموز)، إن هذه الخطوة جاءت احتجاجًا على القمع والعنف المنهجي الذي بلغ ذروته إثر اقتحام القوات الأمنية وحدة السجناء السياسيين في القسم الرابع من سجن "قزل حصار"، ووصفه بأنه مرحلة جديدة ومرعبة.
وأوضح المصدر أن الهدف من هذا الهجوم كان عددًا من أعضاء حملة "أيام الثلاثاء ضد الإعدام"، مشيرًا إلى أن السجناء السياسيين تعرضوا للضرب المبرح، واحتجاجًا على هذا العنف والقمع الممنهج، دخلوا في إضراب جماعي عن الطعام في زنازين انفرادية بالقسم الثالث من سجن "قزل حصار".
ومن بين السجناء الذين نُقلوا إلى الحبس الانفرادي بعد الهجوم ولم يتصلوا بعائلاتهم: زرتشت أحمدي راغب، لقمان أمين بور، أكبر باقري، ميثم دهبان زاده، سبهر إمام جمعه، أحمد رضا حائري، أسد الله هادي، رضا محمد حسيني، أبو الحسن منتظر، علي معزي، آرشام رضائي، خسرو رهنما، رضا سلمان زاده، محمد شافعي، حمزة سواري، مصطفى زماني وصلاح الدين ضيائي.
وبحسب المصادر، فقد استُهدف نحو 25 سجينًا سياسيًا خلال العملية، تم إعدام اثنين منهما هما: مهدي حسني وبهروز إحساني.
أما سعيد ماسوري، أحد أقدم السجناء السياسيين في إيران والذي يقضي عقوبة منذ 25 عامًا دون يوم إجازة واحد، فقد تم نفيه إلى سجن زاهدان، ولا تزال عائلته منقطعة عنه تمامًا ولا تعرف مصيره.
كانت عائلات السجناء قد توجهت إلى السجن بعد أيام من الهجوم العنيف، لكن قيل لهم إن ذويهم في "الحبس الانفرادي" ولن يُسمح بأي اتصال أو زيارة لمدة أسبوعين، ما زاد من قلقهم في ظل غياب أي دليل على صحة أبنائهم أو أماكن احتجازهم.
في بيان صدر يوم 28 يوليو/تموز، ذكرت حملة "الثلاثاء ضد الإعدام" أن أكثر من 100 عنصر من قوات الحرس الأمني اقتحموا جناح السجناء السياسيين في القسم الرابع من سجن قزل حصار، بأمر من كرم الله عزيزي، مدير السجن، ونائبيه حسن قبادي وإسماعيل فرج نجاد.
ووصفت الحملة في بيانها عملية إعدام إحساني وحسني، التي جرت في 26 يوليو، بأنها جزء من سياسة القمع الممنهج للنظام الإيراني، موضحة أن الإعدام تم "دون إخطار مسبق أو حتى تمكينهما من توديع عائلاتهما".
ورغم القمع الواسع، استمرت حملة "الثلاثاء ضد الإعدام" للأسبوع التاسع والسبعين.
وأدانت الحملة في بيانها "الاعتقالات والإعدامات اللاإنسانية والظالمة"، محذرة من أن أرواح السجناء السياسيين في خطر جدي، وأن الغرض من هذه الأفعال هو "نشر الخوف وإسكات المجتمع".
ودعت الحملة باقي السجناء، على غرار النساء المعتقلات في سجن قرجك وسجناء سجن طهران الكبرى، إلى إقامة مراسم تأبينية تكريمًا لضحايا الإعدام، وعدم السماح "بضياع دم الشجعان الذين عُلّقوا على المشانق"، ولا أن تُدفن أصوات مؤسسي الحملة في الصمت والتجاهل.
وتشير التقديرات إلى أن سلطات السجن والأجهزة الأمنية ربما تُعدّ لنقل السجناء سياسيين إلى سجون مختلفة أو تتستر على حالتهم الجسدية الحقيقية.
وقد زادت المخاوف بشأن تعرضهم لأذى جسدي أو وقوع كارثة خفية نتيجة شدة العنف أثناء نقلهم، بما في ذلك الضرب المبرح، تقييد اليدين والقدمين، وتغطية رؤوسهم بأكياس.
وأقامت سجينات سياسيّات في سجن قرجك مراسم تأبين لمهدي حسني وبهروز إحساني.
وتوجهت العائلات والناشطون المدنيون بنداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مطالبين بالكشف العاجل والشفاف عن مصير هؤلاء السجناء، خاصةً في ظل تاريخ النظام الطويل في ممارسة التعذيب، تلفيق التهم، والإعدامات خارج نطاق القانون.
وكان أعضاء حملة "الثلاثاء ضد الإعدام" خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية عرضة للضغوط المستمرة، بما في ذلك ملفات قضائية مفبركة من قبل المؤسسات الأمنية والقضائية، إلا أن الحملة أعلنت في بيانها الأخير أن "الهجوم الوحشي على جناح السجناء السياسيين في قزل حصار هو اعتداء مباشر على قلب الحملة"، مؤكدين أن الحملة "ستستمر بالمقاومة والتماسك".

فيما أعلنت السلطات التنفيذية تعليق الدوام في 13 محافظة إيرانية، اليوم الأربعاء 30 يوليو (تموز)، بسبب تفاقم أزمة المياه والكهرباء، حذّر خبراء في شؤون المياه من أن السدود الرئيسية التي تغذي طهران ستخرج عن الخدمة بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وبالتزامن مع انقطاع المياه لساعات في بعض مناطق طهران خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي روايات تدّعي أن السدود مليئة بالمياه.
غير أن بعض وسائل الإعلام نفت هذه المزاعم، مشيرة إلى أن مخزون المياه في السدود لا يتجاوز 21% من سعتها.
وصرّحت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، بأن مقترحات مثل تعطيل الدوام أيام الأربعاء أو السبت، أو إعادة النظر في العطلة الأسبوعية، قد طُرحت للنقاش، لكنها لم تُقرّ بسبب "الاعتبارات الاقتصادية والتنفيذية".
كانت الحكومة قد أعلنت، في 29 يوليو، أنها تدرس فرض عطلة صيفية تشمل إغلاق طهران لأسبوع كامل.
كما أغلقت السلطات، الأربعاء الماضي، نحو 20 محافظة بسبب الحر الشديد وشحّ المياه والكهرباء.
مخزون سدود طهران لا يتجاوز 21% من طاقتها
ورغم تداول مقاطع فيديو ومزاعم في شبكات التواصل تفيد بأن سدود طهران مليئة، نشرت صحيفة "شرق"، في 29 يوليو (تموز)، تقريرًا ميدانيًا من سد كرج، الذي يوفّر قرابة ربع مياه الشرب لطهران، أظهر انخفاضًا حادًا في مخزون مياهه.
وقال محمد علي معلم، مدير سد كرج، للصحيفة إن كمية المياه المتوفرة فيه لا تتعدى ثلث سعته، وبعضها يُعد "مياهًا ميتة" مختلطة بالوحل والرواسب في قاع السد، ولا يمكن الاستفادة منها.
وأضاف أن مخزون مياه السد وصل إلى أدنى مستوياته خلال 64 عامًا الماضية، مشيرًا إلى انخفاض ارتفاع منسوب المياه فيه بمقدار 45 مترًا عن الحد الأقصى، ما يعادل تراجعًا قدره 120 مليون متر مكعب من المياه.
وأوضح قائلًا: "الارتفاع الكامل للسد من القاع يبلغ 168 مترًا، وتصل سعته القصوى إلى 180 مليون متر مكعب في حال الامتلاء. أما الآن، ومع انخفاض المنسوب 45 مترًا، فلا يتبقى سوى 60 مليون متر مكعب فقط".
من جانبها، تناولت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري، تضارب التصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية بشأن وضعية السدود المزوّدة لمياه الشرب في طهران.
وتُظهر التقارير الرسمية انخفاضًا حادًا في مخزون السدود الخمسة التي تغذي العاصمة: أمير كبير، ولتيان، ولار، وماملو، وطالقان.
وبحسب شركة مياه منطقة طهران، لم يتبقَّ من السعة الكلية لهذه السدود سوى 21%.
وإذا استُثني سد طالقان، الذي يُعدّ مساهمًا ثانويًا في شبكة مياه الشرب بسبب قيود النقل، تنخفض النسبة المتبقية من السعة إلى 12% فقط.
وذكرت وكالة "تسنيم" أن هذه الأرقام تعكس تراجعًا كبيرًا في تدفق المياه إلى السدود بسبب خمس سنوات متتالية من الجفاف، وانخفاض معدلات الأمطار بنسبة 41% مقارنة بالمعدلات طويلة الأمد.

سحبت الحكومة الإيرانية مشروع قانون "مكافحة نشر المحتوى الإخباري الكاذب على شبكات التواصل الاجتماعي" من البرلمان. بعد انتشار تقارير تفيد بتهديد هذا المشروع لحرية المواطنين.
وعلى الرغم من أن سلطات النظام الإيراني كانت متحمسة لهذا المشروع إلا أن قدرات النظام على تنفيذه كانت محل شك.
وكتبت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، الأربعاء 29 يوليو (تموز)، على منصة "إكس": "بهدف الحفاظ على الانسجام الوطني وبناءً على تأكيد الرئيس، تمّت الموافقة في جلسة الحكومة اليوم على سحب مشروع قانون الفضاء السيبراني".
كان مشروع "مكافحة نشر المحتوى الإخباري الكاذب على شبكات التواصل الاجتماعي" قد أُعِدّ من قبل حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وتمت الموافقة عليه في مجلس الوزراء بتاريخ 21 يوليو (تموز) الجاري بصفة مستعجلة (ذات أولوية مزدوجة)، وأُحيل إلى البرلمان.
وقد صوّت النواب في المجلس يوم الأحد 27 يوليو (تموز) بالموافقة على استعجال النظر في المشروع بـ205 أصوات، وكان من المقرر أن يتم بحثه في اللجان المتخصصة قبل عرضه على المجلس لمناقشة عموميته.
هذا المشروع كان ينصّ على تشديد العقوبات ضد مستخدمي الفضاء الافتراضي، بما يشمل السجن، والغرامات المالية، والحرمان من الحقوق الاجتماعية.
كما نص على أن "نشر المحتوى الكاذب باستخدام حسابات مزيفة، أو عبر روبوتات وأنظمة آلية"، وكذلك "تكرار المخالفة أو النشر خلال أوضاع حرجة مثل الأزمات أو الحرب أو تهديد الأمن القومي"، يعرّض مرتكبيه لعقوبات مشددة.
وكانت مهاجراني قد قالت، يوم الاثنين 28 يوليو، إن هذا المشروع "لا يشكل أي عائق أمام حرية التعبير"، مضيفة: "ما يؤكده المشروع هو مواجهة الأخبار المزيفة والكاذبة التي تُلحق ضررًا بالنفسيات العامة في المجتمع".
انتقام من كسر احتكار وسائل الإعلام الرسمية
وطُرح مشروع القانون بعد فترة قصيرة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، كسر المواطنون والصحفيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي احتكار وسائل الإعلام الرسمية التي كانت تروّج لدعاية النظام بوسائل مختلفة، وتمكّنوا من توثيق أحداث مهمة.
وبموجب هذا المشروع، كانت وزارة الثقافة والإرشاد الإسرانية ستُلزم بإطلاق نظام مركزي لتلقي البلاغات المتعلقة بأنشطة المواطنين في الفضاء السيبراني، وإرسال التحذيرات، وتقديم تقاريرها إلى السلطة القضائية.
وفي المادة الأولى من المشروع، تُعرّف مفاهيم مثل "محرف"، "ناقص"، "مضلل للعرف"، و"مُشوّش لذهن المتلقي" كمقاييس لتحديد المحتوى الكاذب.
هذه المصطلحات، إلى جانب افتقارها للوضوح القانوني، تفتح المجال أمام التفسير القضائي والأمني، مما يسمح للسلطات بتجريم أي محتوى لا يتماشى مع الرواية الرسمية بناءً على إرادة سياسية.
ورغم أن المشروع تضمن بعض النقاط الجديدة مثل تشديد العقوبات ضد المؤثرين أو الموظفين الحكوميين، فإن جوهره يستند إلى قرار المجلس الأعلى للفضاء السيبراني الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2020، بشأن "متطلبات الوقاية ومكافحة نشر المعلومات والأخبار الكاذبة في الفضاء الافتراضي". ويبدو أن النظام الإيراني ليس مقيدا من حيث وجود القوانين الكافية لممارسة الضغط على المستخدمين، بل إن ما ينقصه هو القدرة التنفيذية الواسعة.
ومع ذلك، فإن إعداد المشروع وإرساله إلى البرلمان ثم سحبه لاحقًا، يمكن اعتباره تراجعًا حكوميًا لصالح حرية التعبير، خاصة بعد مطالبة 19 نائبًا إصلاحيًا للرئيس بزشكيان بسحب المشروع.

أفادت وسائل إعلام إيرانية أن نيابة طهران العامة رفعت دعوى قضائية ضد هادي حيدري، الصحافي ورسّام الكاريكاتير، بسبب نشره رسماً كاريكاتيرياً لمسعود بزشكيان، حيث ظهر الأخير راكباً على حمار كُتب عليه "الوفاق"، وهو أحد الشعارات التي استخدمها بزشكيان في حملته الانتخابية.
وذكرت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية في إيران، يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025(تموز)، أن النيابة العامة في طهران أقامت دعوى ضد أحد رسّامي الكاريكاتير، بعد نشره لهذا الرسم.
دون أن تذكر اسم الرسّام صراحة، وصفت وكالة "ميزان" الكاريكاتير بأنه "مهين"، وقالت إن صاحبه تم استدعاؤه إلى النيابة العامة وتم فتح قضية قانونية بحقه.
وكان هادي حيدري قد نشر يوم الأحد 27 يوليو 2025 رسماً كاريكاتيرياً يُظهر بزشكيان راكباً الحمار بالمقلوب، وقد كُتبت كلمة "الوفاق" على رقبة الحمار.
ويُعدّ "الوفاق"، و"الوفاق الوطني"، و"حكومة الوفاق الوطني"، و"حكومة قائمة على الوحدة"، من بين المصطلحات والشعارات التي روّج لها بزشكيان خلال حملته الانتخابية.
لكن مع مرور الوقت، تراجعت هذه الشعارات إلى الهامش، ويقول المنتقدون إن سلوك بزشكيان اليوم يُظهر أنه قد ابتعد عن حلفائه.
وكان محسن سازكارا، الناشط السياسي وعضو "مجلس إدارة المرحلة الانتقالية"، قد صرّح في أغسطس 2024 في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" حول حكومة بزشكيان، قائلاً: "هذه حكومة نفاق وطني، لا علاقة لها بالوفاق الوطني. وكما تقول هانا آرنت، فإن الأنظمة التوتاليتارية تُفرغ الكلمات من معناها ومحتواها. وهذا ما حدث منذ سنوات في إيران".
هذا الكاريكاتير يذكّر أيضاً بالحكاية الساخرة للملا نصر الدين، الذي رُوي أنه ركب الحمار بالمقلوب، وعندما سأله الناس عن السبب، قال: "ليس أنا من يركب الحمار بالمقلوب، بل الحمار هو من يمشي بالعكس."
وبعد ردود الفعل، حذف هادي حيدري الكاريكاتير من صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب على منصة "إكس": "نُشر بالأمس كاريكاتير لي ينتقد مشروع قانون قُدّم مؤخراً من الحكومة إلى البرلمان. للأسف، هذه الاستعارة فسّرها البعض بطريقة معاكسة للمقصود، مما أتاح المجال لسوء الفهم والاستغلال".
يُذكر أن هادي حيدري، المولود عام 1977، صحافي وفنان ورسّام كاريكاتير يقيم في طهران.
وقد سبق أن واجه حيدري إجراءات أمنية وقضائية بسبب نشاطاته الفنية في السنوات الماضية.
ففي يونيو 2021، رُفعت دعوى ضده بسبب رسم واقعي (بورتريه) لمحمد باقر قاليباف نُشر في مايو من نفس العام على الصفحة الأولى لصحيفة "سازندكي"، وذلك بناءً على شكوى من رئيس البرلمان.
وخلال الفترة ما بين عامي 2009 و2016، تم اعتقاله عدة مرات بسبب كاريكاتيرات نُشرت في الصحف الإيرانية، وقضى فترات من الاعتقال في سجن إيفين.
تأتي ملاحقة السلطة القضائية لحيدري في سياق نمط متكرر من السنوات الماضية، حيث فُتحت قضايا ضد العديد من المواطنين والصحافيين والرسامين ووسائل الإعلام بسبب آرائهم أو أنشطتهم النقدية.

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن قضيتي الملف النووي، لا سيما مسألة التخصيب، وانتهاكات حقوق الإنسان، ليستا سوى "ذريعة" تستخدمها الأسرة الدولية لمواجهة نظامه. وفي إشارة ضمنية إلى مواصلة التخصيب، شدد على أن الشعب الإيراني "لن يتخلى عن دينه ولا عن علمه".
وأكّد خامنئي، اليوم الثلاثاء 29 يوليو (تموز)، في خطابه بمناسبة مرور أربعين يومًا على مقتل قتلى الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل: "ما يطرحونه تحت عنوان النووي، والتخصيب، وحقوق الإنسان ليس إلا ذريعة. أما السبب الحقيقي لمعارضتهم فهو ظهور خطاب جديد وقدرات للنظام الإيراني في مختلف مجالات العلوم والمعارف الإنسانية، والتقنية، والدينية".
كانت المفاوضات السابقة بين طهران وواشنطن قد انهارت بسبب إصرار النظام الإيراني على مواصلة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 27 يوليو (تموز)، إن النظام الإيراني تلقّى "ضربة قوية"، لكن مسؤولي النظام لا يزالون يتحدثون عن التخصيب النووي.
وأضاف ترامب: "لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ومع ذلك لا يزالون يتحدثون عن التخصيب. من يفعل شيئًا كهذا؟ لقد خرجوا مؤخرًا من وضع سيئ للغاية، لكنهم يقولون إنهم يريدون مواصلة التخصيب. كم عليك أن تكون أحمق لتقول ذلك؟ لن نسمح بحدوث ذلك".
وكان خامنئي قد وصف، في 25 يوليو (تموز)، مقتل قادة عسكريين رفيعي المستوى وعناصر من برنامج إيران النووي في اليوم الأول من الحرب مع إسرائيل بأنه "ضربة قاسية"، لكنه أضاف أن إسرائيل "لم تحقق هدفها".
وفي جزء آخر من خطابه اليوم ، قال المرشد الإيراني مشيرًا إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا: "ما حدث مؤخرًا ليس بجديد على النظام الإيراني. منذ بداية الثورة، واجهت البلاد مرارًا حوادث من هذا النوع، من بينها حرب السنوات الثماني، والفتن، ودفع بعض ضعاف النفوس إلى مواجهة الشعب، وفتن عسكرية، وسياسية، وأمنية، ومحاولات انقلابية، وغيرها. وقد تجاوز النظام الإيراني جميع هذه التحديات".
وفي حين يعاني الشعب الإيراني من أزمات متعددة نتيجة فشل النظام، مثل التضخم، وانقطاع المياه والكهرباء، وتلوث الهواء، قال خامنئي: "سنخطو خطوات كبيرة في سبيل تعزيز إيماننا الديني، وتوسيع وتعميق معارفنا المتنوعة. رغم أنف الأعداء، سنتمكن من إيصال إيران إلى قمة التقدم والمجد".
وأضاف: "إيران أظهرت للعالم تماسك أسس نظامها وبلادها بشكل غير مسبوق".
وتأتي تصريحات خامنئي بشأن "تماسك النظام" في وقت تشهد فيه إيران تزايدًا حادًا في الاستياء الشعبي، ما يضع النظام في مواجهة أزمة مشروعية حقيقية.
فقد أعلن مركز الإحصاء الإيراني، في 28 يوليو، أن معدل التضخم السنوي بلغ أكثر من 41 بالمائة خلال شهر يوليو، وهو أعلى مستوى له خلال العامين الماضيين.
كما كشف بهرام صلواتي، الرئيس السابق لمرصد الهجرة الإيراني، في اليوم ذاته، أن قرابة 4 بالمائة من السكان المتعلمين والطلاب الإيرانيين قد هاجروا، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج تجاوز 100 ألف طالب، يعود منهم إلى البلاد أقل من 1 بالمائة فقط.
وقد صعّد النظام الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة من سياساته القمعية ضد النشطاء السياسيين والمدنيين، والأقليات القومية والدينية، والناشطين النقابيين.
وفي 29 يوليو، أصدرت منظمة العفو الدولية تحذيرًا من تزايد الإعدامات "المروّعة" و"السرية" في خضم تصاعد القمع السياسي في إيران.