صحيفة المرشد خامنئي: هجوم الحوثيين على إسرائيل يعزّز موقع إيران في المفاوضات مع أميركا

ذكرت صحيفة “كيهان” في افتتاحية لها أن الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحوثيون على تل أبيب يمكن أن يعزز موقع إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.

ذكرت صحيفة “كيهان” في افتتاحية لها أن الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحوثيون على تل أبيب يمكن أن يعزز موقع إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الهجمات، في ظل الحرب النفسية المصاحبة لمسار التفاوض، تُسهم في إضعاف التهديدات الأميركية، وإفشال مساعي بنيامين نتنياهو لتعطيل مسار المحادثات.
واعتبرت كيهان هذا الهجوم دليلاً على قدرة الجمهورية الإسلامية وحلفائها في المنطقة على الرد.

أصدر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، ويسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيليان، بياناً مشتركاً بشأن الهجمات على أهداف تابعة للحوثيين. وجاء في البيان: "كل من يهاجم إسرائيل، دمه على عنقه. هجوم الحوثيين لن يُقابل بضربة واحدة، بل سيتلقون عدة ضربات".
وأكد نتنياهو وكاتس: "نحن من يقرر متى، وكيف، وبأي أهداف نرد. هذا القرار يعود لنا، ويشمل أيضاً الداعم الرئيسي للحوثيين، أي إيران".
وشدد البيان على أنه "لولا الدعم المتواصل والمباشر من طهران، لما تمكن الحوثيون من تنفيذ هجومهم الصاروخي الإجرامي ضد إسرائيل".
وخاطبوا إيران قائلين: "أنتم أيضاً، مثل الحوثيين، ستدفعون الثمن كاملاً لهذه الهجمات".
وكان الحوثيون قد شنوا أول من أمس الأحد هجوماً صاروخياً على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وردت إسرائيل مساء الاثنين باستخدام 20 طائرة مقاتلة لإسقاط أكثر من 50 قنبلة على مواقع الحوثيين في ميناء الحديدة ومصنع "باجل" للإسمنت.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية عصر الثلاثاء، وللمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء، منها المطار الرئيسي، ومصنع إسمنت، ومحطات كهرباء.

أعلن رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسین محسنی إيجه إي، أن النظام شكّل خلال قمع الانتفاضة الثورية المعروفة بـ"مهسا" حوالي 90 ألف ملف قضائي ضد المواطنين، مشيرًا إلى أن من بين المعتقلين والمحكومين طلابًا جامعيين وتلاميذ مدارس.
خلال هذه الانتفاضة وما تلاها، تم اعتقال آلاف المواطنين، وقُتل أو أُعدم المئات منهم.
وأضاف إيجه إي: "لو تم إصدار أحكام إدانة ضد جميع هؤلاء، أو فُتحت لهم ملفات قضائية، لكانت الظروف مهيّأة لاستغلال الأعداء".
وأشار رئيس القضاء إلى الضغوط على المعتقلين، قائلاً: "استعنا بالحوزات العلمية، والباسيج، والأكاديميين، والمعلمين، وبدعمهم في السجون، وتمت توعية معظم المحكومين وتهيئة الأرضية للعفو عنهم".
كما أشار إلى أن هؤلاء الأفراد "تابوا"، لكنه لم يستبعد احتمال ارتكابهم لأخطاء مجددًا.

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بشأن هجمات الحوثيين في اليمن على إسرائيل ودعم طهران لهم، قائلاً: "إيران لا تحتاج إلى قوة وكيلة في المنطقة، وإسرائيل هي القوة الوكيلة الوحيدة في المنطقة.
اليمنيون يتخذون قراراتهم بشكل مستقل، وجميع الادعاءات حول اليمن لا أساس لها."
وقال بقائي رداً على التهديدات العسكرية الإسرائيلية: "في مواجهة أي اعتداء أو مغامرة ضد إيران، سترد قواتنا المسلحة بكل قوتها وبأشد الطرق الممكنة." وأكد أنه "لا يوجد أي تردد في هذا الشأن."
وعلق بقائي على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بشأن ضرورة إدراج قضايا غير نووية في الاتفاق المحتمل، واصفاً إياها بـ"الغريبة"، وقال: "مثل هذه التصريحات لها سوابق، ويبدو أنها محاولة للمساومة خارج إطار المفاوضات، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا."
وأكد أن موضوع المفاوضات يقتصر على "البرنامج النووي ورفع العقوبات" فقط.

دعت صحيفة كيهان، الخاضعة لإشراف ممثل علي خامنئي، الحكومة الإيرانية إلى الابتعاد عن الاعتماد على المفاوضات، والتركيز بدلًا من ذلك على تعزيز الحضور الإقليمي لإيران، محذّرة من الوقوع في ما وصفته بـ”الحرب المعرفية” التي يشنها الأعداء.
وفي مقال بعنوان “خارطة طريق الحكومة… دروس روحاني ورئيسي”، كتبت الصحيفة: “علينا أن نُدرك مكانة قوتنا في المنطقة والعالم، وألّا نقع فريسة للحرب المعرفية التي يشنها العدو”.
وأضافت: “لا ينبغي أن نُضيّع معظم وقتنا وطاقتنا في التفاوض مع نظام أثبتت التجارب العديدة أنه يفتقر إلى أدنى درجات حسن النية. الأهم هو أن نكون فاعلين في المنطقة والعالم، وألّا نكتفي بردود الأفعال في ملعب الخصم”.
وتابعت الصحيفة: “إن إلهام إيران في المنطقة رصيد لا يمكن تجاهله. لا يمكن حبس الاقتصاد العشرين عالميًا، وأقوى قوة سياسية وعسكرية وإلهامية في المنطقة داخل قفص، أو فرض معادلة عليه، ما لم يتمكنوا من اختراق إرادتنا وشخصيتنا القوية”.

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في ردّه على تحليلات تعتبر دخول طهران في مفاوضات مع الولايات المتحدة نتيجة موقف ضعف، "هل رأيتم في تصريحاتنا أننا قلنا يجب أن نتفاوض وإذا لم نفعل ستقع مشكلة؟".
وفي حديث لصحيفة "طهران تايمز"، أضاف: "في السابق كان البعض يقول إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستنشأ مشكلات. لكننا لم نربط مستقبل بلدنا أو أنفسنا أو منطقتنا بالمفاوضات بأي حال، ونحن نتابع أعمالنا".
وحول مصير المفاوضات مع أميركا، قال بزشكيان: "إذا وصلت المفاوضات مع أميركا إلى طريق مسدود، فنحن لن نصل إلى طريق مسدود".
تأتي هذه التصريحات في وقت تم تعليق الجولة الرابعة من المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
