وزير خارجية إسرائيل: لا ينبغي لأخطر نظام في العالم أن يمتلك أخطر سلاح في العالم

أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى الأوضاع الإقليمية ودعم طهران للقوى الوكيلة، بما في ذلك حركة "حماس"، ووصف إيران بأنها "أخطر نظام في العالم".

أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى الأوضاع الإقليمية ودعم طهران للقوى الوكيلة، بما في ذلك حركة "حماس"، ووصف إيران بأنها "أخطر نظام في العالم".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، يوهان فاده فول، بالتزامن مع انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في سلطنة عمان اليوم الأحد.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي: "لا ينبغي السماح لأخطر نظام في العالم بامتلاك أخطر سلاح في العالم. يجب تفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران. ويجب منع إيران من الحصول على أسلحة نووية".
ومن جانبه، أكّد وزير الخارجية الألماني، خلال زيارته لإسرائيل، أن نزع سلاح حركة حماس ضروري لإنهاء الحرب في غزة، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذا النزاع لا يمكن حله بالوسائل العسكرية فقط.
وأضاف أن ألمانيا ستقوم بكل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل، لكنه أكد أن هذا لا يعني أن برلين لا يمكنها توجيه الانتقاد لإسرائيل.
وأشار الوزير الألماني، في تصريحاته بالقدس، إلى العمليات العسكرية الجارية في غزة وقال: "لست متأكدًا من أن جميع الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل يمكن تحقيقها بهذه الطريقة، أو أن هذا النهج سيسهم في أمن إسرائيل على المدى الطويل".
ودعا إلى "العودة إلى مفاوضات جدية لوقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن إعادة إعمار غزة تحتاج إلى حل سياسي "دون وجود حماس".
وحول الملف النووي الإيراني أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أنه: "لا ينبغي السماح لأخطر نظام في العالم بامتلاك أخطر سلاح في العالم. يجب تفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران. ويجب منع إيران من الحصول على أسلحة نووية".
وكان السفير الأميركي في إسرائيل، مايكل هرتزوغ، قد أعلن يوم أمس الأول، قرب انطلاق آلية جديدة لإيصال المساعدات لغزة بدعم من واشنطن، مؤكدًا أن دور إسرائيل يقتصر على "توفير الأمن العسكري في مناطق القتال".


نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول إيراني قوله، إن المحادثات "غير المباشرة" الأخيرة مع الولايات المتحدة، لم تكن "حقيقية" من جانب واشنطن، ومن المحتمل أن تكون قد صُمّمت منذ البداية كـ"فخ" لدفع الأوضاع نحو التوتر.
وقال هذا المسؤول الإيراني، الذي لم يُكشف عن هويته، إن طهران تعتبر فترات التوقف والفواصل الزمنية الأسبوعية بين جولات المفاوضات، التي جاءت خلافًا لرغبة إيران، بمثابة مناورة سياسية وإعلامية من قِبل الولايات المتحدة، وإنها تستعد الآن لسيناريوهات فشل المفاوضات.
وأوضح المسؤول أن الجانب الأميركي يرد على أسئلة طهران بـ "إجابات قصيرة وعامة"، ويتجاهل "الاقتراحات الجوهرية"، و"يغيّر مواقفه باستمرار خلال المفاوضات".
وأضاف أن هذا الوضع أدى إلى اقتناع طهران بأن المفاوضات "من المرجح ألا تؤدي إلى نتيجة مرضية فيما يتعلق برفع العقوبات وتحقيق مكاسب اقتصادية".
وأشار إلى أن طهران، نتيجةً للظروف السائدة في المفاوضات، "تستعد للمرحلة المقبلة، وقد أعدت الأقسام السيناريوهات اللازمة، سياسيًا واقتصاديًا، خلال الشهر الماضي".
وشدد هذا المسؤول الإيراني على أن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية هو "خط أحمر قاطع" في المفاوضات، وأن الولايات المتحدة "على دراية تامة بذلك".
وفي المقابل، قال مسؤول أميركي لشبكة "سي إن إن" إن "ترامب صادق تمامًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، وهو ملتزم كليًا بتحقيق هذا الهدف".
وأكد أن "الولايات المتحدة ستضمن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي، لكنها أيضًا تسعى لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، وعلاقات جديدة مع طهران، وتحقيق الازدهار الكامل للشعب الإيراني".
ومن جانبه، حذر كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات النووية مع إيران، ستيف ويتكوف، في مقابلة مع موقع "برايتبارت نيوز"، يوم الجمعة 9 مايو (أيار)، من أنه إذا لم تكن الجولة الرابعة من المفاوضات مع طهران مثمرة، فإن واشنطن ستسلك "مسارًا مختلفًا".
وأكد ويتكوف أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي اتفاق نووي مع النظام الإيراني، ما لم يكن "اتفاقًا قويًا".
وأضاف أن استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران هو "خط أحمر" بالنسبة لواشنطن، موضحًا: "هذا يعني التفكيك الكامل، يعني عدم القدرة على التسلح، ويعني أن مواقع نطنز وفردو وأصفهان- وهي ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم- يجب أن تُفكك بالكامل".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير لها يوم أمس الأول الجمعة 9 مايو، أن ويتكوف أكد لإيران أن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات والتخلي عن خيار العمل العسكري، إذا وافقت طهران على تفكيك برنامجها النووي، وشراء اليورانيوم المخصب من الولايات المتحدة.
وكانت ثلاث جولات من المحادثات قد عُقدت سابقًا بين طهران وواشنطن في مسقط وروما، وعُقدت الجولة الرابعة من المحادثات يوم الأحد 11 مايو في العاصمة العُمانية.
وقالت مصادر دبلوماسية إيرانية لقناة "إيران إنترناشيونال"، إنه رغم موافقة طهران على عمليات تفتيش موسعة لمنشآتها النووية، فإن الخلاف حول مسألة التخصيب داخل إيران لا يزال أحد العوائق الغامضة أمام استمرار المفاوضات بين الطرفين.

أشارت صحيفة "التلغراف" البريطانية إلى توقيف عدد من الإيرانيين في البلاد على خلفية أعمال إرهابية وتهديدات سابقة من جانب النظام الإيراني، وكتبت أن رأس هذا الأخطبوط قد يكون في طهران، "لكن أذرعه ممتدة إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قلب بريطانيا".
وذكرت الصحيفة، في عددها الصادر يوم الأحد 11 مايو (أيار) أن "هذا الحادث إنذار جدي يُظهر كيف يمكن أن يتحول أمن بريطانيا إلى ورقة في يد أحد أكثر الأنظمة شرًا وتطرفًا واستبدادًا في العالم، على بعد 4.000 ميل".
وفي إشارة إلى التهديدات السابقة، التي طالت صحافيين معارضين للنظام الإيراني، أضافت "التلغراف": "لقد زحفت أذرع عملاء إيران ومرتزقتها المجرمين من أوروبا الشرقية بهدوء إلى شوارع بريطانيا وغيرها من الديمقراطيات منذ مدة طويلة".
وحتى الآن، تم توقيف 9 أشخاص- من بينهم 8 إيرانيين- على صلة بملفين منفصلين متعلقين بأنشطة يُشتبه في صلتها بالإرهاب بجميع أنحاء بريطانيا، وقد أُفرج عن أحدهم بكفالة.
وأشار موقع "ذا ناشيونال" الإخباري، في 9 مايو الجاري، إلى اعتقال عدد من الإيرانيين بتهم تتعلق بأعمال إرهابية في بريطانيا، وذكر أن خمسة من هؤلاء ينتمون إلى "الوحدة 840" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي الجهة المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف خارج إيران.
ونقل الموقع عن مصدر أمني أنه من المحتمل أن يكون هؤلاء الخمسة قد دخلوا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني على متن قوارب الهجرة، متخفّين تحت صفة لاجئين.
وبحسب التقرير، فإن الإيرانيين الثلاثة الآخرين المعتقلين هم أعضاء في وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وأعلنت الشرطة البريطانية، يوم أمس السبت 10 مايو، أن عمليات التفتيش مستمرة في عدة مواقع بكل من: مانشستر ولندن وسويندون.
وفي موضع آخر من تقريرها، كتبت صحيفة "التلغراف": "المخطط الذي أُحبط في لندن دليل على وصول العنف إلى الغرب؛ نتيجة مؤامرات وحسابات خاطئة لنظام غير مستقر، يقوده حاكم مستبد ومتطرف بخطة أيديولوجية واضحة".
وكتبت الصحيفة أن ما هو على المحك لا يقتصر فقط على أمن إسرائيل أو دول الخليج، بل أمن الشرق الأوسط برمّته، والعالم، وحتى الأمن في شوارع بريطانيا، مرتبط بهذه المواجهة.
وكانت "التلغراف"، قد أشارت في عددها الصادر يوم 8 مايو الجاري، إلى اعتقال عدد من الإيرانيين في بريطانيا، ونقلت عن مصادر مطلعة، أن الحرس الثوري كان يخطط لتنفيذ هجوم على السفارة الإسرائيلية في لندن من خلال هؤلاء الأفراد؛ بهدف إفشال المحادثات الجارية حاليًا بين طهران وواشنطن.
وفي وقت سابق، بتاريخ 7 مايو، أفادت مجلة "التايمز" البريطانية أيضًا، بأن الهدف الأساسي لهذه الشبكة كان الهجوم على السفارة الإسرائيلية في لندن.
وفي اليوم نفسه، طالب المدير العام لشؤون غرب أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية، علی رضا یوسفی، بالحصول على حق الوصول القنصلي للمعتقلين في هذه القضية، مؤكدًا ضرورة "احترام مبادئ المحاكمة العادلة" بحقهم.

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول إيراني قوله إن المحادثات "غير المباشرة" الأخيرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات لم تكن "حقيقية" من جانب واشنطن، مرجّحًا أن تكون قد صُمّمت منذ البداية كـ"فخ" لدفع الأوضاع نحو التصعيد.
وقال المسؤول الإيراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن طهران ترى في الفواصل الزمنية الأسبوعية بين جولات التفاوض– التي لم تكن برغبتها- مناورة سياسية وإعلامية أميركية، مؤكّدًا أن بلاده تستعد لسيناريوهات ما بعد فشل المفاوضات.
وأوضح أن الجانب الأميركي يقدّم ردودًا "مختصرة وفضفاضة" على أسئلة طهران، ويتجاهل "المقترحات الأساسية"، ويغيّر مواقفه باستمرار أثناء الجلسات، ما دفع إيران إلى القناعة بأن المفاوضات "من المرجح أن لا تؤدي إلى نتائج مجدية في ما يخص رفع العقوبات وتحقيق مكاسب اقتصادية".
وأشار إلى أن طهران بدأت بالفعل استعداداتها للمرحلة التالية، مؤكدًا أن الأجهزة السياسية والاقتصادية وغيرها من الجهات في البلاد أعدّت خلال الشهر الماضي السيناريوهات اللازمة.
وشدّد المسؤول على أن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية هو "خط أحمر قاطع" لإيران في المفاوضات، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة على دراية تامة بذلك".
وفي المقابل، قال مسؤول أميركي لشبكة "سي إن إن" إن "ترامب صادق تمامًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، ولا يزال ملتزمًا بالكامل بتحقيق هذا الهدف"، مضيفًا أن واشنطن تسعى لضمان عدم حصول إيران على السلاح النووي، وفي الوقت نفسه تعمل من أجل "سلام دائم في الشرق الأوسط، وعلاقات جديدة مع طهران، وتحقيق الازدهار الكامل للشعب الإيراني".
من جهته، حذر ستيفن وِيتكوف، كبير المفاوضين الأميركيين في الملف النووي، في مقابلة مع موقع "برايتبارت نيوز" يوم الجمعة 10 مايو (أيار)، من أن واشنطن ستتجه إلى "مسار مختلف" إذا لم تُفضِ الجولة الرابعة من المفاوضات مع طهران إلى نتائج إيجابية.
وأكد وِيتكوف أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي اتفاق نووي مع إيران ما لم يكن "اتفاقًا قويًا"، مشددًا على أن استمرار التخصيب داخل إيران يُعد "خطًا أحمر"، قائلاً: "هذا يعني تفكيكًا كاملًا، وعدم امتلاك قدرة تسليحية، وأن منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، وهي مواقع التخصيب الثلاثة، يجب أن تُغلق بالكامل".
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها يوم الجمعة 10 مايو أن وِيتكوف عرض على طهران صفقة تتضمن رفع العقوبات والتخلي عن الخيار العسكري مقابل تفكيك البرنامج النووي الإيراني وشراء اليورانيوم المخصّب من الولايات المتحدة.
يُذكر أن ثلاث جولات من المحادثات بين طهران وواشنطن عُقدت في مسقط وروما، بينما أُلغيت الجولة الرابعة التي كان مقررًا عقدها في روما يوم 2 مايو. وفي نهاية المطاف، اتفقت الأطراف على عقد الجولة المقبلة اليوم الأحد 11 مايو في العاصمة العُمانية مسقط.
وكانت مصادر دبلوماسية إيرانية قد أفادت لقناة "إيران إنترناشيونال" في 7 مايو أن الخلاف حول استمرار التخصيب داخل إيران لا يزال نقطة غموض رئيسية تعرقل المضي قدمًا في المفاوضات، على الرغم من موافقة طهران على عمليات تفتيش واسعة لمواقعها النووية.

لم توجه روسيا هذا العام أيضًا، كما في السنوات الأخيرة، دعوة لمسؤولي النظام الإيراني لحضور احتفالات "يوم النصر"، وهو الحدث الذي شهد مشاركة قادة من الصين وفنزويلا، إلى جانب ممثلين حتى عن فلسطين وبوركينا فاسو، كما لم يكن لطهران أي حضور في هذا الحدث.
ومع انتهاء مراسم "يوم النصر" السنوية في روسيا، والتي تُقام في التاسع من شهر مايو (أيار) كل عام، أثار غياب الدعوة والحضور السياسي والعسكري للنظام اهتمام وسائل الإعلام داخل إيران.
وعلّقت صحيفة "جمهوری اسلامی"، المعارضة للمتشددين الأصوليين في إيران، بشدة على هذا الموضوع، في زاوية بعنوان "للعلم فقط".
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "يتفاخر بصداقته" مع إيران، فإن طهران كانت غائبة عن احتفالات "يوم النصر"، التي شاركت فيها دول عديدة، مثل: الصين وكوريا ومصر وغيرها.
كما أوردت الصحيفة بسخرية أن بوتين قد شكر القوات الكورية الشمالية، خلال الاحتفال، على دعمها لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا.
وفي عرض عسكري هو الأول من نوعه، استعرضت روسيا خلال احتفالها بـ "يوم النصر" هذا العام، والذي لم يُدع إليه مسؤولو إيران، طائرات مُسيّرة استُخدمت في حربها ضد أوكرانيا، من بينها طائرة "شاهد-136" الإيرانية. وقد أدى استخدام روسيا لهذه الطائرات إلى فرض عقوبات على طهران من قِبل العديد من القوى العالمية.
ويُظهر تتبع السنوات السابقة من هذا الحدث أنه، رغم العلاقات العميقة بين إيران وروسيا، فإن موسكو في السنوات الأخيرة لم توجه دعوات رسمية لمسؤولي إيران للمشاركة في واحدة من أهم مناسباتها الوطنية.
ووفقًا لقائمة الضيوف، التي نشرها "الكرملين"، فقد شارك عسكريون من 13 دولة حول العالم، خلال عرض يوم النصر لعام 2025، بالإضافة إلى 29 زعيمًا سياسيًا، في الاحتفال الذي أُقيم في الساحة الحمراء بالعصمة الروسية موسكو.
وكان من بين الجيوش المشاركة في المراسم قوات من أذربيجان، وأوزبكستان، وبيلاروسيا، وطاجيكستان، وتركمانستان، والصين، وقيرغيزستان، وكازاخستان، ولاوس، ومصر، ومنغوليا، وميانمار، وفيتنام.
كما حضر المراسم زعماء سياسيون من أرمينيا، وإثيوبيا، وسلوفاكيا، وأوزبكستان، والبرازيل، وبيلاروس، وبوركينا فاسو، والبوسنة والهرسك، وطاجيكستان، وتركمانستان، والصين، وزيمبابوي، وصربيا، وفلسطين، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والكونغو، وكوبا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، ولاوس، ومصر، ومنغوليا، وميانمار، وفنزويلا، وفيتنام.
وقد وُجهت دعوة إلى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلا أنه رفض الحضور. كما ألغى رئيس أذربيجان، إلهام علييف، زيارته في اللحظات الأخيرة، رغم قبوله الدعوة سابقًا.
وبالإضافة إلى ذلك، حضر الاحتفال ممثلون عن كوريا الشمالية والمناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في جورجيا، مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فضلاً عن وزراء دفاع من 31 دولة أخرى.
وتواجه إيران عقوبات دولية فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بسبب دعمها لروسيا في غزوها العسكري لأوكرانيا.

أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤولين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي، لم تذكر أسماءهم، بأن إيران تستعد لإرسال قاذفات صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا. وبحسب هذا التقرير، فإنه يُتوقّع تصاعد الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وتُستخدم هذه القاذفات لإطلاق صواريخ قصيرة المدى، كانت إيران قد أرسلتها إلى روسيا، بحسب ما أعلنت الولايات المتحدة، في العام الماضي لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا.
ووفقًا لما نشرته "رويترز"، يقول محللون إن صواريخ "فتح 360"، التي يصل مداها إلى 120 كيلو مترًا، تُعدّ سلاحًا جديدًا بيد القوات الروسية يمكِّنها من استهداف القوات الأوكرانية على خطوط الجبهة، وكذلك الأهداف العسكرية والمدنية القريبة من الحدود الروسية.
وإذا ما تم إرسال هذه القاذفات مجددًا، فسيكون ذلك بمثابة تأكيد على توسيع العلاقات الأمنية بين موسكو وطهران.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، في خريف العام الماضي، أن إيران نقلت هذه الصواريخ إلى روسيا عبر تسع سفن. وكانت تلك السفن ترفع العلم الروسي، وقد فُرضت عليها عقوبات لاحقًا. وفي ذلك الوقت، أفادت ثلاثة مصادر لـ "رويترز" بأن تلك الشحنة لم تكن تحتوي على قاذفات.
وقال المسؤولون الأمنيون الغربيون والمسؤول الإقليمي، الذين طلبوا عدم كشف هويتهم نظرًا لحساسية الموضوع، إن إرسال قاذفات "فتح 360" سيتم قريبًا، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هذا النقل المحتمل، كما لم يوضحوا سبب عدم إرسال القاذفات مع الصواريخ في وقت سابق.
ويُذكر أن "فتح 360" أو صاروخ "فتح" هو نوع من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، صُمم للاستخدام في العمليات التكتيكية وبدقة عالية في مسافات تقل عن 200 كيلو متر. وقد كشفت إيران عن هذا الصاروخ في أغسطس (آب) 2020، وادّعت أنه مزوّد بالذكاء الاصطناعي.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية وممثلية إيران في الأمم المتحدة، على طلب "رويترز" للتعليق بشأن هذه المسألة.
وقد أحال مجلس الأمن القومي الأميركي التحقيق في هذه المسألة إلى وزارة الخارجية، التي امتنعت، بجانب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أيضًا، عن التعليق.
لماذا يُعد إرسال السلاح من إيران إلى روسيا أمرًا مهمًا للغرب؟
لا تتطلب صواريخ "فتح" قصيرة المدى تجهيزات كبيرة للإطلاق، كما أن مدة طيرانها قصيرة جدًا، ويمكن لأشخاص تلقوا تدريبًا محدودًا نسبيًا أن يقوموا بتوجيهها وإطلاقها.
ويقول محللون إن روسيا باستخدام صواريخ "فتح" يمكنها تنفيذ هجمات أسرع بكثير، بينما تحتفظ بصواريخها المتطورة للهجمات بعيدة المدى، مما يعزز الضغط على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، بما في ذلك شبكة الكهرباء، ويُنهك في الوقت ذاته منظومة الدفاع الصاروخي الأوكرانية الثمينة.
وأجاب الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هاينز، عن سؤال "رويترز" حول سبب شراء روسيا صواريخ إيرانية رديئة الجودة، قائلاً: "السبب الوحيد الذي يتبادر إلى ذهني هو أن الروس لا يستطيعون إنتاج عدد كافٍ من الصواريخ. ولهذا السبب، على الرغم من أن الصواريخ الإيرانية ليست دقيقة جدًا ولا تحمل حمولة كبيرة، فإنها يمكن أن تُسبب مزيدًا من المتاعب لأوكرانيا".
إرسال السلاح إلى روسيا والتفاوض مع أميركا
ووفقًا لـ "رويترز"، فإن استخدام روسيا لهذه الصواريخ يُلقي بظلاله على محاولات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لفتح نافذة جديدة نحو وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك على مفاوضاته مع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن كبح البرنامج النووي الإيراني، وقد يُعقّد هذه المفاوضات.
وقالت مصادر "رويترز" إن المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تتم بوساطة سلطنة عُمان، تُعد من بين "عدة أسباب" لتأخر تسليم القاذفات.
وأضاف الباحث البارز في معهد "الخدمات الملكية المتحدة" في بريطانيا، جاك واتلينغ، أن المسؤولين في إيران يعتبرون إرسال السلاح إلى روسيا أمرًا منفصلاً عن المفاوضات النووية الجارية، ويعتقدون أن ما قد يتم مع الروس ليس مرتبطًا بهذه المفاوضات.
طهران لم تُقر بعد بالتعاون العسكري مع روسيا
كان الحديث عن إرسال السلاح من إيران إلى روسيا لدعمها في حربها مع أوكرانيا قد بدأ منذ الأشهر الأولى للحرب، وتزايد في بداية سبتمبر (أيلول) 2024 مع تقارير عن تسليم شحنة بها ما لا يقل عن 200 صاروخ باليستي قصير المدى.
وفي ذلك الوقت، نُقل عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى أن إرسال هذه الشحنة "ليس نهاية المطاف"، وأن الحكومة الإيرانية ستواصل تصدير السلاح إلى روسيا.
وكانت تقارير سابقة قد تحدّثت أيضًا عن إرسال طائرات مُسيّرة انتحارية من طراز "شاهد 131" و"شاهد 136" من إيران إلى روسيا.
أما الموقف الرسمي للمسؤولين في إيران، فكان نفي أي إرسال لمعدات عسكرية إلى روسيا.
وفي 16 سبتمبر، وفي أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه رئيسًا جديدًا لإيران، شدد مسعود بزشکیان على استمرار "الصداقة والتعاون" مع روسيا، وقال بشأن إرسال صواريخ إلى هذا البلد: "أقول بكل حزم إنه منذ تولينا المنصب لم نقدّم لهم شيئًا. قد يكونوا تلقوا شيئًا في السابق (في عهد حكومة إبراهيم رئيسي)؛ لأنه لم يكن هناك ما يمنع ذلك".
وفي الفترة ذاتها، أقر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، بإرسال صواريخ إيرانية الصنع إلى روسيا، وقال في مقابلة مع موقع "دیده بان إیران" الإخباري: "علينا أن نُجري عمليات مقايضة من أجل تلبية احتياجاتنا، بما في ذلك استيراد الصويا والقمح، جزء من المقايضة يتضمن إرسال صواريخ، والجزء الآخر يتضمن إرسال طائرات مُسيّرة عسكرية إلى روسيا".
وقد أدت شحنة الأسلحة المذكورة إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، والتي تركزت هذه المرة على قطاع الطيران الإيراني، بما في ذلك شركة الطيران الوطنية "إيران إير".